من رجل تعرّض لسيل من الانتقادات في ألمانيا قبل أعوام معدودة إلى قائد حقيقي، لمع صانع الألعاب دنيس شرودر مع "دي مانشافت" ورفع معه لقب كأس العالم لكرة السلة للمرة الأولى في تاريخه، بعد الفوز على صربيا العريقة في نهائي مانيلا، الأحد.
بدأ مشوار تتويج المنتخب الألماني بلقب المونديال السلّوي، على حدّ تعبير مدرّب المنتخب الألماني غوردون هربرت عام 2021، بعدما استلم الأخير مهام قيادة الجهاز الفني وقرّر لقاء شرودر، أحد أفضل لاعبي السلّة الألمانية آنذاك، والذي ينحدر من نفس عائلة المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر (1998-2005).
وقال هربرت بعد الفوز في النهائي: "تحدّثنا لمدة ثلاث أو أربع ساعات. أدركت التزامه تجاه زملائه في الفريق وبلاده".
قرّر المدرب الكندي أن يجعل شرودر الذي يلعب في دوري كرة السلّة الأميركي قائد المنتخب الجديد.
ووصف هربرت هذا القرار بأنّه "أحد أفضل القرارات التي اتخذتها"، مشيراً إلى أنّ شرودر يستحق الاحترام بنسبة 100٪ لما يفعله ويقدّمه للفريق بحسب تعبيره.
وأضاف المدرّب خلال المؤتمر الصحافي وشرودر جالسٌ إلى جانبه قبل أن يقتحم لاعبو المنتخب الألماني الصالة ويسكبون الشمبانيا عليه: "إنه يفكر قبل كل شيء في الفريق".
ومع شرودر نفسه، أحرزت ألمانيا المركز الثالث في كأس أوروبا عام 2022 التي شاركت برلين في تنظيمها، الا أنّ القائد أراد أكثر من ذلك، أراد الذهب.
وقال شرودر: "عند وصولنا إلى نهائيات كأس العالم في أوكيناوا (حيث كانت ألمانيا تلعب دور المجموعات)، سألَنا المدرب عن هدفنا. أجاب جميع اللاعبين ميدالية. لكنني قلت الميدالية الذهبية".
الردّ على المشككين
وبالفعل طابق شرودر أقواله مع الأفعال. إذ قدّم أداء رائعاً خلال مونديال 2023، وبشكل خاص في المباراة النهائية الأحد أمام صربيا حيث سجّل 28 نقطة بما فيها آخر خمس نقاط لفريقه في المباراة. كذلك، أحرز 17 نقطة أمام الولايات المتحدة حاملة اللقب خمس مرات والمرشحة دائماً للفوز باللقب.
وكان تعرّض شرودر لحملة انتقادات واسعة بعد فوز ألمانيا الصعب على لاتفيا 81-79 في مواجهة الدور ربع النهائي، عندما عانى من إحدى أسوأ مبارياته مسجلا 9 نقاط لكنه نجح بأربع تسديدات فقط من أصل 26 محاولة وصفر ثلاثيات من أصل 8 محاولات.
عاد ليردّ على المشككين بمباراتين "فوق الطبيعة".
إذ أثبت خلال مواجهتي نصف النهائي والنهائي أحقيته بنيل جائزة أفضل لاعب في البطولة.
ويأتي نجاحه الدولي المنقطع النظير بعد موسم معقّد في الدوري الأميركي مع لوس أنجلس ليكرز مما دفع الأخير للتخلي عنه.
انتقل صانع الالعاب المهاري والسريع إلى تورونتو رابتورز لمواصلة مسيرته في أميركا الشمالية، حيث لعب مواطنه وأسطورة اللعبة في ألمانيا ديرك نوفيتسكي طوال عشرين عاماً مثّل فيها دالاس مافريكس والمنتخب الألماني. ونال نوفيتسكي جائزة أفضل لاعب في نهائي "أن بي أي" وقاد فريقه إلى اللقب عام 2011، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الموسم العادي عام 2007.
وكتب نوفيتسكي على حسابه في منصة "إكس": "أبطال العالم!!! غير واقعي! يا له من فريق!!!!!".
يقول شرودر عن قائد منتخب ألمانيا السابق، الذي تجمعه به "علاقة جيدة للغاية": "عندما كنت أصغر سناً، لم يكن مثلي الأعلى للحقيقة، لأنني كنت أميل أكثر إلى لاعبين ككريس بول وتوني باركر".
الا أنّه يتابع ليقول: "عندما وصلت إلى الدوري الأميركي (عام 2013)، قال لي خذ رقمي، اتصل بي إذا كنت بحاجة إلى أي شيء".
وفيما لم يتوّج نوفيتسكي، المحاط بمجموعة أقل موهبة، بأي لقب كبير مع ألمانيا، واكتفى معه ببرونزية مونديال 2002 وفضية كأس أوروبا 2005، الا أنّ شرودر قاد ألمانيا إلى القمة العالمية.