في ملعب "لا بومبونييرا" الأشهر في الارجنتين، لقب أبطال العالم خسارتهم الأولى بعد نحو عام تماماً من السقوط أمام السعودية في الدور الأول لكأس العالم 2022 في قطر، وجاءت الخسارة هذه المرة على يد الغريم التقليدي في أميركا الجنوبية الأوروغواي 0-2 في الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2026.
الليلة الشاحبة لعشاق "ألبي سيليستي" جاءت على يد مدرب أرجنتيني يمتلك فلسفة خاصة في التدريب هو مارتشيلو بييلسا، الذي يضطلع بمهمة إعادة تأسيس جسل جديد لمنتخي "لا سيليستي" والحالم بإعادة تبوأ الصدارة العالمية الغائبة منذ العام 1950 عندما توج للكرة الثانية بطلاً للعالم.
كان الفوز 2-0 على ملعب "لا بومبونييرا" هو الأول للأوروغواي على الأرجنتين منذ 10 سنوات، والأول على الإطلاق في الأرجنتين منذ عام 1937، في حين أن انتصارها الشهر الماضي على البرازيل ألحق بها أول هزيمة في التصفيات منذ عام 2015. وقد أدى فوز الليلة الماضية إلى تقليص الفارق مع الأرجنتين في صدارة ترتيب تصفيات كأس العالم إلى نقطتين. وحتى في مباراته الخامسة فقط، كان فريق أوروجواي بلا أدنى شك فريق بييلسا.
طوال مسيرته التدريبية الانتقائية، كان الركض المتواصل والأسلوب العدواني بعيدًا عن الكرة هو حجر الأساس لنجاح بييلسا. يجب على لاعبيه أن يتبنوا عقلية المستضعف، وأن يستمتعوا بمعركة الاستنزاف، بينما يستمتعون بفرصة لعب كرة قدم مثيرة في الاستراحة. وبهذا الأسلوب نجحوا في ضرب البرازيل الشهر الماضي ثم ألحقوا الخسارة الأولى بمنتخب "تانغو" بعد 14 مباراة.
سجل رونالد أراوخو الهدف الأول لمنتخب الأوروغواي بطريقة مميزة مع حلول الدقيقة 41.وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق فقط، نجح داروين نونييز في تأمين النتيجة لمنتخب أوروغواي بتسجيله الهدف الثاني.
ورفع منتخب أوروجواي رصيده إلى 10 نقاط في وصافة ترتيب تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال، وتجمد رصيد الأرجنتين عند 12 نقطة في الصدارة.
خسارة الأرجنتين أبرزت عددا من الأرقام التي تحدث لأول مرة في تصفيات المونديال، وذلك بحضور ليونيل ميسي الذي شارك في المواجهة بشكل أساسي.ولأول مرة تستقبل الأرجنتين أهدافا في 2023، كما أنها الخسارة الأولى للتانغو منذ التتويج ببطولة كأس العالم 2022.
لأول مرة لا يسجل التانجو أهدافا في المباراة منذ التعادل سلبيا مع البرازيل في 2021، حيث لم يتمكن المنتخب الأرجنتيني من التسجيل.
وثمن بييلسا، انتصار فريقه، ولكنه حذر من أن هذه النتيجة لا تقلل من إنجازات بطل العالم.وقال بييلسا "فزنا على الأرجنتين بطل العالم الذي لا ينسى ولكن هذا لا يقلل من إنجازاته". وأوضح بييلسا "لم تكن المباراة محددة بالجوانب التكتيكية، لقد دافعنا كثيرا. من خلال استعادة الكرة، تمكنا من خلق لحظات من كرة القدم الجيدة بما يكفي للتسجيل". وأكد المدرب أن هذا النوع من المباريات ضد منافسين كبار يجعل المرء ينسى أحيانا من أين يأتي الفريق، ويولد وهما لا يتوافق أحيانا مع الواقع.
وقال "المباراة القادمة تمحو دائما آثار المباراة السابقة، وتتجدد المطالبة بالانتصارات".
وقال ليونيل سكالوني، مدرب منتخب الأرجنتين إن الفريق، كما سبق وتوقع عدة مرات، ليس محصنا ضد الخسارة.وأقر سكالوني "أعتقد أنهم كانوا أفضل، هذه هي الحقيقة. علينا أن نهنئهم"، مضيفا أن "أغلب الفرص التي سنحت لهم كانت بسبب أخطائنا، فقد خسرنا عدة كرات".
ومع ذلك، قلل المدرب من أهمية الأمر وقال إنه على الرغم من أن لا أحد من الفريق يحب الخسارة، وخاصة الأشخاص الذين جاءوا إلى ملعب بوكا جونيورز، إلا أنه يجب التركيز الآن على المضي قدمًا.
وأعرب ميسي عن شعوره بالألم بعد الهزيمة، وانتقد شباب "لا سيليستي"، الذين قال لهم إنه على الرغم من أن المواجهات بين المنتخبين لطالما تميزت بالحدة، لكن كان يسودها الاحترام دائما.
وشهدت المباراة عدة مواجهات خاصة في الشوط الأول بعد خطأ على المهاجم نيكولاس غونزاليس، وشارك عدد من اللاعبين في شجار بدا فيه لاعب إنتر ميامي غاضبا بشكل واضح.ولم يسبق للأرجنتين أن خسرت أي مباراة رسمية في "لا بومبونيرا" ولم تهتز شباكها بأي هدف منذ ذلك الذي سجله الفرنسي كيليان مبابي في نهائي كأس العالم 2022 في قطر. وقال ميسي "كان من الصعب علينا اللعب، إنهم فريق قوي وسريع وبدني. لم نتمكن من إيجاد طريقة للحصول على الكرة والاستحواذ عليها لفترة طويلة".
وفي الجولة السادسة من التصفيات، ستحل الأرجنتين ضيفة على البرازيل الثلثاء المقبل بينما تستقبل أوروغواي منتخب بوليفيا في نفس اليوم.
وكانت البرازيل قد سقطت أيضاً امام كولومبيا 1-2، ليخسر "السيليساو" للمباراة الثانية على التوالي. ويدين منتخب "لوس كافيتريوس" بفوزه الى مهاجم ليفربول لويس دياس صاحب الإصابتين، بعدما تقدم البرازيلي عبر غابرييل مارتينيلي. ويعد هذا أول انتصار لكولومبيا على البرازيل في تاريخ تصفيات مؤهلة لكأس عالم.