يسعى الأهلي المصري لأن يصبح أول فريق يحرز لقب دوري أبطال أفريقيا في كرة القدم ثلاث مرات متتالية، ويعزّز رقمه القياسي إلى 11 لقباً، عندما يلاقي، الإثنين، في الدار البيضاء الوداد المغربي، الباحث عن الكأس الثالثة في تاريخه.
ويتجدد الصراع على اللقب القاري بين فريقين من بين الأفضل في المسابقة خلال السنوات العشر الأخيرة، في إعادة لنهائي نسخة 2017 عندما توج الوداد على أرضه وبين جماهيره بفوزه بهدف سجله وليد الكرتي برأسه، بعدما تعادلا ذهاباً في القاهرة 1-1.
وأثارت إقامة المباراة في الدار البيضاء اعتراض الأهلي مطالباً خوضها بملعب محايد، لكن محكمة التحكيم رفضت طلب الأخير تأجيلها.
وهذا النهائي الثالث بين الفرق المغربية والمصرية، فعوضاً عن نهائي 2017، كان الزمالك توّج على حساب الرجاء البيضاوي في 2002 لفوزه 1-0 بمجموع المباراتين.
ويتواجد في صفوف الأهلي ستة لاعبين خاضوا النهائي قبل خمس سنوات هم التونسي علي معلول وعمرو السولية ورامي ربيعة ومحمد هاني ووليد سليمان والحارس محمد الشناوي الذي كان إحتياطياً.
يشكلون حالياً العمود الفقري لتشكيلة المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني الى جانب حمدي فتحي والمالي أليو ديانغ في الوسط مع المهاجم الجنوب افريقي بيرسي تاو وهداف الفريق محمد شريف (6 أهداف).
ويغيب عن "نادي القرن" المهاجم محمد عبد المنعم للإصابة والموزمبيقي لويس ميكيسوني والمدافع المغربي بدر بانون.
مسيرة صعبة ونهائي أصعب
ويدرك موسمياني صعوبة المهمة أمام فريق يجيد استغلال عاملي الأرض والجمهور "الشغوف" الذي يؤازره.
ويبحث المدرب الجنوب افريقي أيضاً عن اللقب الرابع في مسيرته بعدما قاد ماميلودي صنداونز الى لقب 2016 وبالتالي معادلة إنجاز المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي توج مع الأهلي أعوام 2001، 2005، 2006 و2008.
قال موسيماني: "تحقيق اللقب للمرة الثالثة توالياً ليس أمراً سهلاً، لكنني بالإضافة للاعبين لا نبحث عن مجد أو تاريخ شخصي، ونمثل النادي الأهلي صاحب التاريخ الكبير".
وخلال البطولة لم يقدّم الفريق المصري مستوى ثابتاً، إذ انتظر الجولة الأخيرة لدور المجموعات لحسم التاهل الى ربع النهائي، بعدما حل ثانياً في المجموعة الأولى خلف صنداونز. وفي ربع النهائي اصطدم بعقبة الرجاء البيضاوي وتخطاه بفوزه ذهاباً 2-1 وتعادلهما إياباً 1-1، وفي نصف النهائي ضرب بقوة واكتسح ضيفه وفاق سطيف برباعية نظيفة في القاهرة قبل تعادلهما إياباً 2-2 في الجزائر.
وفيما قال الشناوي عبر الصفحة الرسمية لناديه: "ننتظر دعم جماهير الأهلي العظيمة لنا"، أشار ديانغ الى أن "كل مباريات البطولة من بدايتها صعبة".
تغيير ودعم جماهيري
في المقابل، تغيّرت تشكيلة النادي البيضاوي التي كان يقودها الحسين عموتة كلياً، حيث عملت الإدارة خلال السنوات الأخيرة على بناء فريق جديد يقوده حالياً المدرب وليد الركراكي، أبرز عناصره الحارس الدولي أحمد رضى التكناوتي والظهير الدولي يحيى عطية الله وقطبي الوسط يحيى جبران صاحب 5 أهداف في المسابقة، وأيمن الحسوني الى المهاجم الكونغولي غي مبينزا.
وتحوم الشكوك حول مشاركة بعض اللاعبين في تشكيلة "وداد الأمة" أمثال المهاجم زهير المترجي والمدافع أيوب العملود ولاعب الوسط جلال الداودي، وسيغيب الجناح الليبي مؤيد اللافي بسبب الإصابة.
ويملك الوداد عنصراً أساسياً في ملعبه، وهو الجمهور الذي يأمل في نقل تفانيه الى اللاعبين وإبقاء الكأس في الدار البيضاء، وبالتالي تكريس سيطرة الأندية المغربية على المسابقتين القاريتين، بعد تتويج نهضة بركان بلقب كأس الاتحاد "الكونفدرالية" الأسبوع الماضي.
ومنذ وصوله للإشراف على الوداد، تمكن الركراكي من إيجاد توليفة متجانسة، ما جعل الفريق يحارب على ثلاث جبهات. إذ بلغ النهائي الافريقي ويتصدر ترتيب بطولة الدوري المحلي أمام غريمه التقليدي الرجاء، ويأمل في تحقيق الثلاثية التاريخية مع التتويج بلقب كأس العرش حيث سيواجه الرجاء أيضاً في الدور ربع النهائي.
ورأى الركراكي أن الأهلي هو الأوفر حظاً للتتويج باللقب برغم احتضان الدار البيضاء للنهائي "الصحافة تصف الأهلي بالوحش أو الغول أو فريق القرن بالقارة، سنواجه هذا النادي الكبير وهو يملك 10 بطولات دوري أبطال إفريقيا والأكثر تتويجاً بمصر وإفريقيا وربما على مستوى العالم".
وتابع الركراكي: "لو حدث العكس وتوجنا باللقب ستكون مفاجأة وسنجتهد قدر الإمكان لنعزز فرص هذه المفاجأة".
وأردف: "الجماهير ستُساعدنا بكل تأكيد، لكن ليست هي من سيسجل كما قال حارس مرمى الأهلي محمد الشناوي، شاهدنا كيف واجه الأهلي الرجاء في المغرب ولم يتأثر، ما يهمنا هو الأداء الذي سنقدمه ولا نعاني من ضغط إقامة اللقاء في ملعبنا".
بدوره، اعترف قائد الوداد يحيى جبران بصعوبة المهمة: "الأهلي غني عن التعريف باسمه وبألقابه، لكن لا يهمنا في الوقت الحالي من يكون الأهلي أو هوية خصمنا، بقدر ما تهمنا جاهزية اللاعبين".
وتواجه الفريقان في 10 مباريات سابقة، 5 منها في مصر ومثلها في المغرب، فحقق الأهلي الفوز في 4 مباريات، فيما سيطر التعادل على 4 مواجهات، وحقق الوداد الفوز مرتين. وتعود آخر مواجهة بين الفريقين الى نصف نهائي نسخة 2020، حين حقق الأهلي الفوز ذهاباً 2-صفر في الدار البيضاء وإياباً 3-1 في القاهرة.
وأسند الاتحاد الافريقي (كاف) إدارة اللقاء الى الحكم الجنوب افريقي فيكتور غوميز، وهو ما أثار اعتراض النادي البيضاوي بسبب وجود مواطنه موسيماني على رأس الإدارة الفنية للأهلي.