من المتوقّع أن يهيمن الرياضيون الصينيون على دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها مدينة هانغجو (جنوب شرق البلاد) بدءاً من السبت، وهي محطة رئيسة قبل إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس صيف عام 2024.
تُعتبر الصين منذ ثمانينيات القرن الماضي، القوّة الرياضية العظمى على الصعيد القاري حيث تحصد أكبر عدد من الميداليات من أي دولة أخرى في هذا الحدث القاري المتعدّد الرياضات، لتضع حداً لسيطرة اليابان الطويلة على المركز الأول في الترتيب العام.
وستكون النسخة التاسعة عشرة من الألعاب الآسيوية التي تفتتح في مدينة هانغجو، المركز التكنولوجي في جنوب شرق البلاد، في 23 أيلول، محطة مهمة للفريق الصيني على الطريق إلى أولمبياد باريس العام المقبل.
ستشارك الصين ببعثة ضخمة بأكثر من 900 رياضي في أكبر الألعاب على الإطلاق، حيث تتنافس العشرات من الدول المشاركة على 481 ميدالية ذهبية.
سيكون الكبرياء الوطني على المحك، حيث من المقرّر أن تكون العاب هانغجو التي تأجلت لمدة عام بسبب وباء كوفيد، أكبر حدث رياضي في البلاد بعد أن تخلّت الصين فجأة عن سياستها الصارمة بمكافحة كوفيد وأعادت فتح حدودها الشتاء الماضي.
وقال جونغ-وو لي خبير السياسة الرياضية في جامعة إدنبره لوكالة "فرانس برس" إن الألعاب "من المرجّح أن تكون تمريناً للقوة الناعمة للصين بعد الوباء، في ملعب مكتظ بحضور قادة سياسيين ورجال أعمال من آسيا".
وأضاف لي: "مع بقاء أقل من عام واحد على دورة باريس 2024، تُعدّ هانغجو مناسبة مفيدة بشكل خاص للاختبار والتحقق من جاهزية الفريق الصيني للألعاب الأولمبية".
نقاط القوّة التقليدية
تحقق السباحة بانتظام ميداليات ذهبية للصين، حيث حصلت البلاد على 19 ميدالية ذهبية في هذه الرياضة في دورة الألعاب الآسيوية 2018 التي استضافتها إندونيسيا. يضمّ فريق السباحة الصيني لهذا العام هايانغ تشين، صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 200 م صدراً والذي أصبح أول سبّاح في التاريخ يحتل المركز الأول في كل سباقات سباحة الصدر الثلاثة في بطولة العالم للألعاب المائية في تموز الماضي.
وقال تشين الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الرسمية اسم "تشين الذي لا يُقهر" لصحيفة "تشاينا ديلي" في أيار الماضي إن هدفه النهائي "هو الفوز بميدالية ذهبية أولمبية".
وتسعى الحائزة على الميدالية الأولمبية في السباحة يوفاي جانغ إلى تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في سباق 100 متر فراشة للسيدات في هانغجو، بحسب وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا).
تدريب عسكري
وتشارك الصين بكوكبة من نجوم لعبة كرة الطاولة أحد اختصاصها التقليدي. وسيلعب بطلا العالم الحاليان فان جندونغ ووانغ تشوتشين مباراتي الفردي والزوجي للرجال، بينما تقود سون يينغشا المصنفة أولى عالمياً فريق السيدات.
وقال مدرّب كرة الطاولة الوطني لي سون لقناة "سي جي تي إن" "دورة الألعاب الآسيوية في هانغجو تلعب دوراً محورياً في استعدادنا لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024. أعتقد أن لاعبي فريقي يمكنهم الفوز أخيرا على أرضهم".
خضع المنتخب الصيني للغطس، الذي حصل للتو على ثماني ذهبيات في نهائي كأس العالم السوبر في برلين الشهر الماضي، لمعسكر تدريبي من الطراز العسكري استعداداً للآسياد.
وارتدى الرياضيون الزي العسكري وتدرّبوا على الوضعيات والتدريبات العسكرية في محاولة لغرس الانضباط، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية.
النجوم الصاعدة
وتراهن الصين أيضاً على النجاح في مجالات أقل تقليدية، خصوصاً مع ظهور التخصّصات الجديدة مثل "البريك دانس" والرياضات الإلكترونية لأوّل مرّة.
تباهت راقصة البريك دانس المراهقة ليو تشينغيي بحركاتها، في طريقها لأحراز المركز الأول في بطولة "أوتبريك يوروب" في سلوفاكيا الشهر الماضي، لتصبح أول امرأة صينية تفوز بالبطولة.
أصبحت هذه الرياضة التي انتشرت بين راقصي الشوارع في نيويورك في سبعينيات القرن العشرين، ذات شعبية كبيرة في الدولة الواقعة في شرق آسيا، حيث تابع الملايين برنامج تلفزيون الواقع "ستريت دنس أوف تشاينا" وتقدّم المدارس في جميع أنحاء البلاد دروسًا.
وقالت ليو، التي ستتنافس في دورة الألعاب الآسيوية، لوسائل الإعلام الرسمية إنها تحلم "بالصعود على منصة التتويج في أولمبياد باريس"، وأضافت لصحيفة "غلوبال تايمز": "الصين لديها الكثير من الفتيان والفتيات الواعدين. لدينا أيضاً مزايانا وأساليبنا الخاصة".
ألعاب الفيديو
وفي مجال الرياضات الإلكترونية، من المتوقع أن تبرز الصين كقوة قوية، مع أكبر عدد من الرياضيين النشطين في ألعاب الفيديو في العالم، وفقًا لمنصة الصناعة (إي سبورتس اينسايدر).
سيضمّ فريق الرياضات الإلكترونية الوطني الصيني المكوّن من خمسة مدربين و31 رياضياً، "لاعب الروبوت" الصاعد في "ليغ اوف ليجاندز" League of Legends، يو وينبو، والفائز ببطولة هونور أوف كينغز الدولية لوو سيوان.
وصرح وانغ تشي، عضو الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، لصحيفة "غلوبال تايمز" أنه يعتقد أن الصين يمكن أن تحصل على ما يصل إلى أربع ميداليات ذهبية في الرياضات الإلكترونية في ألعاب هانغجو.
وقد ضخّ المستثمرون في البلاد مليارات من عملة اليوان في الرياضات الإلكترونية في السنوات الأخيرة، حيث تُعدّ شركة التكنولوجيا المحلية العملاقة "تنسنت" أكبر لاعب في صناعة ألعاب الفيديو الدولية.