كسر فريق فيراري هيمنة ريد بُل على سباقات الفورمولا 1 ووضع حداً لسلسلة من 15 انتصاراً متتالياً، مع فوز الإسباني كارلوس ساينس بسباق جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة الخامسة عشرة من بطولة العالم الأحد.
وتصدّر ساينس السباق الحماسي والمحموم في الأنفاس الأخيرة، ليحقق فوزه الثاني فقط في مسيرته بعدما انتصر الموسم الماضي في الجولة العاشرة بسباق جائزة بريطانيا الكبرى.
وحلّ الإسباني في المركز الأول متقدماً على البريطانيين سائق ماكلارين لاندو نوريس، وسائق مرسيدس بطل العالم سبع مرات لويس هاميلتون اللذين أكملا عقد منصة التتويج توالياً.
وبهذا الفوز، أنهى فريق فيراري سلسلة من 15 فوزاً متتالياً لريد بُل في بطولة العالم امتداداً من الموسم الماضي، إذ حلّ الهولندي حامل اللقب ماكس فيرستابن في المركز الخامس بعدما انطلق من الحادي عشر، وزميله المكسيكي سيرخيو بيريز في المركز الثامن.
ودخل فيرستابن السباق على خلفية عشرة انتصارات متتالية في إنجاز قياسي تفوق فيه على ما حققه الألماني سيباستيان فيتل عام 2013 مع ريد بول بالذات.
قال ساينس بعد الفوز: "شعور لا يصدق، نهاية أسبوع لا تصدق".
وأضاف الإسباني: "لقد نجحنا في نهاية الأسبوع ونجحنا في السباق. لقد فعلنا كل ما كان يتعين علينا القيام به. لقد فعلنا ذلك بشكل مثالي وعدنا إلى الوطن بانتصار، وأنا متأكد من أن إيطاليا كلها وفيراري ستكونان فخورتين اليوم".
ورغم فشله في مواصلة هيمنته وتحقيق فوزه الحادي عشر توالياً والثالث عشر هذا الموسم، يواصل فيرستابن تحليقه في صدارة ترتيب السائقين بـ374 نقطة، أمام زميله بيريز (223) وهاميلتون (180) والإسباني فرناندو ألونسو الذي حل في المركز الخامس عشر الأحد (170)، وساينس (142) توالياً.
كما يواصل فريق ريد بُل تغريده بعيداً في صدارة ترتيب الصانعين بـ597 نقطة، أمام مرسيدس (289) وفيراري (265) وأستون مارتن (217) توالياً.
سيارة أمان وانسحاب
وكان السباق حماسياً للغاية، إذ شهد دخول سيارة الأمان ومعركة الثواني الأخيرة على المراكز الثلاثة الأولى، حيث ارتكب البريطاني سائق مرسيدس جورج راسل خطأ تسبب له بحادث وخسارة مركزه الثالث لصالح زميله هاميلتون قبل أمتار معدودة من خط النهاية.
ومع بداية السباق، انطلق سائقو المقدمة على إطارات "ميديوم"، لكن فيراري قرر أن يكون سائقه شارل لوكلير من موناكو على إطارات "سوفت" مع انطلاقه من المركز الثالث خلف ساينس وراسل.
وقدّم لوكلير انطلاقة ممتازة نجح خلالها بتجاوز راسل ليصبح خلف زميله، بينما انطلق هاميلتون ليتجاوز زميله راسل في المركز الثالث، قبل أن يعيده إليه إذ أنه اختصر المنعطف واكتسب أفضلية غير قانونية، ليتراجع بطل العالم سبع مرات إلى المركز الخامس.
أما فيرستابن الذي انطلق من المركز 11 على إطارات "هارد"، فأصبح في المركز التاسع في اللفة الرابعة، قبل أن يعبر سائق هاس الدنماركي كيفن ماغنوسون ليصبح ثامناً خلف الفرنسي إستيبان أوكون سائق ألبين.
لكن مع الوصول إلى اللفة 18، توجه فريق ماكلارين إلى سائقه الأوسترالي أوسكار بياستري قائلاً إن هناك احتمالية هطول الأمطار لاحقاً في السباق.
وفي المقدمة كان ساينس مرتاحاً مع توسيعه الفارق بثلاث ثوان أمام زميله لوكلير، وسط اتباع فيراري استراتيجية تأمين الحماية للإسباني من راسل، فكان ابن إمارة موناكو درعاً منيعاً.
وشهدت اللفة التاسعة عشرة حادثاً لسيارة وليامز مع الأميركي لوغان سارجنت. ورغم عودته إلى المسار، كانت قطع من جناح سيارته الأمامي تتناثر في المسار، ما أدى إلى دخول سيارة الأمان، لتستغل فيراري الوضع وتدخل سيارتي ساينس ولوكلير إلى حظيرة الصيانة.
ومن العشرة الأوائل، بقي فيرستابن وزميله بيريز فقط على الحلبة دون دخول الحظيرة.
ومع خروج سيارة الأمان، حافظ ساينس على الصدارة، وبات الجميع على إطارات "هارد"، ليبدأ راسل رحلة تجاوز فيرستابن.
وإذ تقدم راسل، بدأ بالضغط على ساينس أمامه حيث كان الفارق بينهما أقل من ثانية، بينما نجح زميله هاميلتون بتجاوز فيرستابن نحو المركز الرابع، على غرار لوكلير الذي دفع الهولندي سادساً.
وفي اللفة الثالثة والأربعين، توقفت سيارة أوكون في ما بدا أنه مشكلة في المحرك، لينسحب من السباق على غرار يوكي تسونودا الذي لم يكمل لفة واحدة بسبب الالتفاف.
"حادث مؤسف"
ومع الاقتراب من نهاية السباق، كانت الأنظار شاخصة صوب راسل وهاميلتون اللذين كانا يطيران على الحلبة.
وقبل 4 لفات فقط من النهاية، كانت المعركة في المقدمة رباعية: ساينس، نوريس، راسل وهاميلتون، وبفارق ضئيل.
اقترب راسل كثيراً من نوريس، غير أن سائق مرسيدس ارتكب خطأ في اللفة الأخيرة خرج بسببه عن المسار مرتطماً بالحائط ومانحاً المركز لزميله هاميلتون.
لكن ساينس تمسّك بمركزه لينهي السباق أولاً أمام نوريس، هاميلتون، لوكلير وفيرستابن.
وقال هاميلتون عن زميله: "من المؤسف للغاية ما حصل لجورج. كنا نضغط بشدة للحاق بالصدارة وكانت إطاراتنا حامية".
وأضاف: "لكنني أعلم أنه سيعود إلى سابق عهده. لقد كان استثنائياً طوال نهاية الأسبوع".