كَرَّس الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورته بإحرازه الكرة الذهبية لأفضل لاعب، الجائزة الفردية الأكثر شهرة في كرة القدم العالمية والتي تمنحها سنوياً مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، للمرة الثامنة في مسيرته ليبتعد في صدارة أكثر الفائزين بها بفارق ثلاثة ألقاب عن غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان غائباً أصلاً عن لائحة المرشحين الثلاثين.
وجاء تتويج ميسي بهذه الجائزة التي نالها العام الماضي الفرنسي كريم بنزيمة لكن مهاجم نادي الاتحاد السعودي الحالي اكتفى في النسخة الحالية بالمركز السادس عشر، بعدما نجح أخيراً في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم نهاية 2022 في قطر.
وسيطر ميسي ورونالدو على الجائزة المرموقة على مدى السنوات الـ16 الماضية، حيث فازا بها 13 مرة بينهما.
وحدهما لاعبان فقط خرقاً سيطرتهما منذ أن حصل رونالدو على أول جائزة له في عام 2008 حيث نالها الكرواتي لوكا مودريتش في عام 2018 وبنزيمة العام الماضي بعد موسم رائع مع ريال مدريد الإسباني.
بعدما ترك بصمته في كأس العالم الاخيرة بتسجيله سبعة أهداف بينها ثنائية في المباراة النهائية ضد فرنسا، مع ثلاث تمريرات حاسمة وجائزة أفضل لاعب في العرس العالمي، بالإضافة إلى لقب بطل الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، كان "البرغوث" مرشحاً لنيل الجائزة رغم رحيله إلى إنتر ميامي الأميركي، مستفيداً من التعديل الأخير في منحها والذي بات يعتمد الآن على سجل اللاعب خلال الموسم الماضي، وليس على مدار السنة التقويمية.
كان تتويجه بالكأس العالمية الأفضل في مسيرته المذهلة، وهذا ما منحه التفوق على منافسيه النجم النروجي لمانشستر سيتي الإنكليزي إرلينغ هالاند ووصيف مونديال قطر وهدافه نجم باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي اللذين حلا خلفه توالياً في التصويت على الجائزة.
وقد يكون يكون تتويج الإثنين الأخير لميسي الذي يلعب حالياً في بطولة أقل تنافسية بكثير، وبالتالي سيفسح المجال أمام الشباب للمنافسة عليها خصوصا مبابي (24 عاماً) وهالاند (23 عاماً).
وحل مبابي ثالثاً خلف ميسي بعدما أنهى مهاجم سان جيرمان نسخة المونديال الأخير بجائزة أفضل هداف برصيد ثمانية أهداف بينها ثلاثية في المباراة النهائية. ومع ذلك، فشل، إلى جانب ميسي والبرازيلي نيمار، في قيادة سان جيرمان إلى قمة القارة العجوز والظفر بلقب مسابقة دوري الأبطال.
المسابقة القارية العريقة كانت من نصيب هالاند في موسمه الأول مع فريقه مانشستر سيتي صاحب الثلاثية التاريخية الموسم الماضي.
اختير الدولي النروجي أفضل لاعب في أوروبا في آب الماضي، بعدما أنهى موسمه في صدارة هدافي الدوري الإنكليزي (36 هدفاً في 35 مباراة) ودوري أبطال أوروبا (12 هدفاً في 11 مباراة).
وكان موسم ميسي على مستوى النادي مع سان جيرمان مخيباً للآمال رغم تتويجه بلقب الدوري إلى جانب مبابي ونيمار.
بونماتي الأفضل عند السيدات
وعند السيدات، توجت الإسبانية أيتانا بونماتي بالجائزة بعد الدور الذي لعبته في قيادة منتخب إسبانيا إلى إحراز كأس العالم لأول مرة في تاريخه.
كما لعبت ابنة الـ25 عاماً التي أحرزت الشهر الماضي جائزة "يويفا" لأفضل لاعبة في أوروبا، دوراً في قيادة فريقها برشلونة إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا والدوري المحلي، ما جعلها الأفضل حظاً لخلافة زميلتها في النادي الكاتالوني والمنتخب اليكسيا بوتياس التي نالت الكرة الذهبية في العامين الماضيين.
وتقدمت بونماتي في السباق على الجائزة المرموقة على كل من نجمة أستراليا سام كير (تشيلسي الإنكليزي) وزميلتيها في النادي الكاتالوني سلمى باراويلو والسويدية فريدولينا رولفو وحارسة إنكلترا ماري إيربس (مانشستر يونايتد).
وذهبت جائزة ياشين لأفضل حارس مرمى إلى الأرجنتيني إميليانو مارتينيز (أستون فيلا الإنكليزي) بعد الدور الذي لعبه في قيادة بلاده إلى لقب مونديال قطر 2022، لاسيما في النهائي حين صد محاولة للفرنسي راندال كولو مواني في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، قبل أن يصد ابن الـ31 عاماً في ركلات الترجيح محاولة كينغسلي كومان ليهدي بلاده اللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.
وتقدم الأرجنتيني على الحارس البرازيلي إيدرسون (مانشستر سيتي الإنكليزي) والمغربي ياسين بونو (إشبيلية الإسباني وحالياً الهلال السعودي) الذي لعب دوراً رئيسياً في جعل "أسود الأطلس" أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
ونال الإنكليزي جود بيلينغهام المتألق مع فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني أفضل لاعب شاب لما دون 21 عاماً، وذلك بعد الأداء الرائع الذي قدمه مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند الألماني، ومساهمته في قيادة إنكلترا إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022.
وكان الإنكليزي الذي سجل 13 هدفاً في 13 مباراة خاضها بألوان ريال مدريد، آخرها ثنائية قاد بها النادي الملكي للفوز على أرض غريمه برشلونة 2-1 في الدوري الإسباني، من بين المرشحين الثلاثين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب وحل في المركز الثامن عشر.
وبعد تتويجه بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، كان من البديهي أن ينال مانشستر سيتي لقب أفضل فريق للرجال للمرة الثانية توالياً، فيما كان أفضل فريق للسيدات من نصيب برشلونة الإسباني.
وأحرز هالاند جائزة غيرد مولر لأفضل هداف بعد تسجيله 56 هدفاً في 57 مباراة الموسم الماضي، بينها 52 في 53 مباراة مع مانشستر سيتي (12 في 11 مباراة في دوري الأبطال و36 في 35 في الدوري الممتاز).