"انتصار لك وللكويت" بهذه الكلمات هنأ أمير دولة الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية تهنئة إلى الشيخ طلال الفهد الاحمد الصباح عبر فيها سموه عن خالص تهانيه بمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس الأولمبي الآسيوي مؤكدا سموه ان فوزه بهذا المنصب الرياضي الدولي الرفيع إنما هو تقدير لانجازاته ومسيرته الرياضية الحافلة وللمكانة الكبيرة التي يحتلها لدى المجلس الأولمبي الآسيوي متمنيا سموه له كل التوفيق والسداد لخدمة الوطن العزيز ورفعة رايته في مختلف المحافل الرياضية الاقليمية والدولية.
وحصد الشيخ طلال الذي ترأس سابقاً اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم في الكويت، 24 صوتاً خلال اجتماع الجمعية العمومية للمجلس المنعقد في العاصمة التايلندية بانكوك، مقابل 20 صوتاً لمنافسه و"الساعد اليمين لشقيقه" ورئيس الاتحاد الدولي للسباحة حسين المسلم.
ويشكل انتصار الشيخ طلال امتداداً لعائلة الشيخ الراحل فهد الأحمد الذي كان أول من ترأس المجلس عام 1982، قبل أن ينتقل المنصب، عقب مقتله أثناء الاجتياح العراقي للكويت في 1990، لنجله أحمد في تموز 1991، الذي استمر رئيساً حتى تنحيه عام 2021.
وتولى الرئاسة منذ تنحي الفهد نائب الرئيس الفخري للمجلس الهندي راجا راندير سينغ، وأدار جلسة الانتخابات الأولى في تاريخ المجلس.
وفي عرضه الانتخابي الذي بلغت مدته 15 دقيقة رفع الشيخ طلال شعار "آسيا واحدة.. عائلة واحدة" وبنى الفهد حملته على خمس ركائز رئيسية بينها "الحوكمة الرشيدة والاستدامة المالية وخطة لتنمية الرياضة والأنشطة والبرامج التعليمية والارتقاء بمستوى الألعاب الآسيوية".
وتضمن تعهده الانتخابي زيادة التمويل للجان الأولمبية الوطنية الـ 45 والمناطق الخمس في المجلس الأولمبي الآسيوي ومشاريع التنمية، فيما أعرب عن التزامه بإحداث تغييرات ايجابية.
في المقابل، اعتمد أمين عام "اللجنة الأولمبية الكويتية" المسلم في حملته على الاهتمام بالرياضيين في المقام الأول، مضيفا "ان نتيجة الانتخابات سيكون لها تأثير كبير على مستقبل كل من الألعاب الأولمبية الآسيوية والمجلس الأولمبي الآسيوي".
واقترح الفهد تعيين المسلم نائب رئيس فخرياً مدى الحياة، قائلا: "نحن بمنزلة عائلة ولقد قام بعمل جيد لعائلتنا"، واصفا اياه بالصديق المقرب وبمثابة نجل والده الراحل وصديق مقرب وشقيق للشيخ أحمد الفهد.
وظهرت بوادر المعركة الانتخابية بين الطرفين منذ نيسان الماضي، حين أقفل باب الترشح للرئاسة، لكن المنافسة اتخذت منحنى مختلفاً، بعدما أرسلت اللجنة الأولمبية الكويتية، في 18 حزيران كتابين رسميين ممهورين بتوقيع رئيسها الشيخ فهد ناصر الصباح، سحبت في الأول دعمها للمسلّم، وطالبت في الثاني بدعم الفهد.
ووجّه النائب الكويتي مرزوق الغانم، أحد خصوم الفهد سياسياً ورياضياً، سؤالاً برلمانياً إلى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في شأن صحة خبر الطلب من دول آسيوية دعم أحد المرشحين للرئاسة: "هل تم الطلب من أي من سفارات الكويت في دول آسيا، أو أعضاء البعثات الدبلوماسية، دعم ترشح أي من المذكورين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؟ مع موافاتنا باسم المرشح إذا حدث ذلك".
ولاحقت الاتهامات الشيخ أحمد الفهد بالتدخل في الانتخابات لمصلحة شقيقه، خصوصاً أنه يعتبر من أبرز النافذين على الساحة الرياضية العالمية؛ إذ شغل سابقاً منصب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) قبل أن يتنحى عام 2018، بسبب قضية التزوير عينها، وخلفه الفيجي روبن ميتشل في تشرين الأول من العام الماضي، لكن الفهد (60 عاماً)، عاد وتصدر المشهد السياسي الكويتي بقوّة الشهر الماضي، بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع في الحكومة التي يترأسها الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.
تهنئة لبنانية
ونوّه رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ بالدور التوافقي الذي قام به الشيخ طلال الفهد الجابر الصباح خلال إنعقاد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي الـ42. واشاد جلخ بالدور الذي قام به الشيخ طلال خلال الإنتخابات بفعل المنافسة القوية بينه وبين الدكتور حسين المسلم وبالحكمة التي أظهرها في سبيل وحدة عائلة المجلس الأولمبي الآسيوي.
كما اشاد جلخ بحكمة وذكاء الشيخ طلال حيث كان لقاء معه بحضور المحامي فرنسوا سعادة أعرب خلاله عن محبته للبنان وإستعداده لتعزيز علاقات التعاون بين المجلس واللجنة الأولمبية اللبنانية. وقد ردّ جلخ مهنئاً الشيخ طلال الفهد وتمنى له التوفيق في منصبه الجديد مشيداً بمسيرة التعاون والدعم للبنان من قبل والده الشيخ فهد الأحمد رحمه الله وشقيقه الشيخ أحمد الفهد. كما عقد الوفد اللبناني لقاءاً آخر مع الدكتور المسلم في إطار اللقاءات التي عقدها الوفد اللبناني مع شخصيات وفاعليات أولمبية آسيوية بهدف تأكيد حضور لبنان على الخارطة الأولمبية القارية مؤكداً بأن المشاركة اللبنانية في هذا الإستحقاق كانت مثمرة وبنّاءة وسيبنى عليها نتائج جيدة في الفترة المقبلة.