بدت الحياة بعد غاريث بايل قاتمة بالنسبة لمنتخب ويلز، لكن مصير رجال المدرب روب بايج حيال مشاركة ثالثة توالياً في كأس أوروبا بين أيديهم، بعد التحوّل الملحوظ بالأداء خلال تصفيات البطولة القارية المرتقبة في العام 2024.
بدا وكأن منصب بايج في خطر بعد الهزيمة القاسية لويلز على أرضها أمام أرمينيا 2-4، تبعتها خسارة أخرى أمام تركيا المضيفة 0-2 في حزيران الماضي.
لكن الفوز الشهير 2-1 على صاحبة المركز الثالث في مونديال قطر 2022 كرواتيا في كارديف الشهر الماضي، منح الويلزيين أملاً جديداً في التأهل إلى البطولة التي تستضيفها ألمانيا العام المقبل، وأثار تفاؤلاً حيال المستقبل.
ولا تزال ويلز بحاجة لانتصارين في آخر مباراتين لها في المجموعة الرابعة، خارج أرضها أمام أرمينيا وعلى أرضها أمام تركيا المتأهلة بالفعل، لضمان مقعد لها.
لكن لدى المنتخب الويلزي أيضاً شبكة أمان تضمن له فعلياً حجز مكان في الملحق بفضل تصنيفه في دوري الأمم الأوروبية.
وقال بايج: "نريد الفوز في المباراتين للتأهل لأن الأمر في أيدينا. لم يعجبنا ما رأيناه في حزيران. وضعنا الأمور في نصابها الصحيح في أيلول (الفوز 2-0 على لاتفيا) وقمنا بالبناء على ذلك في تشرين الأول، ثم توّجناه بواحد من أفضل العروض التي رأيتها".
وأضاف: "لكن علينا أن نبني على ذلك لأنه لن يكون له أي فائدة إذا لم نتابعه. نحن بحاجة إلى الحفاظ على تلك المستويات".
قبل عام من الآن، كان رجال بايج يستعدّون للمشاركة في كأس العالم للمرة الأولى منذ العام 1958.
مأساة كأس العالم
لكن فرحة الوصول إلى النهائيات في قطر تبخّرت بسرعة. أنقذ هدف بايل من ركلة جزاء متأخرة الويلزيين بالتعادل أمام الولايات المتحدة 1-1، قبل أن تتسبّب هزيمتان مؤلمتان أمام إيران وإنكلترا بإقصاء المنتخب.
واجه بايج تحدياً مزدوجاً قبل 12 شهراً، إذ افتقر اللاعبون المخضرمون لديه إلى الفورمة للعب ثلاث مباريات مكثفة في تسعة أيام، بينما كان العديد من هؤلاء في أوجّ تألقهم يفتقرون إلى الدقائق على مستوى الأندية.
غياب آرون رامسي حالياً بسبب الإصابة يعني أن مدافع توتنهام بن ديفيز هو اللاعب الوحيد في التشكيلة المتبقية من المجموعة التي وصلت إلى نصف نهائي كأس أوروبا 2016.
كانت تلك البطولة التي أقيمت في فرنسا أول ظهور لويلز في نهائيات كبرى منذ 58 عاماً، وقد منحتهم الرغبة في المزيد.
وبرينان جونسون هو الرجل المكلّف بالحلول بدلاً من بايل، وقد عاد مهاجم توتنهام بعد غيابه عن المباريات الدولية الشهر الماضي بسبب الإصابة.
في غيابه، لبّى جناح فولهام هاري ولسون نداء الأبطال الجدد، وسجل هدفين في مرمى منتخب كرواتيا المدجج بالنجوم.
وكان لاعب برمنغهام الشاب جوردان جيمس بمثابة اكتشاف منذ الدخول في الفراغ الذي تركه اعتزال جو ألين دولياً.
وقد ساعد هبوط ليدز إلى دوري "تشامبيونشيب" (الدرجة الثانية في إنكلترا) إيثان أمبادو وجو رودون في إيجاد مشاركة منتظمة مع الفريق الأول إلى جانب دانيال جيمس، بعد عودة الجناح إلى ناديه الأم من فترة إعارة في فولهام.
ورغم ذلك، لا يزال يتعين على بايج الاعتماد على مجموعة أساسية من اللاعبين الذين يكسبون عيشهم في الدرجة الثانية الإنكليزية.
يُعدّ ديفيز، الذي يحلّ قائداً بدل رامسي، أحد اللاعبين القلائل في التشكيلة الذين أثبتوا كفاءتهم في الدوري الإنكليزي الممتاز، لكنه شارك أساسياً في مباراتين فقط مع توتنهام هذا الموسم.
وقال ديفيز: "نحن نواجه التحديات، وها نحن أمام مباراتين متبقيتين، وما زلنا في المعركة. لم نتوقف أبداً عن الإيمان بهذه المجموعة. العقلية التي لدينا هي أنه يمكننا تحقيق نتيجة ضد أي كان. لقد أظهرنا ذلك".