جاور العداء الأميركي نواه لايلز الأسطورة الجامايكي أوساين بولت، بإحرازه ذهبية 200 م وبالتالي ثنائية سباقي السرعة، الجمعة، في مونديال القوى بالعاصمة المجرية بودابست، حيث انتزعت العداءة الفنزويلية يوليمار روخاس ذهبيتها الرابعة توالياً في الأنفاس الأخيرة.
وظفر لايلز بثالث ذهبية له في سباق 200 م، ليصبح أول عداء يفوز بثنائية العدو السريع (100 و200 م) منذ الجامايكي أوساين بولت في العام 2015.
وسجّل لايلز، الذي فاز نهاية الأسبوع الماضي بذهبية 100 م، زمناً قدره 19.52 ثانية ليقتنص الذهب، أمام مواطنه إيريون نايتون صاحب الميدالية الفضية (19.75 ث).
وحقق البوتسواني ليتسل تيبوغو الميدالية البرونزية (19.81 ث).
وكان الأميركي البالغ من العمر 26 عاماً، يسعى أيضاً إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي المسجّل باسم بولت أيضاً (19.19 ث) في مونديال القوى في برلين عام 2009، لكنه لم يتمكّن من ذلك.
قال لايلز بعد فوزه: "إنه شعور رائع أن أعرف أنني فعلت شيئاً لم يفعله الكثير من الناس. تحدثت في فيلمي الوثائقي عن رغبتي في تحقيق ذلك، وأن أكون مختلفاً عن أي شخص آخر، وكان الفوز بثنائية أحد الأشياء المدرجة في قائمتي".
وأضاف: "لقد فعل أوساين بولت ذلك، وهو يقول لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، إنه أمر مذهل".
ولدى لايلز فرصة لتحقيق ذهبية أخرى السبت مع الفريق الأميركي في سباق التتابع 4 مرات 100 م.
أما مواطنته شاكاري ريتشاردسون، ففشلت في بلوغ مسعاها إلى الثنائية، إذ خسرت أمام العداءة الجامايكية شيريكا جاكسون التي فازت بذهبية سباق 200 م الثانية لها على التوالي، عندما سجّلت في بودابست ثاني أسرع زمن في التاريخ (21.41 ثانية).
وكانت الجامايكية على بعد سبعة أعشار من الثانية عن الرقم القياسي العالمي للأميركية فلورنس غريفيث-جوينر (21.34 ث عام 1988)، لكنها خطفت المعدن الأصفر رغم ذلك أمام الأميركيتين غابي توماس (21.81 ث) وبطلة العالم في 100 م ريتشاردسون (21.92 ث).
وكانت ريتشاردسون تسعى إلى ما بلغه مواطنها لايلز، ومضاهاة الألمانيتين سيلكه غلاديش (مولر)، التي فازت بثنائية بطولة العالم لسباقي 100 و200 م عام 1987، وكاترين كرابه (1991)، والجامايكية شيلي-آن فرايزر برايس (2013).
لكن المنافسة لم تكن سهلة أمامها، خصوصاً من جاكسون التي ثأرت بعدما اضطرت للاكتفاء بفضية سباق 100 م.
روخاس تحبس الأنفاس
قبيل ذلك، حبست العداءة الفنزويلية يوليمار روخاس أنفاس العالم، قبل أن تنتزع ذهبيتها العالمية الرابعة توالياً بالوثبة الثلاثية من فم الأسد، في محاولتها السادسة والأخيرة.
فشلت روخاس في محاولتها الأولى، وفي الثانية سجّلت 14.33 م، ثم 14.26 م، قبل أن تعود وتفشل في محاولتين متتاليتين
وفيما لاحت الخسارة في الأفق، انتفضت الفنزويلية البالغة من العمر 27 عاماً في محاولتها السادسة والأخيرة، ووثبت 15.08 م، لتنتزع المعدن الأصفر على حساب الأوكرانية مارينا بيك-رومانتشوك (15.00 م) التي نالت الفضية.
وحصدت الكوبية ليانيس بيريس هيرنانديز الميدالية البرونزية (14.96 م).
وقالت روخاس بعد الفوز: "كان الأمر صعباً للغاية. إن حقيقة فوزي بالمسابقة في محاولتي الأخيرة تجعلها مميزة للغاية ولا تُنسى. هذه هي الميدالية الذهبية السابعة التي أحققها في بطولة العالم على التوالي (في الهواء الطلق وفي قاعة)، لكنها الأكثر تميزاً على الإطلاق".
وأضافت: "كانت محاولتي الأخيرة دليلاً على العمل الجاد الذي قمت به وعلى حالتي النفسية وثقتي بنفسي. لم أهتم بالمسافة، الشيء الوحيد الذي كان يدور في ذهني هو الفوز بالميدالية الذهبية".
ولم تفز روخاس بميداليات ذهبية عالمية في لندن عام 2017، وفي الدوحة بعد ذلك بعامين وفي يوجين العام الماضي فحسب، لكنّها أصبحت أيضاً بطلة أولمبية في طوكيو الذي تأجّل حتى العام 2021 بسبب تفشّي جائحة كورونا، محققة رقماً قياسياً عالمياً بلغ 15.67 متراً.
حسّنت روخاس هذا الرقم إلى 15.74 م عندما فازت بلقبها العالمي الثالث داخل قاعة في بلغراد عام 2022.
وفازت هاروكا كيتاغوتشي باللقب العالمي لمسابقة رمي الرمح، لتصبح أول يابانية تحرز ذهبية الفئة، بعد عام من إحرازها برونزية المسابقة ذاتها في مونديال يوجين، إذ سجّلت الجمعة مسافة بلغت 66.73 م خلال محاولتها الأخيرة.
وبالتالي، تفوّقت اليابانية (25 عاماً)، على الكولومبية فلور دينيس رويس هورتادو التي كانت مسيطرة على المنافسة بداية مع تسجيلها 65.47 م، فيما كانت البرونزية من نصيب الأوسترالية ماكنزي ليتل (63.38 م).
وحلّت الفائزة بالذهبيتين العالميتين الأخيرتين في 2019 و2022 الأوسترالية كيلسي-لي في المركز السابع، فيما أنهت البطلة الأولمبية الصينية شيينغ ليو المنافسات سادسة.