يترقب الأردنيون بشغف مشاركة منتخب بلادهم في النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم لكرة السلة التي تنطلق، الجمعة، في كل من أندونيسيا واليابان والفليبين، وتستمر حتى العاشر من أيلول.
ورغم صعوبة المهمة، يمني الأردنيون النفس بمشاركة مميزة والتأهل عن مجموعة ثالثة تضم الولايات المتحدة، الباحثة عن استعادة اللقب الذي تنازلت عام 2019 لصالح إسبانيا، اليونان من دون نجمها المطلق يانيس أنتيتوكونمبو، ونيوزيلندا.
ويشارك منتخب الأردن المصنف الثالث والثلاثين عالمياً والخامس آسيوياً في النهائيات للمرة الثالثة، بعد أولى في تركيا عام 2010 وثانية في الصين عام 2019، مع الأمل بأن يكون أكثر توفيقاً هذا المرة، بعدما اكتفى بفوز يتيم في المباريات العشر التي خاضها في مشاركتيه السابقتين.
ويبدأ الأردنيون مشوارهم أمام اليونان السبت، قبل مواجهة نيوزيلندا بعدها بيومين ومن ثم الولايات المتحدة، الفائزة باللقب خمس مرات، في 30 الشهر الحالي.
ويقود "صقور الأردن" المدرب الوطني وسام الصوص الذي شارك لاعباً في مونديال 2010 وقاد المنتخب للتأهل الثالث من بوابة التصفيات الآسيوية، ليصبح أول أردني يحقق هذا الإنجاز المزدوج ويمثل البلاد في المحفل العالمي لاعباً ومدرباً.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أفاد الصوص أنه يشعر بالفخر والمسؤولية لقيادته المنتخب الأردني في كأس العالم.
وقال: "أول مرة كلاعب وثاني مرة كمدرب. سأبذل قصارى جهدي لتقديم منتخب الأردن في أبهى صوره. أشعر بالفخر أن أكون أول لاعب ومدرب أردني يلعب ويُدرب بكأس العالم، وسعيد لإثبات أن المدرب الأردني بالجهد والمثابرة قادر على الوصول لأعلى المستويات".
وأعرب الصوص عن رضاه لمستوى الفريق خلال مراحل التحضير، بالقول: "حاولنا خلال المعسكرات التدريبية مواجهة منتخبات تتشابه في أسلوب اللعب مع منتخبات مجموعتنا... وكان هناك تدرج في مستوى المنتخبات التي واجهنها ودياً، والخطة الموضوعة لكل لاعب وللفريق بشكل كامل بدأت تعطي ثمارها على الصعيد الفردي والجماعي".
وأثمر هذا بحسبه "عن تجهيز أكبر عدد من اللاعبين وساهم في زيادة التنافس الداخلي بين اللاعبين. الفريق بات الآن جاهزاً لعكس صوره مميزة عن كرة السلة الأردنية".
عامل الخبرة
وعن طبيعة المنافسة في المجموعة والمواجهة المرتقبة مع المنتخب الأميركي، قال الصوص: "المجموعة قوية جداً، وهي الأصعب في كأس العالم على اعتبار وجود منتخبين مرشحين للفوز باللقب. لكنها مجموعة تجعلنا متحمسين لإظهار إمكانيات المنتخب الأردني، واللاعبون لديهم الدافع لإظهار قدراتهم وعكس صورة مشرقة عن كرة السلة الأردنية".
ويعوّل الصوص على خبرة لاعبيه، وعلى رأسهم زيد عباس الذي يحتفل في تشرين الثاني بميلاده الأربعين واللاعب الأردني الوحيد الذي يُسجل مشاركته الثالثة في نهائيات كأس العالم.
كما يعتمد على أحمد الدويري، الذي خاض تجارب احترافية، أبرزها مع فنربهتشه وبورصة سبور التركيين ولفترة قصيرة مع القادسية الكويتي. ويبرز أيضاً المجنس الأميركي رونديه هوليس-جيفرسون الذي حل بديلاً لدار تاكر بعدما اعتذر الأخير عن عدم تمثيل المنتخب.
ويملك جيفرسون تجربة في الدوري الأميركي (أن بي أيه) حيث لعب لست سنوات مع كل من بروكلين نتس وتورونتو رابتورز وبورتلاند ترايل بلايزرز، كما خاص تجارب احترافية في تركيا والفليبين وكوريا الجنوبية وبورتوريكو.
واختار الصوص لكأس العالم تشكيلة ضمن 12 لاعبا، هم زيد عباس، احمد الدويري، احمد الحمارشة، محمد شاهر، فادي ابراهيم، أمين ابو حواس، سامي بزيع، مالك كنعان، زين النجداوي، هاشم عباس، احمد حموي والمجنس هوليس-جيفرسون.
واعتبر نجم الأردن السابق أشرف سمارة أن استعدادات الأردن لخوض كأس العالم كانت مثالية لأنه أكثر المنتخبات العربية جاهزية نتيجة سلسلة المباريات الودية القوية والمتنوعة التي خاضها.
وقال سمارة لـ"فرانس برس": "أتمنى ان يكون منتخبنا قد استفاد من المعسكرات التدريبية التي قدم فيها أداء مميزاً، وخصوصاً في بطولة كأس الملك عبدالله الدولية التي توج بها بعد الفوز على منتخبات كبيرة كالبرتغال وأنغولا والمكسيك".
رحلة إعداد طويلة
وعن حظوظ المنتخب، قال: "صقور الأردن في مجموعة ليست سهلة. ومع ذلك، اتمنى الظهور بالدور الأول بشكل جيد وتحديداً أمام اليونان وأميركا.. هما منتخبان كبيران من الصعب الفوز عليهما. لذلك، اعتقد ان الهدف هو الفوز على نيوزيلندا.."، مع تركيزه على تحقيق "تصنيف يساهم في تعزيز فرصة التأهل عن قارة آسيا لدورة الألعاب الأولمبية".
وخلال رحلة الإعداد الطويلة للنهائيات، فاز الأردن حتى الآن في 8 مباريات ودية وخسر في 11.
وأحرز بطولة كأس الملك عبدالله الثاني الدولية بعدما حقق ثلاثة انتصارات على البرتغال (69-61) وأنغولا (70-56) والمكسيك (86-72).
وينهي الأردن الاستعداد للبطولة بمعسكر التدريبي يقيمه حالياً في الصين قبل وصوله الى مانيلا الأربعاء.