النهار

تجاوز الهلال الأثر النفسي البالغ لغياب نجمه البرازيلي نيمار حتى نهاية الموسم نتيجة إصابته بقطع في الرباط الصليبي مع منتخب بلاده، فحقق انتصاراً ثميناً دعّم موقفه وحيداً في الصدارة، مستغلاً تعادل ملاحِقيه الاتحاد والتعاون، فيما قاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه النصر إلى فوز جديد ارتقى به إلى المركز الثالث في الدوري السعودي لكرة القدم.

هل يُستَبدل نيمار؟
خيّم غياب صاحب الرقم القياسي بعدد الأهداف الدولية مع منتخب البرازيل بـ79 هدفاً، على أرجاء ستاد الأمير فيصل بن فهد، فصدحت أهازيج الجماهير الزرقاء طويلاً باسم "الساحر" أثناء المباراة مع الخليج، كما رُفِعت له لافتة كتب عليها "عُد أقوى".

وجاء الفوز التاريخي التاسع للزعيم على حساب الفريق الشرقاوي، ليعزز من رصيد الهلال في سجله الخالي من الأهداف في مرماه للمباراة الخامسة توالياً في مجمل المسابقات.

وفيما أشارت صحيفة "أو غلوبو" البرازيلية الى أن الإصابة التي تَعّرض لها نجم الهلال "لها تداعيات أبعد من الرياضة"، لأنها ستحرمه من مكافأة قدرها 80 ألف يورو عن كل فوز للفريق، كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن النجم البرازيلي يأتي على رأس النجوم المتوقع مغادرتهم في فترة الانتقالات الشتوية، إذ سيُجبَر الهلال على تسجيل محترف آخر نظراً لأن فترة الغياب ستمتد إلى نهاية الموسم.

بدوره، لم يكشف البرتغالي جورجي جيزوس مدرب الهلال عن مصير لاعب باريس سان جرمان الفرنسي السابق، بل اكتفى بالقول إن خسارة لاعب بحجم نيمار تعتبر أمراً صعباً، مضيفاً "يجب أن نتأقلم على اللعب بدونه، ونتمنى عودته أقوى".

وكان على جيزوس أن يتجاوز أيضًا سلوك لاعبه البرازيلي ميشايل دلغادو الذي عبّر عن غضبه بعد استبداله في الدقائق الأخيرة من المواجهة بعبد الله الحمدان، إذ ألقى بقارورة المياه غاضباً على الأرض.

لكن جيزوس برر انزعاج نجمه بالآلام التي كان يعاني منها أسفل البطن، قائلاً: "أعتقد أنه كان يشعر بداخله أنه منزعج من الأداء الذي قدمه، وعلاقتي ممتازة معه".

على الرغم من أن الأمور كادت تشتعل بين الطرفين لولا تدخل مساعد المدرب (بحسب ما أظهرته كاميرا النقل المباشر)، جاء كلام دلغادو مطابقاً لمدربه، بقوله: "غاضبُ من نفسي لأني لم أقدم المستوى المأمول، ولا مشاكل بيني وبين المدرب".

لكن كلام دلغادو لن يجنبه العقوبة المالية، التي ستوقع عليه من إدارة ناديه، بحسب صحيفة الرياضية المحلية.

رونالدو "أعظم مثال"
لم تمض ساعات على وصف المدرب البرتغالي للنصر لويس كاسترو لنجمه رونالدو بـ"أعظم مثال على النجاح العالمي من حيث الصرامة والعمل والانضباط"، حتى صادَقَ "الدون" على كلام مدربه، عبر قيادته "العالمي" إلى انتصار "ضيّق" من خلاله الخناق على الهلال والتعاون.

انتظر أفضل لاعب في العالم خمس مرات بداية الشوط الثاني حتى يطلق العنان، مع زملائه، لريمونتادا مثيرة، على حساب ضمك، ما أشعل ملعب الأول بارك، أولاً، عبر البرازيلي تاليسكا، ثم رونالدو، الذي أتقن إطلاق قذيفة رفعت أهدافه من الركلات الحرة إلى خمسين في مسيرته، كما رفعت أهدافه مع النصر إلى 25 في 25 مباراة خاضها في الدوري السعودي منذ انضمامه اليه في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وأشار مدرب الدحيل القطري الأسبق لصحيفة "ماركا" الإسبانية إلى أن "رونالدو مثالٌ للجميع"، مضيفاً أنه يمنح فريقه الرغبة في الفوز والتألق أمام العالم و"كريستيانو يمر بلحظة سعيدة للغاية، ويشعر أنه يستمتع بوقته".

وأظهر النجم البرتغالي الذي يتصدر ترتيب الهدافين أيضًا بـ11 هدفاً، بالفعل سعادة بالغة بعد تسجيله هدف التقدم مكرراً رقصة العرضة التقليدية السعودية.

وتوجه بالشكر إلى "الشعب السعودي وجمهور النصر على حفاوتهم بي والأجواء في الملعب كانت رائعة"، مضيفاً: "طالما جسدي يساعدني، فأنا مستمر، أبلغ من العمر 38 عاماً ونصف، وبالتأكيد سألعب الموسم المقبل مع النصر، أما العام الذي يليه، فعليّ أنا أنتظر وأرى، إذا جسدي قال لي كريستيانو استمر، سأستمر".

كريم يسجل لفريقه و... ضده
بعدما افتتح التسجيل برأسية في مرمى التعاون في الشوط الأول، أوقع النجم الفرنسي كريم بنزيمة فريقه الاتحاد في فخ التعادل، برأسية عكسية بعد أربع دقائق فقط.

وفي تصريحاته التي أعقبت المباراة، لم يُظهِر بنزيمة أي تأثر في تسجيله هدفاً في مرماه، بالقول: "كل شيء على ما يرام بالنسبة لي، خطوة بخطوة سنقدم مستوى أفضل".

وتابع: "هذا حال الكرة، أحيانًا تفوز وأحيانًا لا، لكن الأهم أن نذهب الآن للاستعداد للمباراة المقبلة كمجموعة، وهذا كل شيء".

الشباب يحتفل في ملعبه
بحضور ناهز 12 ألف متفرج، أحسن الشباب الاحتفال مع جماهيره بملعبه الجديد بعدما استعاد نغمة الانتصارات على حساب الطائي، ضارباً أكثر من عصفور بحجر واحد ومهدياً مدربه الجديد الكرواتي إيغور بيسكان فوزاً أعرب الأخير عن سعادته بتحقيقه، قائلاً: "أشكر اللاعبين على الأداء المميز خاصة في الشوط الثاني".

وقبل أسبوع من حلوله ضيفاً على المتصدر في الرياض، ربط الأهلي أحزمته جيداً بفوز مريح على الوحدة، ليعبد الطريق لمواجهة الهلال حيث يسعى لتقليص الفارق معه كما يؤكد مدربه الألماني ماتياس ياسله بالقول "الفرق بيننا وبين المتصدر ليس بكبير نعم وقد يختلف الأسبوع المقبل".

وبينما واصل الفتح عروضه المميزة بفوز عريض على أبها مرتقياً إلى المركز السادس، تراجع الاتفاق إلى المركز السابع متكبداً خسارة أرجع مدربه الإنكليزي ستيفن جيرارد أسبابها إلى فترة التوقف الدولي، مشيراً إلى أن خطة منافسه الرياض كانت الدفاع واستغلال الأخطاء.