كان اليوم ما قبل الأخير من مونديال القوى في العاصمة المجرية بودابست، السبت، حافلاً بالإنجازات مع احتفاظ "الملك" السويدي أرماند دوبلانتيس بذهبية القفز بالزانة، فيما أحرز العداء الأميركي نواه لايلز ثلاثية وزميلته شاكاري ريتشاردسون ثنائية، بعدما أهدت المغربية فاطمة الزهراء كردادي برونزية للعرب.
واحتفظ دوبلانتيس بذهبية القفز بالزانة من دون أن يتمكّن من تحسين رقمه القياسي في ثلاث محاولات بعد حسمه اللقب السبت.
وسجّل دوبلانتيس ارتفاعاً بلغ 6.10 م، متفوقاً على الفيليبيني إرنست جون أوبيينو (6.00 م)، فيما كانت البرونزية مشاركة بين الأسترالي كورتيس مارشال والأميركي كريس نيلسن (5.95 م).
وهذا هو اللقب السادس توالياً لدوبلانتيس (23 عاماً)، ذلك أنه سبق أن توّج بطلاً لأوروبا والعالم في الهواء الطلق والعالم في داخل قاعة عام 2022، وبطلاً أولمبياً وأوروبياً داخل قاعة في 2021.
وكانت آخر هزيمة له في بطولة كبرى عندما كان عمره 19 عاماً، عندما حلّ وصيفاً للأميركي سام كندريكس في بطولة العالم 2019 في الدوحة.
وقال السويدي بعد فوزه: "أنا سعيد حقاً بكل هذه الميداليات الذهبية المتتالية. لا أعلم ماذا تصنّف هذه لكنني سعيد بمواصلة الفوز".
وأضاف: "ربما كانت هذه هي الأجواء الأكثر جنوناً التي تنافست فيها على الإطلاق، لذلك كان يعني لي الكثير أن أتمكن من تقديم عرض بالقفز بالزانة لهم".
وتابع: "شعرت ببعض الضغط كحامل اللقب، لكنني سعيد بتجاوز ذلك. إنه شعور جيد أن أكون في القمة مرة أخرى".
بعيد ذلك، حصدت الولايات المتحدة لقبي سباقي التتابع أربع مرات 100 م للرجال والسيدات، ليفوز العداءان لايلز وريتشاردسون بثلاثية وثنائية ذهبية على التوالي.
وأحرز لايلز ثالث ذهبياته في مونديال القوى بالعاصمة المجرية، عقب حصده ثنائية سباقي السرعة (100 و200 م) للمرة الأولى في البطولة العالمية منذ الجامايكي أوساين بولت عام 2015.
وتماهى لايلز مع بولت ليركض رابعاً في التتابع ويساعد فريقه في تسجيل زمن قدره 37.38 ثانية.
وحصدت إيطاليا الميدالية الفضية (37.62 ث)، فيما حصلت جامايكا على البرونزية (37.76 ث).
وعلى غراره، أضافت ريتشاردسون ذهبية سباق التتابع أربع مرات 100 م سيدات إلى لقبها في 100 م، عندما ساهمت بتحقيق الولايات المتحدة رقماً قياسياً في بطولة العالم بزمن قدره 41.03 ثانية.
وكانت ريتشاردسون تتعرض للضغط من بطلة 200 م الجامايكية شيريكا جاكسون، لكن الأخيرة لم تتمكن من حصد أكثر من الفضة (41.21 ث)، فيما كانت البرونزية لبريطانيا (41.21 ث).
ذهبية تاريخية لكيبييغون
وظفرت العداءة الكينية فايث كيبييغون بذهبية 5 آلاف م السبت، لتحقق ثنائية تاريخية بعد لقب 1500 م.
وبعدما حققت لقبها العالمي الثالث في 1500 م الثلثاء، اقتنصت كيبييغون ذهبيتها الثانية الجمعة بزمن قدره 14:53.88 دقيقة، أمام منافستها الهولندية سيفان حسن (14:54.11 د)، فيما حلّت مواطنتها بياتريس شيبيت ثالثة (14:54.11 د).
