تحرك ركلة البداية للموسم الكروي الجديد بعد نحو شهر مع افتتاح بطولة الدوري العام الـ64 لكرة القدم، وهي نسخة يأمل جمهور اللعبة ان ترتقي لمستوى طموحاتهم الصغيرة، في ظل أوضاع إقتصادية صعبة للغاية.
باشرت الفرق قبل أسابيع التحضير للموسم 2023-2024، من خلال التعاقد مع لاعبين جدد واستقطاب لاعبين أجانب سيكون دورهم كبير في البطولة بعد رفع عددهم الى أربعة بدلاً من ثلاثة، وبالتالي فإن العنصر الأجنبي ينتظر ان يصنع الفارق، وتكامل هذا الأمر مع تعاقد بعض الأندية ولا سيما الكبيرة مع مدربين من خارج لهم باعهم الكبير في اللعبة، على غرار المدرب المغربي لنادي الأنصار ادريس المرابط والهولندي لنادي الصفاء يان دي يونغ وبقاء البرتغالي باولو مينيزيس والسوري رأفت محمد مع العهد حامل لقب الدوري.
ولا يبدو ان مستوى المدربين يتطابق مع اللاعبين الآتين للاحتراف في الدوري اللبناني، حيث كل واحد يأتي تصاحبه هالة كبيرة، لكن في الحقيقة ثمة علامات استفهام كبيرة حول الغالبية منهم، فيما عدد كبير من الأندية لم يحسم هوية لاعبيه حيث درجت العادة بانتظار اللحظة الأخيرة لإقفال بابا التواقيع، ثم تنطلق بعد ساعات مهمة البحث عن بدلاء بين مرحلتي الذهاب والإياب.
وينطلق الدوري العام على نحو مبكر هذا العام بسبب الروزنامة ارتباط المنتخب الوطني باستحقاق كأس الأمم الآسيوية مطلع العام الجديد في قطر، وكذلك انطلاق التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2026، فضلاً عن بطولة كأس العارب التي ترعاها "فيفا" في قطر أيضاً الخريف المقبل.
ولهذا باشرت الفرق تحضيراتها على نحو مبكر أيضا، ووجدت في مسابقة كأس الاتحاد التنشيطية، وهي استحدثت بدلاً من بطولتي النخبة والتحدي، خير محطة للوقوف على مستوياتها، لكن يصعب الوقوف على ماهية كل فريق.
وشهدت الجولة الثانية للبطولة التنشيطية، مفاجأة قوية كان بطلها نادي الأهلي النبطية الوافد حديثاً الى عالم الأضواء بفوزه في اول اختبار له بين الكبار على شباب الساحل 1-0 على ملعب العهد على طريق المطار ضمن منافسات المجموعة الأولى. ويدين الفريق الجنوبي الى لاعبه المخضرم علي سبيتي صاحب هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 43. وقدم الفريق الجنوبي أداء قوياً، ويأمل القيمون عليه أن يمنح الفريق معنويات إضافية قبل انطلاق المباريات الرسمية.
وإذا كان ينظر لشباب الساحل بأنه صاحب المكان الدائم بين أندية المقدمة، فإن الفريق لم يقدم ما يشفع له ليكون من بين المرشحين للقب، ولو كانت هذه البطولة تنشيطية واتضحت الصورة نسبياً امام المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش الذي عليه ضبط الأمور الفنية ورفع نسق المستوى واللياقة قبل انطلاق البطولة. وبهذه الخسارة ودع شباب الساحل منافسات كأس الاتحاد، إذ كان قد تعاد في الجولة الأولى مع طرابلس الرياضي سلبا. وانحصرت بطاقة التأهل للدور نصف النهائي بين الأهلي و"سفير الشمال".
وأطاح النجمة بطل مسابقة كأس لبنان، الصفاء من الدور الأول للبطولة التنشيطية بفوزه عليه 2-0 على ملعب أمين عبد النور البلدي في بحمدون.
وكان منتظراً أن يظهر الصفاء بصورة مغايرة نظراً الى التعاقدات الكثيرة التي أبرمتها إدارته بقيادة نائب الرئيس رامي بيطار، ولا سيما التعاقد مع مدرب ذو مستوى مرموق هو جوني يانسن قبل ان يرحل ويتم استقدام مواطنه دي يونغ.
ورفع النجمة رصيده إلى 4 نقاط في صدارة المجموعة، في حين تجمد رصيد الصفاء من دون نقاط في المركز الثالث، حيث خسر حظوظه بالتأهل إلى نصف نهائي البطولة. ويلتقي الصفاء ضد البرج في الجولة الثالثة، حيث يحتاج الأخير للفوز (3-0) من أجل حسم التأهل.
وسجل هدفي النجمة محمد مرقباوي (60) وماهر صبرا (70).
وتستكمل الجولة الثانية بمباراتين اليوم (الساعة 17:00) فيلعب الحكمة بيروت مع العهد على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة، كما يلتقي الأنصار مع مع الراسينغ بيروت في بحمدون.