يسعى نيس إلى تعزيز صدارته للدوري الفرنسي لكرة القدم، عندما يحلّ ضيفاً على مونبلييه الجمعة في افتتاح منافسات المرحلة الثانية عشرة، فيما يخوض حامل اللقب باريس سان جيرمان رحلة محفوفة بالمخاطر إلى رينس السبت بهدف متابعة انتصاراته المحلية ونفض غبار خسارته القارية.
لم يكتفِ نيس صاحب المركز الأول برصيد 25 نقطة بفارق نقطة عن وصيفه سان جيرمان بالحفاظ على سجله خالياً من الخسارة في الدوري منذ بداية الموسم، محققاً 7 انتصارات، منها 4 توالياً في المراحل الأخيرة، مقابل 4 تعادلات، بل حقق أيضاً سلسلة من 14 مباراة في مختلف المسابقات لم يذق خلالها طعم الهزيمة.
وتعتبر هذه السلسلة الأطول في الدوريات الخمس الكبرى هذا الموسم، كما هي الأطول أيضاً في تاريخ نيس منذ عام 1967، حيث بنى فريق "النسور" انجازاته على قاعدة دفاعية صلبة اذ لم تهتز شباكه سوى 4 مرات في "ليغ1"، في إنجاز لا مثيل له بين الأندية الاوروبية الكبرى.
وحافظ نيس على نظافة شباكه في 8 من مبارياته الـ 11 الأولى، حيث سيقع على عاتق مونبلييه الثالث عشر مع 11 نقطة أن ينجح في ما فشل به بقية الفرق حتى الآن، وتحديداً هدافه النيجيري أكور آدامس، ثاني ترتيب الهدافين في الدوري برصيد 7 أهداف خلف كيليان مبابي مهاجم سان جيرمان (10).
صلابة دفاعية
أشار الإيطالي فرانتشيسكو فاريولي مدرب نيس إلى صلابة فريقه الدفاعية، قائلاً: "عندما وصلنا، وجدنا فريقاً جاهزاً من الناحية الدفاعية. أعلم أن الرغبة في عدم استقبال شباكنا موجودة حقا في حمضهم النووي. لكن إذا كنا نستقبل عدداً قليلاً جداً من الأهداف، فذلك بسبب العمل الذي نقوم به".
ويخفي العمل الدفاعي للمدرب الإيطالي العديد من قصص النجاح، أبرزها قصة المدافع البرازيلي دانتي الذي احتفل في تشرين الأول بعيده الاربعين حيث يجلب خبرته ورؤيته، وبات يمنح الطمأنينة لرفاقه وتحديداً الشاب جان-كلير توبيد الذي استدعاه ديدييه ديشان للمرة الأولى الى منتخب "الديوك" هذا العام.
وسيفتقد نيس لجهود لاعب وسطه الوافد الجديد في كانون الثاني البوروندي يوسف ندايشيمي الذي طرد في الفوز على رين 2-0 في المرحلة الماضية.
أقرّ فاريولي بالفراغ الذي سيخلفه ندايشيمي: "منذ الدقيقة الأولى بعد الفوز على رين، بدأنا بالتفكير في كيفية إدارة هذا الموقف. لقد لعب يوسف كل دقيقة حتى الآن وغيابه يشكّل ضربة موجعة لنا".
لا يتغنى نيس بنجاعته التهديفية حيث اكتفى بـ 13 هدفاً فقط، منها 3 لهدافه النيجيري تيريم موفي الذي ما زال يلهث خلف هدفه الأول منذ تسجيله ثنائية في الفوز على سان جيرمان 3-2 في عقر داره في المرحلة الخامسة.
من ناحيته، يدرك مونبلييه صعوبة المهمة الملقاة على عاقته، لكنه يتسلح بدوره بدفاعه الذي لم يهتز في مباراتيه الاخيرتين على ارضه في الدوري (تعادل سلبا امام رين وتولوز)، ويأمل في أن يكرر السيناريو ذاته للمباراة الثالثة توالياً للمرة الأولى منذ خمسة أعوام حين حقق سلسلة من أربع مباريات توالياً من دون أن تهتز خلالها شباكه بين أيلول وتشرين الثاني 2018.