وقالت كيبييغون بعد فوزها على المضمار الذي كان يضمّ ست من أسرع عشر عداءات في العالم: "لقد كان عاماً رائعاً بالنسبة لي. هذا يوم تاريخي، الفوز بميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم هو ما كنت أحلم به هذا الموسم".
وأضافت: "لقد كنت صبورة في انتظار أن أتمكن من تحطيم الأرقام القياسية العالمية والفوز بذهبيتين. لكن حلمي أصبح حقيقة للتو، إنه أمر مذهل".
ميدالية ثالثة للعرب
وفي افتتاح اليوم الثامن، أهدت فاطمة الزهراء كردادي سيدات المغرب أوّل ميدالية في سباق الماراثون، بعد إحرازها برونزية مونديال بودابست السبت، إثر حلولها وراء الإثيوبيتين أماني بيريسو شانكولي وغوتيتوم جبراسيلاسي.
وفي ظروف رطبة وحرارة مرتفعة بلغت 29 درجة مئوية، سجّلت شانكولي البالغة 31 عاماً ساعتين و24 دقيقة و23 ثانية في شوارع العاصمة المجرية، متقدّمة على مواطنتها وحاملة اللقب جبراسيلاسي (2:24:34 س)، فيما بلغ توقيت كردادي (31 عاماً) ساعتين و25 و17 ثانية.
ومع برونزية كردادي غير المسبوقة لسيدات المغرب في ماراثون بطولة العالم، تكون قد أهدت بلادها ثاني ميدالية في المونديال الحالي، بعد ذهبية سفيان البقالي في سباق 3 آلاف م موانع، والثالثة للعرب بعد برونزية القطري معتز برشم في الوثب العالي.
وقالت كردادي إن الميدالية تعني لها "بداية مسيرتي".
تابعت: "لم تكن النتيجة مفاجئة لي لأني نزلت ثلاث مرات تحت حاجز ساعتين و23 دقيقة هذه السنة".
تابعت: "المرة الماضية في الرباط كانت الظروف مشابهة لبودابست".
وكانت شانكولي قد سجّلت ثالث أسرع زمن في تاريخ السباق الذي يمتد على مسافة 42 كيلومتراً، خلال فوزها العام الماضي في ماراثون فالنسيا الإسباني.
ذهبيتان لكندا
في المقابل، حقق العداء الكندي ماركو أروب أول لقب عالمي له في سباق 800 م، السبت.
وسجّل أروب (24 عاماً) زمناً قدره 1:44.24 دقيقة، متفوقاً على الكيني إيمانويل وانيونيي (1:44.53 د) الذي فاز بالميدالية الفضية، فيما كانت البرونزية من نصيب البريطاني بن باتيسون (1:44.83 د).
وكان الكندي حل ثالثاً في مونديال يوجين العام الماضي، غير أنه هذه المرة استفاد من غياب البطل الأولمبي حامل اللقب الكيني إيمانويل كورير الذي أقصي في التصفيات.
وحلّ العداء الجزائري سليمان مولا في المركز الخامس.
وظفر مواطنه بيرس لوبايج بأول ألقابه العالمية في العشارية مع 8909 نقاط، متفوقاً على الكندي أيضاً داميان وارنر (8804)، وليندون فيكتور من غرانادا الذي حل ثالثاً (8756).
من جهتها، احتفظت الأميركية تشايس إيلي بلقبها في رمي الكرة الحديد للسيدات، مسجلة أفضل مسافة لها هذا الموسم.
وأحرزت إيلي مسافة 20.43 م، متفوقة على الكندية سارا ميتون التي أضافت الميدالية الفضية العالمية إلى لقبها في ألعاب الكومنولث مسجلة 20.08 م.
أما الميدالية البرونزية، فكانت من نصيب البطلة الأولمبية الصينية غونغ ليجياو (19.69 م).