صفحة مشرقة أغلقتها الجزائر بعد اختتام دورة الألعاب العربية الـ13، مع تسليم علم اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية العربية الى المملكة العربية السعودية الى ستحذو حذو "أرض المليون ونصف المليون شهيد" وتجمع شمل الرياضيين العرب.
12 عاماً من الإنقطاع عن الألعاب العربية، حيث انبرت الجزائر لتعيد النبض الى الرياضة العربية، من خلال تنظيم رائع سيرسخ في الأذهان طويلاً نظراً الى جماية المنشآت ودقة التنظيم وعلة كعب الرياضيين الذي يستعدون بأفضل نحو لخوض التصفيات المؤهلة الى الألعاب الاولمبية في شتى الرياضات.
وأكد وزير الشباب والرياضة السعودي الأمير عبد العزيز الفيصل، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، أن دورة الألعاب العربية الـ15 في الجزائر "نجحت في تقديم صورة مشرّفة لأبطالنا ونجومنا ومنتخباتنا وهم يتنافسون في تقديم مواهبهم، وصعود منصات التتويج".
وشهد الأمير عبد العزيز الفيصل، ووزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرحمن حماد، الحفل الختامي لمنافسات الدورة على ملعب "5 جويلية" في العاصمة الجزائر.
وقال الفيصل في كلمته خلال الحفل: "الجميع تنافس على التزين بالذهب، ملتزمين بقيم المنافسة، وروابط الأخوة التي تمتد عبر التاريخ، لتقودنا نحو هدف واحد، وغاية واحدة، نتطلع معها لتقدم رياضتنا العربية، ومستقبل أبطالنا، وهم يصعدون بخطواتهم الواثقة نحو النجاح والتميز".
وأضاف رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية: "بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي، هنا عشنا هذا الشعار واقعا في هذه الدورة، من خلال لحظات لا تنسى، وذكريات ستخلد، بعد أن أكد المشاركون قدرتهم على الفوز بأكبر الاستحقاقات والمنافسات الرياضية".
ووصف الفيصل دورة الألعاب الـ15، بأنها كانت أرضاً للمنافسة المشرّفة، وميداناً للمواهب والمهارات، مثل فيها الرياضيون والرياضيات بلدانهم خير تمثيل، وأسهموا في نجاح هذه النسخة بشكلٍ مميز.
وقدم الفيصل خالص شكره وتقديره باسمه واسم كافة الرياضيين العرب، للجزائر "بقيادة الرئيس عبدالمجيد تبون، وللشعب الجزائري الأصيل، على حسن الاستضافة وكرم الرعاية".
وأضاف: "بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان: يسعدنا ويشرفنا أن نرحب بكم جميعاً في النسخة المقبلة بالمملكة".
وألقى وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرحمن حماد، كلمة قبل الحفل، حيث أكد فيها قائلا: "يسدل الستار على الألعاب الرياضية العربية التي احتضنتها بلادي الجزائر، جزائر كل العرب، سيسدل الستار على المنافسات الرياضية ولكنه رفع على الأخوة والتعايش العفوي والمحبة تحت راية واحدة، راية العروبة بكل أبعادها، من الخليج الى المحيط، لا يسعني إلا أن أجدد شكري وامتناني إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي برؤيته وإرادته التأم شمل العرب سياسيا وثقافيا، لأن الرياضة ثقافة التناغم والروح الرياضية، ثقافة التحديات والبطولات، ثقافة التسامح والتضامن رغم المنافسة"، وأضاف وزير الشباب والرياضة: "كل الشكر والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا العرس العربي، السيد الوزير الأول وأعضاء الحكومة وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للألعاب العربية الرياضية، أعضاء اللجنة الأولمبية الجزائرية، وكل الساهرين على تنظيم هذه الدورة وإنجاحها".
واختتم وزير الشباب والرياضة: "لا يوجد خاسر في هذه الدورة بل كلكم صناع لحاضر ومستقبل الرياضة والأخوة العربية".
الحفل الختامي الذي كان بعرض فني بشعار "سلام"، جرى في أجواء بهيجة وبمشاركة العديد من الفنانين الجزائريين، وتفاعل معه الجمهور الحاضر في مدرجات الملعب الأولمبي، ومع اللوحات الفنية التي صاحبت العرس الرياضي، والذي كان فرصة للاحتفال بروح التنافس الرياضي العربي، والتبادل الثقافي المتميز والإعتزاز بمواهب وإنجازات الرياضيين من أبناء الجزائر والأشقاء العرب، وهذا من خلال لوحات فنية تحاكي زخم تراثنا وأصالته واستمراريته.
نسخة الجزائر 2023 عرفت مشاركة 21 دولة إضافة إلى الجزائر البلد المنظم، والتي تصدرت الترتيب العام للميداليات بحصيلة بلغت في المجموع 255 ميدالية: 106 ذهب، 77 فضة، 72 برونزية.
ولم يحصل لبنان على أي ميدالية، إذ اكتفى بالمشاركة عبر منتخب كرة القدم الأولمبي والذي ودع من الدور الأول.