سان جيرمان يتربص بنيس
ويتربص سان جيرمان بنيس بانتظار أي دعسة ناقصة منه للانقاض على الصدارة حيث يتأخر عنه بفارق نقطة يتيمة.
وسيكون حامل اللقب أمام امتحان صعب بمواجهة رينس الرابع (20)، على امل في أن يتابع نجاحاته المحلية وتحقيق انتصاره الخامس توالياً في سلسلة من 6 مباريات لم يذق خلالها طعم الخسارة حيث حقق 5 انتصارات، منها سحقه مرسيليا برباعية نظيفة، مقابل تعادل منذ أن سقط أمام نيس في المرحلة الخامسة.
كما يأمل نادي العاصمة أن يعود إلى سكة الانتصارات بعد ثلاثة ايام من خسارته أمام ميلان الإيطالي 1-2 في الجولة الرابعة من دوري ابطال أوروبا والثانية بعد سقوطه أمام نيوكاسل 1-4 في الجولة الثانية.
قال الإسباني لويس إنريكي مدرب سان جيرمان: "أردت أن نسيطر أكثر على المباراة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي لم يرق لي في هذه المباراة".
وتابع مدرب برشلونة الإسباني السابق الذي يأمل في أن يتابع هدافه مبابي هز الشباك محلياً بعد صيامه القاري وظهوره بمستوى ضعيف أمام ميلان: "لقد صنعنا الكثير من الفرص، وكانت مباراة متوازنة للغاية، وكان بإمكاننا الفوز بها أو التعادل... هي هزيمة مختلفة لنيوكاسل، ولكن ما يبقى هو أنها هزيمة".
وبدوره، يحلّ موناكو الثالث مع 23 نقطة ضيفاً على لوهافر في اليوم ذاته على أمل أن يحقق فوزه الثاني توالياً بعدما كان اسقط بريست 2-0 في المرحلة الماضية.
ولم يذق نادي الإمارة طعم الخسارة في مبارياته الخمس الاخيرة في الدوري سوى مرة واحدة عندما خسر أمام ليل 0-2 في المرحلة العاشرة، وهي كانت خسارته الثانية في الدوري هذا الموسم بعد نيس 0-1.
ليون-مرسيليا في 6 كانون الأول
ويلعب ليون متذيل الترتيب من دون فوز حتى الآن (4 نقاط) ومرسيليا التاسع (13) خارج الديار، فيحلّ الأول ضيفاً على رين والثاني على لنس الأحد، وذلك بعد تأجيل مباراتهما التي كانت مقررة في 29 تشرين الأول إلى 6 كانون الأول المقبل.
وكانت رابطة الدوري أعلنت أن مباراة مرسيليا وضيفه ليون المؤجلة بعد أعمال شغب أدت إلى تكسير نوافذ الباص التي كانت تقل لاعبي الفريق الضيف وإصابة مدربه الإيطالي فابيو غروسو بجروج في وجهه ستقام في مرسيليا في 6 الشهر المقبل.
وأوضحت لجنة المسابقات في الدوري في بيان أنها اتخذت هذا القرار بإقامة المباراة على ملعب فيلودروم "بعد المعلومات والضمانات التي أرسلتها محافظة بوش-دو-رون".
وكانت اللجنة التأديبية في الهيئة أشارت إلى أنها لن تتخذ "إجراءات تأديبية" في قضية رشق الحجارة في 29 تشرين الأول لأن الأحداث "وقعت على الطرق العامة".
من جانبه، أعلن ليون الخميس أنه سيستأنف هذا القرار، معتبراً إياه "غير مسموع" وأنه يشير "بشكل لا لبس فيه إلى أن الدوري الفرنسي يعفي نفسه من المسؤولية"، مدافعاً عن رغبته في "عدم ترك هذه الأحداث غير المقبولة تمر دون رد"، مشددا على "خطورتها القصوى".