النهار

يعود هدير المحركات إلى حلبات الفورمولا واحد بعد قرابة شهر من التوقف، وذلك في جائزة هولندا الكبرى التي يسعى فيها بطل العالم سائق ريد بُل الهولندي ماكس فيرستابن الى معادلة رقم الألماني سيباستيان فيتيل بفوز تاسع توالياً.

ولا يبدو أن أحداً باستطاعته الوقوف في وجه زحف الهولندي نحو لقبه العالمي الثالث توالياً ولا في وجه ريد بُل الذي بات صاحب الرقم القياسي بعدد الانتصارات المتتالية (13 امتداداً من الموسم الماضي)، بفارق انتصارين عن الرقم القياسي السابق الذي سجله فريقه ماكلارين عام 1988.

وأمام جماهيره والمد البرتقالي، يسعى فيرستابن الى فوزه الثالث توالياً في جائزة بلاده التي عادت الى الروزنامة عام 2021 لأوّل مرة منذ 1985 (كان من المفترض أن تعود عام 2020 لكن السباق ألغي بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا).

ويحلق فيرستابن في صدارة الترتيب بـ314 نقطة مقابل 189 لزميله المكسيكي سيرخيو بيريز الثاني بعد فوزه بعشرة سباقات من أصل 12 هذا الموسم، بينها الثمانية الأخيرة ما يجعل فوزه الأحد على حلبة زاندفورت تاريخياً لأنه سيعادل الرقم القياسي الذي حققه فيتيل عام 2013 حين فاز على متن ريد بُل أيضاً بتسعة سباقات متتالية.

وفي ظل فارق الـ125 نقطة، الذي يفصله حالياً عن زميله بيريز، قد يكون فيرستابن قادراً على حسم اللقب العالمي الثالث توالياً في جائزة قطر المقررة في الثامن من تشرين الأول، أي قبل خمس جولات على ختام الموسم.

ووصف المدير الإنكليزي لريد بُل كريستيان هورنر الموسم الذي يعيشه الفريق النمسوي، قائلاً: "أعتقد أن تواجدنا في هذا الموقع حالياً لم يكن في مخيّلة أحد. أنت لا تحقق هذا النوع من النتائج بالصدفة. إنها لحظة ذهبية لفريقنا"، الذي يتصدر ترتيب الصانعين بفارق هائل عن مرسيدس الثاني قدره 256 نقطة.

وخلافاً لما توقع الجميع قبيل الموسم بأنه قادر على المنافسة، قدم فريق فيراري بطولة سيئة جداً حتى الآن بتواجد سائقيه شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينز في المركزين الخامس والسابع توالياً من دون أن يصلا حتى الى المئة نقطة.

"هناك الكثير للقتال من أجله"
وكانت المفاجئة من بطل العالم السابق الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو الذي صعد الى منصة التتويج ست مرات هذا الموسم مع فريقه الجديد أستون مارتن، ما جعله يحتل المركز الثالث في ترتيب السائقين برصيد 149 نقطة وبفارق 40 عن بيريز الثاني ونقطة أمام سائق مرسيدس بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون.

لكن أداء سيارة أستون مارتن تراجع في الجولات الأخيرة، لأن المنصات الست لألونسو تحققت في السباقات الثمانية الأولى.

ورغم ذلك، كان ألونسو سعيداً بالموسم حتى الآن، قائلاً "إنه مذهل. كان النصف الأول أشبه بالحلم. نحن في المركز الثالث ضمن ترتيب بطولة الصانعين أمام فيراري ونحن في المركز الثالث ضمن ترتيب بطولة السائقين".

أضاف: "قبل البحرين (السباق الافتتاحي)، كان التفكير في ذلك ضرباً من المستحيل".

ويبدو فريق مرسيدس متحمّساً للعودة الى الحلبة بعد تحسّن أداء سيارته، وقد أكّد مديره النمسوي توتو وولف أن الفريق الألماني يقارب النصف الثاني من الموسم بزخم وحماس.

وقال وولف: "من الجيد العودة الى العمل. العطلة الصيفية مهمّة للجميع من أجل الحصول على فترة راحة مستحقة، لكننا متسابقون ونحبّ الإثارة. نعود بطاقة متجددة. هناك الكثير للقتال من أجله ولن نسترخي".

وكشف أن التركيز بدأ ينصب أيضاً نحو موسم 2024، بالقول "الآن، التركيز سيكون حقاً باتجاه ما نحن بحاجة اليه من أجل الفوز بالبطولات مجدداً. من المؤكد أن هناك ضوء في نهاية النفق".