جاكرتا - نمر جبر
أنهى المنتخب اللبناني لكرة السلة منافسات الدور الاول في بطولة العالم التي تقام في إندونيسيا واليابان والفليبين حتى 10 أيلول المقبل بخسارة ثالثة توالياً أمام منتخب فرنسا في مشاركته الرابعة في بطولة العالم، بعد غياب استمرّ 13 سنة.
وجاءت الخسارة أمام المنتخب الفرنسي الذي كان مرشّحاً لإحراز اللقب، لكنّه فاجأ الجميع بتعرضه لخسارتَين متتاليتَين أمام كلّ من كندا ولاتفيا وخرج من المنافسة على اللقب من الدور الاول، في المرحلة الثالثة الاخيرة من منافسات الدور الاول للمجموعة الثامنة الأخيرة "مجموعة الموت"، بفارق 6 نقاط وبنتيجة 79 - 85 (الاشواط 20 - 19، 37 - 38، 59 - 58، 79 - 85)
وقدَّم المنتخب اللبناني، الذي استهلّ المبارة بتشكيلة ضمت كل من الكابتن علي حيدر، وائل عرقجي، سيرجيو الدرويش، كريم زينون واوماري سبيلمان، افضل اداء له في البطولة وتقدم في الربع الاول 20 - 19 قبل ان يتاخر بفارق نقطة في نهاية الربع الثاني بنتيجة 37 - 38. وظل رجال الارز يقاتلون في الربع الثالث الذي انهوه بفارق نقطة وبنتيجة 59 - 57. وكانت نقطة التحول في المباراة عندما فرض الفرنسيون سيطرة قوية منذ الدقيقة 7:17 في الربع الرابع الاخير وحققوا 9 نقاط متتالية اعطتهم الفارق الذي سمح لهم بحسم النتيجة لصالحهم بنتيجة 85 - 79.
عمليّاً، كشّر رجال الأرز عن أنيابهم أمام "الديوك"، وأعادو إظهار صورتهم الحقيقية وروحهم القتالية العالية، ورغم غياب ثلاثة لاعبين عن منتخب الديوك ابرزهم رودي غوبير ومصطفى ڤال، إلّا أنّ المنتخب الفرنسي يبقى منتخباً عملاقاً يضمّ نجوماً كبار يتالقون في الدوري الأميركي للمحترفين "أن بي إيه" والدوريات الاوروبية، مثل نقولا باتوم، ناندو ديكولو، ايڤان فورنييه ويابو سيليه.
فنّياً، ظلّت المنافسة محتدمة بين المنتخبين طوال الدقائق 39 حتى نجح المنتخب الفرنسي بثلاثية قاتلة لنجمه نقولا ياتوم بحسم النتيجة، علماً أنّ المنتخب اللبناني تقدم في فترات طويلة من المباراة وصلت في بعض المرات الى 10 نقاط 35 - 25 قبل 4:40 على نهاية الربع الثاني.
وخسر المنتخب اللبناني الكرة 9 مرات في النصف الاول من المباراة مقابل 8 مرات للمنتخب الفرنسي، وسرق اللبنانيون الكرة 6 مرات مقابل 5 مرات للفرنسيين، الذين حققوا 4 صدات "بلوك" مقابل اثنين للبنانيين، والتقط اللبنانيون 15 كرة مرتدة "ريباوند" مقابل 18 للفرنسيين.
وفي الربع الثالث من المباراة التي بدأها المدير الفني المدرب الوطني جاد الحاج بتشكيلة ضمّت الكابتن علي حيدر، وائل عرقجي، سيرجيو الدرويش، كريم زينون واوماري سبيلمان، تقاربت الارقام مع تقدم طفيف للبنانيين لم يتجاوز 5 نقاط في حده الاقصى، كما تعادلت اكثر من مرة 46 - 46، 48 - 48 و55 - 55، ثم 58 - 58 قبل ان ينتهي الربع الثالث بتقدم لبناني بفارق نقطة وبنتيجة 59 - 58.
وفي الربع الرابع الأخير من المباراة، ظلّ المنتخب اللبناني صامداً ومتقدّماً بفارق نقطة 64 - 63 حتى الدقيقة 7:27 من النهاية، ثم تتعادل الارقام 65 - 65 قيل الدقيقة 6:48 من النهاية، لينتفض المنتخب الفرنسي ويسجل 9 نقاط مقابل نقطة واحدة للمنتخب اللبناني الذي تاخر في النتيجة 65 - 74، قبل ان يسجل كريم زينون 5 نقاط متتالية، ثم 3 نقاط من "البرنس" امير سعود الذي قلص الفارق الى خمس نقاط 72 - 77، ثم نقطتان لهايك غيوكتجيان 74 - 80، و3 نقاط جديدة لسعود 77 - 82، ثم نقطتان من العرقجي 79 - 82 قبل 59:6 ثانية ليحسمها باتوم بثلاثية قاتلة 79 - 85.
