يسعى الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في العامين الماضيين، إلى الانفراد بالرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات في جائزة النمسا الكبرى في عقر دار فريقه ريد بُل، ضمن منافسات الجولة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا 1.
ويتقاسم فيرستابن، ابن الـ 25 عاماً متصدر ترتيب السائقين بفارق 69 نقطة عن زميله المكسيكي سيرخيو بيريز، الرقم القياسي لعدد الانتصارات في النمسا مع بطل العالم 4 مرات الفرنسي آلن بروست (3 لكل منهما)، علماً أن الأخير أحرز اللقب أعوام 1983 و1985 و1986.
وفي حال نجح في الفوز على حلبة ريد بُل رينغ، سيرفع "ماد ماكس" عدد انتصاراته إلى أربعة وإلى سبعة في السباقات التسعة الأولى هذا العام، في حين سيعزز ريد بُل رصيده من الانتصارات عند الصانعين إلى 101 مع عودة الحظيرة إلى النمسا للمرة الأولى منذ وفاة مالكها ديتريش ماتيسيتش في تشرين الأول الماضي.
وتشير الأرقام إلى أن فيرستابن دوّن اسمه في سجلات الفائزين في مدينة سبيلبيرغ أربع مرات، حيث فاز مرتين عام 2021 عندما نُظّم سباقان في ذلك العام بسبب القيود التي فرضت جراء فيروس كورونا وقد حمل أحدهما اسم جائزة ستيريا الكبرى، علماً أن الهولندي كان حل في المركز الأول أيضاً عامي 2018 و2019.
قال مدير الفريق البريطاني كريستيان هورنر على وقع الاحتفالات بتحقيق ريد بُل فوزه المئة في تاريخه خلال سباق جائزة كندا الكبرى: "سيكون الأمر مميزاً بعض الشيء هذه المرة".
وتابع: "من الرائع أن أعود إلى النمسا بهذا المستوى والنتائج ومع ماكس في مثل هذا الشكل الاستثنائي".
وأضاف: "ستكون هناك مواكبة جماهيرية عريضة وأجواء رائعة. كانوا دائماً يقدمون استعراضاً كبيراً (في المدرجات) وسيكون هذا العام هو الأكبر على الإطلاق".
الجيش البرتقالي
وضمن السباق ذاته، قال فيرستابن: "نحن نستمتع دائماً بالعودة إلى النمسا لخوض سباق على أرضنا".
وأردف: "أنا متحمس لمحاولة إضافة كأس أخرى إلى مجموعة الفريق. سيقام السباق القصير (سبرينت) للمرة الثانية هذا العام في عطلة نهاية الأسبوع وهناك دائماً المزيد من النشاط والتعقيد".
ومن المتوقع أن يحصل فيرستابن على دعم كبير من حشود الجماهير الهولندية والتي باتت تعرف بـ "الجيش البرتقالي"، ولكن بعد تقارير العام الماضي عن إساءات عنصرية وجنسية وسوء معاملة المثليين بين المتفرجين، حُظرت المشروبات الكحولية وشُددت الإجراءات الأمنية.
ويتوقع هطول الأمطار في معظم عطلة نهاية الأسبوع، خاصة الجمعة والسبت، لكن من دون أن يشكّل ذلك مصدر قلق للسائق الهولندي الذي فاز العام الماضي بسباق السبرينت السبت، قبل أن ينتفض سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو وينتزع منه المركز الأول في سباق الأحد.
وكان ذلك الفوز الأخير للحظيرة الإيطالية، وبعد خيبة أمل جديدة في مونتريال هذا العام، يأمل فريق "الحصان الجامح" بالرد بالشكل المناسب وعلى الأقل مقارعة فريقي أستون مارتن ومرسيدس لمركز على منصة التتويج.
ومنذ الفوز الأخير لفيراري مع لوكلير الذي أوضح أخيراً عدم رضاه عن مستوى الحظيرة الإيطالية وقراراتها، بسط ريد بول هيمنته على المركز الأول بفوزه في 18 من 19 جائزة كبرى، في حين خرق مرسيدس جدار الحظيرة النمسوية مع البريطاني جورج راسل على حلبة ساو باولو البرازيلية. وشهدت هذه السلسلة فوز فيرستابن بـ 15 سباقاً، مقابل 3 لبيريز.
من ناحيته، يأمل البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، في البناء على تحسن نتائج فريقه مرسيدس والتعديلات التي ادخلها على سيارة "السهم الفضي" من أجل الحفاظ على زخمه، بينما يسعى الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو (41 عاماً)، بطل العالم مرتين، للصعود إلى منصة التتويج للمرة السابعة هذا العام مع أستون مارتن.
قال هاميلتون بعد احتلاله المركز الثالث خلف فيرستابن وألونسو في كندا: "آمل في مرحلة ما أن تكون المنافسة محتدمة أكثر بيننا".
وتابع: "أن نكون ثلاثتنا في معركة محتدمة للغاية سيكون أمراً رائعاً".