تعود بطولة كأس العالم الى منطقة الخليج للمرة الثانية بعد 12 عاماً على الأولى، حيث أعان الاتحاد الدولي "فيفا" أن السعودية باتت المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لنسخة عام 2034، بعد 27 يوماً فقط من فتح باب الترشّح.
ستكون السعودية "جاهزة" لكل الاحتمالات بشأن توقيت الاستضافة، سواء كان التنظيم في الصيف أو في الشتاء، بحسب ما قال رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل، وأضاف "طبعاً نحن جاهزون لكافة الاحتمالات، واليوم هناك تقنيات كثيرة وجديدة تساعدك في التبريد أو إضافة المكيفات في الملاعب".
تابع المسحل (49 عاماً) "هناك مدن عديدة في المملكة تتمتع بأجواء رائعة جدًا في الصيف، لكننا سنكون جاهزين لكافة الاحتمالات".
وكما باقي دول الخليج، تشهد معظم مدن السعودية، ومنها العاصمة الرياض، حراً شديداً في الصيف، إذ تتراوح درجات الحرارة ما بين 40 و50 درجة مئوية، لكن بعض مدن المملكة تتمتع بطقس معتدل صيفاً، مثل أبها والطائف والباحة التي استضافت بطولة الأندية العربية لكرة القدم الصيف الماضي.
لكن المدن المعتدلة الثلاث تفتقد إلى وجود ملاعب جاهزة بمواصفات ومعايير دولية، إذ تتراوح سعتها ما بين 10 و20 ألف متفرج فقط، فيما تتركز الملاعب الكبيرة في محافظتي الرياض وجدة.
واذا قُدّر للسعودية استضافة المونديال كما هو متوقع، ستكون النسخة الثانية في تاريخ الشرق الأوسط، بعد 12 عاماً فقط من احتضان جارتها قطر نسخة 2022 في كانون الأول الماضي، اثر نقل النهائيات إلى فصل الخريف بسبب درجة الحرارة المرتفعة في الخليج صيفاً، ما رتب إعادة جدولة مباريات البطولات الأوروبية الكبرى.
يؤكّد المسحل، الذي يشغل أيضاً عضوية مجلس فيفا عن قارة آسيا، أن "القرار النهائي الرسمي لم يصدر بعد، لكن الاستضافة ستكون من نصيب المملكة بنسبة 99% بما أن الملف السعودي هو الوحيد الذي تقدّم او أبدى الرغبة في تقديم ملف لاستضافة مونديال 2034".
وكان فيفا شرح في بيان "كما هو منصوص عليه في اللوائح التي صادق عليها مجلس فيفا، ستطلق إدارة الاتحاد الدولي عملية الترشح لاستضافة نسختي 2030 و2034 من بطولة كأس العالم فضلاً عن عملية تقييم معمق لملفات الترشح، بحيث يتوقّع إعلان الدولة أو الدول المستضيفة خلال مؤتمر فيفا المتوقع تنظيمه في الربع الاخير من عام 2024".
وجاء اعلان فيفا بعد ساعات فقط من اعلان استراليا انسحابها من السباق على احتضان في اليوم الأخير من المهلة المحدّدة لإعلان نوايا الترشّح، لتُخلي الساحة تماماً للسعودية.
يشير رئيس الاتحاد السعودي إلى أن المملكة تجاوزت الخطوة الأولى، "يبقى لنا عمل مكثف لتقديم ملف يليق بامكانات المملكة العربية السعودية وبامكانات العالم العربي بشكل عام".
قال "سيُقدّم الملف في تموز 2024 ثم يأتي قرار الجمعية العمومية كما أعلن فيفا في الربع الرابع من السنة المقبلة للمصادقة، وإقرار منح المملكة حق الاستضافة".
"125 رسالة دعم"
ورداً على سؤال ما إذا كانت السعودية ستمضي وحيدة بملف الاستضافة، خصوصاً أن النسختين اللتين ستسبقان 2034، ستنظمان بملفات مشتركة (الولايات المتحدة الأميركية، كندا، والمكسيك في 2026)، وإسبانيا، البرتغال، والمغرب زائد ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية في 2030، أكّد المسحل أن "السعودية ستتقدم بملف منفرد".
ويضيف "لا شك أن المملكة دولة كبيرة وهناك عدد كبير من المدن، وكما رأينا الأشقاء في قطر ينظمون مونديال 2022 بشكل متميز جداً، سنواصل الجهود لنقدم نسخة استثنائية".
واعتباراً من المونديال المقبل، سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 بدلاً من 32، فيما سيتم زيادة عدد المباريات إلى 104 بدلاً من 64.
وكشف المسحل أيضًا لموقع الاتحاد السعودي عن دعم "أكثر من 125 اتحاداً كروياً من مختلف أنحاء العالم، لملف السعودية 2034"، مضيفاً "هذا يدل على ثقة كبيرة مُنحت لنا من مختلف الدول".
وتابع المسحل "ترشحنا لاستضافة كأس العالم 2034 يجسد شغف السعوديين بكرة القدم، ويؤكد سعي بلادنا لتحقيق مزيد من التقدم والنمو لهذه اللعبة". وأعرب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن دعمه للملف السعودي. وكتب على منصة اكس "تمنياتي بالتوفيق والنجاح للمملكة العربية السعودية الشقيقة في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2034".
وأكدت منظمة التعاون الإسلامي، على قدرة السعودية على تنظيم نسخة ناجحة ومميزة وغير مسبوقة.
ويعكس اختيار المملكة أيضاً، النجاح الكبير الذي أعقب سلسلة من عمليات الاستحواذ الرياضية رفيعة المستوى. وتحاول المملكة الخليجية المحافظة التي كثيراً ما تتعرض للانتقاد بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، تلميع صورتها وجذب السياح والاستثمار في الوقت الذي تحاول فيه تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.