وكان أفضل مسجل للفريق وائل عرقجي 29 نقطة، 4 تمريرات حاسمة و3 ريباوند خلال 37:36 دقيقة، علي حيدر 12 نقطة، تمريرة حاسمة و6 ريباوند خلال 27:55 دقيقة، اوماري سبيلمان 10 نقاط و5 ريباوند خلال 26:43 دقيقة، سيرجيو الدرويش 8 نقاط، 4 تمريرات حاسمة و5 ريباوند خلال 27:07 دقيقة، امير سعود 8 نقاط، تمريرة حاسمة و3 ريباوند خلال 20:20 دقيقة، كريم زينون 7 نقاط 3 ريباوند و6 ريباوند خلال 27:47 دقيقة، هايك غيوكتجيان 5 نقاط، تمريرتين حاسمتين، وريباوند خلال 16:26، كريم زينون ريباوند خلال 9:00، علي مزهر تمريرة حاسمة خلال 5:07 دقيقة، علي منصور 2:04 دقيقتان. وغاب عن المباراة جاد خليل ومارك خوري.
تفوّق لبناني
وفي قراءة للأرقام، كانت نسبة التسجيل من كل المسافات 49 في المئة للبنان مقابل 47 في المئة لفرنسا، ومن المسافات المتوسطة 58:1 للبنان مقابل 67:7 لفرنسا، ومن المسافة البعيدة 30 في المئة للبنان مقابل 27:3 لفرنسا.
وتقدَّم لبنان خلال المباراة 24:30 دقيقة مقابل 11:37 لفرنسا، وتبادل الفريقان التقدم 12 مرة وتعادلا 10 مرات.وبلغ اعلى فارق للبنان 10 نقاط مقابل 9 نقاط لفرنسا. والتقط اللبنانيون 32 "ريباوند" مقابل 36 للفرنسيين، وحقق المنتخب اللبناني 15 تمريرة حاسمة مقابل 23 للمنتخب الفرنسي، وخسر اللبنانيون الكرة 18 مرة مقابل 16 للفرنسيين، وتعادلا في سرقة الكرة بعشر سرقات لكل منهما، وارتكب اللبنانيون 23 خطأ مقابل 16 للفرنسيين الذين حقّقوا 6 صدات "بلوك" مقابل صدتين للبنان.
جمهور مميز
وكان حضور الجمهور اللبناني مميّزاً وقام بجهود حثيثة ولافتة لحضّ الطلاب الماليزيين الذي حضروا إلى الملعب لتشجيع المنتخب اللبناني. علما ان قسم من المشجعين اللبنانيين حضر الى فندق "فارمنت" مقر اقامة اللاعبين لتشجعيهم والتقاط صور تذكارية معهم.
عرقجي: "يا عيب الشوم"
وبعد المباراة، شنَّ عرقجي هجوماً عنيفاً على الذين شنّوا حملات تجريح ضد منتخب لبنان، وقال وهو يجهش بالبكاء متأثّراً: "كنتُ أريد التعويض في المباراة ضد فرنسا للخسارتين الاولى والثانية امام لاتفيا وكندا واعطيت ما بوسعي في اللقاء. لقد تعرضنا الى حملات كبيرة كلاعبين وجهاز فني. الحمد لله على كل شيء". وأضاف وهو يذرف الدموع: "خسرنا المباراة امام منتخب كبير، سنقاتل حتى النهاية وسنعطي كل ما بوسعنا في المباراتين المقبلتين ضد ساحل العاج وايران. لقد خضنا ثلاث مباريات صعبة ضد منتخبات قوية والان سنقاتل حتى النهاية لتحسين مركزنا في الترتيب النهائي.لقد تعرضت الى حملات منذ مزاولتي لكرة السلة والبعض تناسى ما فعله المنتخب العام الفائت وهنالك اشخاص يشتمون الجهاز الفني واللاعبين "يا عيب الشوم عليكن" ما تقولونه بحقنا مقرف نحن نفعل ما بوسعنا من اجلكم ضد منتخبات اقوى وسنظل نعطي ما بوسعنا من اجل الناس الذين يقفون الى جانبنا. انا مصر على ما اقوله ورأسي مرفوع وسنظل نقاتل من اجل بلدنا".
واعتبر أنّ الدموع التي يذرفها هي من اجل لبنان وعائلته. وأضاف: "اشكر كل من تعاطف معنا ، لقد قلت للاعبين قبل المباراة مع فرنسا اننا قادرون ان نقدم الافضل، مجموعتنا كانت صعبة ومباراتنا مع فرنسا اعطتنا دفعا كبيرا للمباراتين المقبلتين".
وأجمعت وسائل الاعلام الفرنسية على المعاناة التي واجهها منتخب فرنسا امام نظيره اللبناني. وعنونت "ليكيب" بعد المباراة "المعاناة حتى النهاية".