يمكن تلمس التحسن في أداء منتخب لبنان الوطني لكرة القدم، في افتتاح حقبة المدرب الجديد الكرواتي نيكولا يورتشيفيتش، وذلك على الرغم من الخسارة أمام منتخب مونتينغرو 2-3 في المباراة الدولية الوديّة التي جمعتهما على "استاد غرادسكي" في العاصمة بودغوريتسا.
من المبكر جداً الحكم على المنتخب مع المدرب الجديد، إلا أن الأمور بدت جيدة وجدية، مع تحسن ملحوظ بدنياً، وبالتالي قد يكون اتحاد اللعبة مصيباً في الإجراء الفتي الذي اتخذه بالتعاقد مع يورتشيفيتش بدلاً من الصربي ألكسندر إيليتش قبل أقل من مئة يوم على انطلاق نهائيات كأس الأمم الآسيوية، وقبل شهر من انطلاق التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2026.
المباراة التي قاربها المنتخب المضيف بجديّة تامة كانت صعبة في شوطها الأول على اللاعبين اللبنانيين، وخصوصاً بعدما اعتمد رجال المدرب ميودراغ رادولوفيتش على الضغط العالي لعدم السماح بخروج الكرة من الخط الخلفي اللبناني، معتمدين بشكلٍ أساسي على قوتهم في الالتحامات البدنية بحكم بنيتهم الجسدية المتفوّقة، فاستفادوا من هذه النقطة، اضافةً الى سرعتهم في ردات الفعل التي اسفرت هدفاً أوّل بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء عبر إيدفين كوتش (16).
كما على سرعتهم في الارتداد التي منحتهم هدفاً ثانياً بعدها بثلاث دقائق فقط عبر اللاعب نفسه بكرة من مسافة قريبة حوّلها الى الشباك على غفلة من الدفاع اثر عرضية لعبها دريتون كاماي من الجهة اليسرى.
هدفان تلاهما تحرّر "رجال الأرز" بعض الشيء، فبادروا الى الامام وحصلوا على أخطاء عدة على مشارف المنطقة، احداها شهدت التهديد الأول لمرمى الحارس دانيال بيتكوفيتش من قبل كريم درويش (40)، قبل ان تكون الفرصة الأخطر في الشوط الثاني من ركلةٍ حرّة ايضاً سددها حسن "سوني" سعد قوية وارتدت من العارضة (53).
هذه الفرصة بالتحديد أعطت ثقة اكبر للبنان على وقع ثلاثة تبديلات قام بها يورسيفيتش، إذ دفع بلاعب وسط العهد المخضرم محمد حيدر مكان القائد حسن معتوق وعبد الله المغربي بدلاً من محمد حايك وعلي الحاج بدلاً من نادر مطر.
ونفّذ حيدر الأول كرة ثابتة اشترك فيها قاسم الزين لتصل الى درويش الذي قابلها مباشرةً بيسراه الى داخل الشباك مسجلاً الهدف الأول للبنان (65).
لكن نقطة التحوّل في المباراة كانت في الدقيقة 69 عندما تغاضى الحكم عن احتساب الحكم خطأ لمصلحة حيدر بعد دفعٍ واضح من نيبويسا كوسوفيتش استغله زميله ميلوتين أوسماييتش ليقتحم المنطقة ويسجل الهدف الثالث للمضيف، قبل ان يقلّص علي طنيش "سيسي" النتيجة مجدداً بتسديدة بعيدة تعامل معها بيتكوفيتش بشكلٍ خاطئ (80).
ويعد الاختبار جيداً بالنسبة الى منتخب "رجال الأرز" ويبنى عليه قبل المباريات المقبلة والتي من الممكن ان تشهد تدعيماً بالعديد من الأسماء المحلية أو المحترفة، حيث غاب أمس باسل جرادي ونصار نصار وسيضاف اليهما ألكسندر نسيم سكر وربما غيره من الأسماء المحترفة قبل مواجه فلسطين في افتتاح التصفيات في 16 تشرين الثاني المقبل، ثم المتأهل بين المالديف وبنغلادش اللذين تعادلا 1-1 أمس في لقاء الذهاب.
وفي الإحصاءات الخاصة بمنتخب لبنان فكان الاكثر استحواذاً على الكرة بنسبة 54%، وسدد 13 مرة باتجاه مرمى مونتينغرو بينها 5 على المرمى، وهي أرقام تعد أكثر من جيدة ضد منتخب مرشح للتأهل الى نهائيات كاس الأمم الأوروبية عن مجموعة قوية تضم المجر وصربيا وبلغاريا وليتوانيا.
خسر لبنان اللقاء الودي قبل مواجهة الامارات وديّاً، الثلاثاء المقبل الساعة 19:00 بتوقيت بيروت على استاد آل مكتوم في دبي، لكنه خرج بسلّة إيجابيات لعل ابرزها ظهور إمكانات لدى لاعبيه بإمكانية الارتقاء الى مستوى التحديات الصعبة ومواجهتها من دون رهبة مهما بلغت صعوبتها، وهي مسألة يمكن ليورسيفيتش البناء عليها للمرحلة المقبلة.
مثّل لبنان: الحارس علي السبع، واللاعبون سعيد عواضة (حسين زين 90)، وليد شور، قاسم الزين، محمد الحايك (عبدالله مغربي 60)، علي طنيش، جهاد أيوب، حسن معتوق (محمد حيدر 60)، نادر مطر (علي الحاج 61)، سوني سعد (خليل بدر 75)، وكريم درويش (هلال الحلوة 75).