النهار

التشيكية فوندروشوفا تقتحم التاريخ
المصدر: "أ ف ب"
التشيكية فوندروشوفا تقتحم التاريخ
ماركيتا فوندروشوفا (أ ف ب)
A+   A-
لا يمكن للمرء إلا أن يلحظ التشيكية ماركيتا فوندروشوفا وهي تمرّ أمامه بسبب الوشوم المتعددة التي تزين ذراعيها. لكن من الآن فصاعداً، ستُلحظ لسبب آخر وهي أنّها بطلة ويمبلدون.
 
قبل عام فحسب، كانت فوندروشوفا سائحة في ويمبلدون عندما حضرت لدعم صديقتها وشريكتها في منافسات الزوجي ميريام كولودزييوفا خلال تصفيات البطولة، بعدما أجبرت على الانسحاب بسبب خضوعها لعملية جراحية ثانية في ثلاث سنوات في معصمها الأيسر.
 
وقالت: "صعدنا إلى عين لندن (عجلة فيريس البانورامية بالقرب من بيغ بن). ذهبنا للتسوق، ومررنا ببعض المطاعم الجيدة أيضاً".
 
لا تملك فوندروشوفا أي تاريخ في البطولة المرموقة مع أربع مشاركات سابقة في جعبتها، لكنها أظهرت طموحات عالية هذا العام، لدرجة أنها تركت زوجها في المنزل لرعاية القطة. وكان لديه كل الحق في استخدام جليسة القطط في اللحظة الأخيرة، للحضور ومشاهدة زوجته تخوض المباراة النهائية.
 
مشاركتها هذا العام لم تكن أبداً بهدف السياحة، فاللاعبة التي فازت بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو صيف 2021، تمكنت من تحقيق انتصارات لافتة ضد الروسية فيرونيكا كودرميتوفا المصنّفة الـ 12، فضلاً عن الكرواتية دونا فيكيتش الحادية والعشرين، إلى الأميركية جيسيكا بيغولا الرابعة، مروراً بالأوكرانية إيلينا سفيتوفا في الدور نصف النهائي.
 
"ذكائها الكبير"
في المباراة النهائية، وهي الثانية لها في إحدى البطولات الأربع الكبرى بعد هزيمتها في رولان غاروس عام 2019 على يد الأوسترالية المعتزلة آشلي بارتي، تمكنت من هزيمة التونسية أنس جابر 6-4 و6-4، لتفشل الأخيرة للمرة الثالثة في حصد لقب كبير بعدما وصلت إلى النهائي أيضاً العام الماضي حيث خسرت أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، ثم بعدها إلى نهائي فلاشينغ ميدوز حيث خسرت أمام البولندية إيغا شفيونتيك.
 
وقال السويدي ماتس فيلاندر المصنف الأول عالمياً سابقاً في حديث لـ" يوروسبورت" إنه "ليس من المستغرب بالنسبة لي أنها تخوض مشواراً جديداً جميلاً في إحدى البطولات الكبرى لأنها لاعبة رائعة".
 
وتابع: "إنها لا تملك قوة بعض أفضل اللاعبات في العالم، ولكن من حيث البراعة وذكاء التنس والاستباق، فهي رائعة تماماً".
 
نجحت فوندروشوفا في فرض نفسها اسماً بارزاً في رياضة كرة المضرب التشيكية التي قدمت لاعبات بارزات وفي طليعتهن بترا كفيتوفا التاسعة وباربورا كريتشيكوفا، فضلاً عن تسع لاعبات بين أفضل 53 مصنّفة في العالم.
 
ولدت في 28 حزيران 1999 في سوكولوف، بالقرب من الحدود الألمانية، هذه اللاعبة العسراوية ذات الحجم الصغير إلى حد ما (1.73 متراً) وفقاً للمعايير الحالية، بلغت ذروتها باحتلالها المركز الرابع عشر على مستوى العالم عام 2019، وهو عامها الأفضل تحديداً في رولان غاروس عندما بلغت النهائي.
 
لكن المشاكل الجسدية المتكررة جعلتها تخرج من نادي المئة الأوليات في العالم نهاية الموسم الماضي.
 
وصل بها المطاف الى خسارة داعمها شركة "نايكي"، على غرار لاعبات اخريات، لم يتمكن من الحصول على داعم أو راع قبل وصولهن إلى لندن.
 
الوشوم والمدرب... وصفة النجاح
إلى جانب الأداء، تتميّز فوندروشوفا بـ "طلّة" خاصة بها. إذ لا يمكن إلا أن تلحظها في ويمبلدون بسبب وشومها المتعددة على ذراعيها.
 
وتقول اللاعبة التشيكية: "بالنسبة لي، إنه أيضاً شكل من أشكال الفن".
 
لقد راهنت أيضاً مع مدربها، يان ميرتل، الآن بعد أن فازت ببطولة غراند سلام، سيتعين عليه، ربما، أن يذهب تحت إبرة فنان الوشم.
 
فوندروشوفا وهي أول لاعبة غير مصنفة تصل إلى النهائي منذ الأميركية بيلي جين كينغ في عام 1968، دخلت البطولة وهي تحتل المركز 42 في التصنيف العالمي، وهو أدنى مركز لمتوجة باللقب.
 
ويرتقب الاثنين، عندما يصدر التصنيف الجديد، أن تتقدم إلى المركز العاشر عالمياً وهذا أفضل مركز لها في مسيرتها. 

اقرأ في النهار Premium