يبدو مستقبل حكام الخط في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، في خطر مع وصول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، رغم أن المسؤولين يؤكدون أنهم بأمان، أقله في الوقت الراهن.
أعلن نادي عموم إنكلترا وشركة "أي بي أم" العملاقة للتكنولوجيا عن ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي، ستُعتمد في البطولة التي تنطلق مطلع الشهر المقبل.
ستوفر ميزة تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية تعليقاً صوتياً لمقاطع فيديو تظهر أبرز لحظات المباريات في الموقع الرسمي والتطبيق الخاص بويمبلدون.
وستستخدم ميزة "تحليل القرعة" الذكاء الاصطناعي لتحديد مسار كل لاعب ولاعبة إلى النهائي في منافسات الفردي.
قال بيل جينكس، مدير التكنولوجيا في نادي عموم إنكلترا، إنه تحتم على البطولة العمل بجد للبقاء في الطليعة: "ويمبلدون هي أقدم بطولة كبرى ولدينا تراث وتقاليد غنية تعود الى 1877، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي لا تزال تدفع الناس الى القدوم".
أضاف: "جزء كبير من تلك التجربة هو للاعبين والمشجعين على حد سواء. لكن لا يمكنكم فعل ذلك من دون الابتكار التكنولوجي. لم نكن لنبقى في قمة الرياضة من دونه".
تتمتع ويمبلدون بمكانة فريدة في روزنامة كرة المضرب السنوية، حيث ينجذب اللاعبون والمشجعون إلى التقاليد المميزة لنادي عموم إنكلترا.
يشكل الحكام الرئيسيون وحكام الخطوط الذين يرتدون ملابس أنيقة، جزءاً من التجربة مثل الفراولة والكريمة والزي الأبيض بالكامل الملزم اللاعبين واللاعبات بارتدائه.
ولكن إلى أي مدى يمكن أن تصمد في ضوء التكنولوجيا المتسارعة؟
أعلنت رابطة اللاعبين المحترفين "ايه تي بي" في نيسان/أبريل الماضي اعتماد دوراتها وبطولاتها على الآلة الالكترونية لقرارات الخط اعتباراً من 2025، بدلاً من حكام الخط التقليديين في خطوة "لتحسين الدقة والاتساق عبر البطولات".
قال جينكس إن حكام الخط سيتواجدون في ويمبلدون هذا العام ولكنه لم يضمن بقاءهم لفترة طويلة.
أضاف: "في 2023 لدينا حتمًا حكام خط. تقنية قرارات الخط تغيرت. نعتمد نظام التحدي (يحصل كل لاعب على عدد معين ليطلب إعادة قرار عبر تقنية الفيديو) منذ 2007 وتعمل جيدًا بالنسبة لنا راهناً. من يعرف ما قد يحدث في المستقبل؟".
كان جينكس أكثر وضوحاً، عندما سُئل عما إذا كان هناك مستقبل لحكم رئيسي من الذكاء الاصطناعي لا يمكن الجدال معه "الجواب هو كلا".
تكملة للبشر لا استبدالهم
من جهته، رأى كيفن فارار، المسؤول عن الشراكات الرياضية في شركة أي بي أم في بريطانيا وإيرلندا، أن هناك "ضجة" حول الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي يظهر في الترويج حول برنامج "تشات جي بي تي".
تابع: "ما نقوم به في الأساس هو أخذ كميات هائلة من البيانات وتحويلها إلى أرقام وتفاصيل يمكننا بعد ذلك مشاركتها مع المشجعين حول العالم من خلال المنصات الرقمية، موقع ويمبلدون والتطبيقات الرسمية".
أضاف: "التحدي الذي نواجهه كل عام هو التأكد من أننا نحقق التوازن الصحيح بين التقاليد والتراث والتكنولوجيا والابتكار".
وقال إن الهدف هو توسيع خاصية التعليق لتشمل جميع المباريات مؤكدًا في الوقت ذاته على أنه لا يزال هناك مجال للمساهمة البشرية: "أرى أن الذكاء الاصطناعي يكمل العنصر البشري إلى حد كبير. لا يمكنكم استبدال جون ماكنرو (النجم الأميركي السابق) في التعليق. يجب أن يكون العنصر البشري موجوداً دائماً".
أضاف: "يتعلّق الأمر بتقديم تعليق في المستقبل على المباريات التي لا تحتوي حالياً على تعليق بشري، لذا فهي تتعلق بفئات الكبار والناشئين والمقعدين".
وأكد: "لذلك في جميع الحالات، إنها حالة تكملة للعنصر البشري بدلاً من استبداله".