فرضت آري بورجيس نفسها أبرز رموز التجديد في المنتخب البرازيلي بتسجيلها ثلاثية في الفوز الافتتاحي على بنما (4-صفر)، ضمن المجموعة السادسة لمونديال السيدات في كرة القدم، الذي تستضيفه أوستراليا ونيوزيلندا، لتستحق تماماً الإشادة من زميلتها ومثالها الأعلى "الملكة" مارتا.
في أول مباراة لها على الإطلاق في كأس العالم، حققت ابنة الـ23 عاماً التي تدافع عن ألوان رايسينغ لويزفيل الأميركي، إنجازاً عجز عنه أساطير منتخب الرجال، من الراحل بيليه الى نيمار مروراً برونالدو ورونالدينيو.
لم تكتف بورجيس بتسجيل ثلاثية، بل كانت أيضاً صاحبة التمريرة الحاسمة التي سجلت منها بياتريز الهدف الثالث لبلادها في المباراة ضد بنما.
وكانت التمريرة أجمل من الأهداف الثلاثة التي سجلتها، إذ أوصلت الكرة لبياتريز بحركة فنية مميزة بكعب القدم، وذلك إثر لعبة جماعية رائعة أعادت إلى الأذهان ما كانت عليه الكرة البرازيلية في السابق.
وعجز أي لاعب أو لاعبة عن تسجيل ثلاثة أهداف في أول مباراة في كأس العالم، ما يجعل إنجاز بورجيس محفوراً بأذهان مشجعي البرازيل التي ما زالت تبحث عن لقبها العالمي الأول عند السيدات، فيما يعود تتويجها الأخير عند الرجال إلى عام 2002 حين أحرزت اللقب العالمي للمرة الخامسة.
بالنسبة لبورجيس كانت المباراة ضد بنما "أحد أفضل أيام حياتي"، مضيفة: "لم أكن أتخيل ذلك في أكثر أحلامي جنوناً. كان اليوم كله مليئاً بالمشاعر، حتى قبل المباراة".
"مثل النار"
الأمسية الساحرة لابنة ساو لويس، في مارانهاو (شمال شرق البرازيل)، اكتملت حين خرجت قبل ربع ساعة على النهاية وسط تصفيق الجماهير، ليتم استبدالها بمثالها الأعلى مارتا التي تخوض النهائيات للمرة السادسة والأخيرة بما أنها في السابعة والثلاثين من عمرها.
بالنسبة لمارتا التي تأمل في أن تتوج باللقب في مشاركتها الأخيرة، فإن: "تسجيل ثلاثة أهداف في الظهور الأول ليس بالأمر السهل. لكنها كانت في مستوى آخر. وبتمريرتها الحاسمة، يمكن القول إنها سجلت تقريباً أربعة أهداف. يشرفني أني دخلت كبديلة لها"، وذلك في إشادة ترتدي الكثير من الأهمية والفخر بالنسبة لبورجيس.
وتأمل بورجيس أن تواصل التألق حين تلتقي البرازيل مع فرنسا السبت في بريزبين في لقاء ستضمن من خلاله بطاقة ثمن النهائي في حال الفوز، لاسيما أن منافستها تعادلت سلباً في الجولة الأولى مع جامايكا.
من أجل الوصول إلى القمة، حرقت بورجيس، واسمها الكامل أريادينا ألفيش بورجيس، المراحل بسرعة، بدءاً من طفولتها واضطرارها للبقاء مع جدتها بعيداً عن والديها اللذين غادرا بحثاً عن حياة أفضل في ساو باولو، وصولاً إلى انضمامها للدوري الأميركي للمحترفات للدفاع عن ألوان رايسينغ لويزفيل لموسم 2023.
بين الفترتين، مرت اللاعبة عبر سنترو أولمبيكو، أحد أندية ساو باولو، ثم سبورت ريسيفي، ساو باولو أف سي وأخيراً بالميراس حيث سجلت 34 هدفاً في 83 مباراة خلال الأعوام الثلاثة الماضية وأحرزت في طريقها لقب "كوبا ليبرتادوريس" الموازي لدوري الأبطال في أوروبا.
وفي مقابلة مع شبكة "أوبتوس سبورت" الأوسترالية، تحدثت الأميركية جيس ماكدونالد عن زميلتها في لويزفيل، قائلة: "أنا سعيدة من أجلها. أتوق كي يعرف العالم من هي حقاً. كانت مثل النار المشتعلة منذ فترة ما قبل الموسم".
وأضافت: "لن أنسى الحصة التدريبية الأولى لها معنا في لويزفيل. سجلت هدفاً رائعاً بتسديدة خلفية اكروباتية رائعة".
في المنتخب البرازيلي المتجدد والطموح مرة أخرى تحت قيادة المدربة السويدية الفذة بيا سوندهاج التي قادته إلى لقب "كوبا أميركا" 2022، باتت بورجيس رمزاً بعد مباراة واحدة على المسرح العالمي.
بالنسبة للاعبة نفسها فإنه: "أمر مؤثر حقاً بالنسبة لي أن أنظر إلى الوراء ومراجعة ما قمت به حتى الآن: "كانت هناك ابتسامات، كانت هناك دموع. إنه حلم أن أكون هنا".
في مواجهة فرنسا، لن ترفض بورجيس على الإطلاق أي دموع فرح إضافية.