سجّل النجم الصاعد كودي خاكبو مرّة ثالثة توالياً، وقاد منتخب هولندا لبلوغ ثمن نهائي مونديال 2022 في كرة القدم، بعد فوزه على الدولة المضيفة قطر 2-0، في استاد البيت في مدينة الخور، ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة الأولى.
افتتح خاكبو التسجيل منتصف الشوط الأول (26) وعزّز فرنكي دي يونغ النتيجة مطلع الشوط الثاني (49). وكانت هولندا، وصيفة 1974 و1978 و2010، بحاجة لنقطة التعادل لتضمن تأهلها رسمياً، بعد فوزها الصعب افتتاحا على السنغال 2-0 ثم تعادلها مع الإكوادور (1-1)، فيما كانت قطر، بطلة آسيا والمشاركة مرّة أولى، قد فقدت آمالها رسمياً بالتأهل، بعد سقوطها افتتاحاً أمام الاكوادور 0-2 ثم السنغال بطلة أفريقيا 1-3.
ورفعت هولندا رصيدها إلى سبع نقاط، بفارق نقطة عن السنغال التي عوّضت بدايتها البطيئة من دون هدافها المصاب ساديو ماني، وحققت فوزها الثاني توالياً على حساب الإكوادور2-1 في استاد خليفة، لتتأهل بدورها إلى الدور الثاني.
وتلتقي هولندا في الدور المقبل، الثلثاء، في استاد خليفة وصيف المجموعة الثانية، التي تضم إنكلترا وإيران والولايات المتحدة وويلز، بينما تلعب السنغال مع متصدّر المجموعة ذاتها.
ولبّى الجمهور القطري نداء الحضور إلى الملعب رغم فقدان الآمال، فامتلأت مدرجات استاد البيت، المستوحى من الخيمة البدوية التقليدية، بـ66 ألف متفرج.
ودفع المدرب لويس فان غال الذي قاد هولندا إلى المركز الثالث في 2014، للمرّة الاولى بالمهاجم ممفيس ديباي في التشكيلة الأساسية بعد دخوله بديلاً في أوّل جولتين، لعدم تعافيه كاملاً من اصابة بفخذه، فلعب إلى جانب خاكبو أحد اكتشافات البطولة، فيما شارك مارتن دي رون بدلاً من تون كومباينرس في الوسط.
ولدى قطر، احتفظ المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، الذي تعرّض لانتقادات كبيرة لعزله فريقه نحو خمسة أشهر في أوروبا قبل البطولة، بالحارس مشعل برشم للمرة الثانية، بعد الاخطاء التي ارتكبها سعد الشيب في المباراة الأولى ضد الاكوادور.
سيطرت هولندا نسبياً على الشوط الأول دون خطورة كبيرة، فيما حاول القطريون التخلي عن خجلهم بانطلاقات سريعة على الجناحين، دون النجاح بايصال الكرة للمهاجم المعز علي.
وكان ديباي، صاحب 12 هدفاً في التصفيات، مصدر الخطر الهولندي في الشوط الأول، فسدّد من داخل المنطقة كرة عالية فوق العارضة (15)، ثم وقف برشم حائلاً بينه وبين الشباك (25).
لكن في الهجمة التالية، وبعد تمريرات ثلاثية جميلة، وصلت الكرة إلى خاكبو الذي مرّ عن عاصم مادبو وأطلق تسديدة قوية أرضية من حافة المنطقة سكنت الزاوية اليمنى لمرمى برشم (26).
وكان لاعب أيندهوفن الهولندي البالغ 23 عاماً، قد سجّل هدف هولندا الاول في البطولة قبل ست دقائق من نهاية الوقت الأصلي في مباراة السنغال، ثم هدف الافتتاح أيضاً في مباراة الاكوادور، ليكون قد افتتح التسجيل في مباريات "الطواحين" الثلاث حتى الآن، فانضم إلى أمثال يوهان نيسكنس (1974)، دنيس برغكامب (1994) وويسلي سنايدر (2010) الذين سجلوا في ثلاث مباريات توالياً لهولندا في المونديال.
كما أصبح ثاني لاعب يفتتح التسجيل ثلاث مرات في دور المجموعات عينه، بعد الإيطالي أليساندرو ألتوبيلي في 1986.
حاول اسماعيل محمد الرد من المسافة عينها، لكن الحارس أندريس نوبرت التقط الكرة (29)، وشنّ "العنابي" عدة هجمات على منطقة قائد الدفاع فيرجيل فان دايك، قبل ان يختتم البرتقالي الشوط بتسديدة بعيدة لديباي.
هولندا التي لم تخسر في آخر 16 مباراة في دور المجموعات، حسمت أول مواجهة بين البلدين، عندما أطلق ديباي كرة قوية على بعد أمتار قليلة من المرمى صدّها برشم، وبدلاً أن يشتتها ميغيل أو خوخي بوعلام انسلّ دي يونغ وضاعف الأرقام في الشباك الخالية (50).
خسارة ثالثة أجرى سانشيز، إبن أكاديمية لاماسيا الذي استلم تدريب المنتخب الأول في 2017 والبادي احباطه على خط الملعب، ثلاثة تبديلات دفعة واحدة قبل نحو نصف ساعة على النهاية، بينهم محمد مونتاري مسجل الهدف الشرفي في مرمى السنغال.
ألغي هدف لهولندا بداعي لمسة يد على خاكبو (68) وأبعد برشم عرضية خطيرة لدامفريس (74).
بدأت المدرجات تخلو قبل عشر دقائق من نهاية الوقت، فيما اختتم البديل ستيفن بيرخهوس المنافسة بتسديدة جميلة ارتدت من العارضة (90+2)، ليُمنى منتخب قطر بخسارة ثالثة توالياً.
وفي المباراة الثاني، بلغ المنتخب السنغالي لكرة القدم، بطل القارة السمراء، الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه، بفوزه على نظيره الإكوادوري 2-1.
وسجل مهاجم واتفورد الإنكليزي اسماعيلا سار (44 من ركلة جزاء) ومدافع تشيلسي الإنكليزي خاليدو كوليبالي (70) هدفي السنغال، التي نالت وصافة المجموعة، ولاعب وسط برايتون الإنكليزي مويسيس كايسيدو (68) هدف الإكوادور التي خرجت خالية الوفاض بعدما كانت في الصدارة قبل الجولة الثالثة.
وهو الفوز الثاني توالياً للسنغال، بعد الأول على قطر المضيفة 3-1 في الجولة الثانية، عقب خسارتها المباراة الاولى امام هولندا صفر-2.
وانتزعت بطلة أفريقيا المركز الثاني برصيد ست نقاط، بفارق نقطة واحدة خلف المنتخب البرتقالي.
وهي المرة الثانية التي تبلغ فيها السنغال الدور الثاني من أصل ثلاث مشاركات، بعد الأولى عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما وصلت إلى ربع النهائي.
في المقابل، فشلت الاكوادور في مشاركتها الرابعة في تخطي الدور الأول وتكرار إنجازها عام 2006 عندما خرجت من ثمن النهائي.
وحققت السنغال المطلوب منها كونها كانت بحاجة الى الفوز لحجز بطاقتها بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية في المجموعة، ولذلك فضل مدربها أليو سيسيه الاحتفاظ بلاعب الوسط المدافع لنادي ليستر سيتي الانكليزي نامباليس مندي على مقاعد البدلاء، مفضلا عليه لاعب الوسط المهاجم لنادي مرسيليا الفرنسي باب غي.
كما فضل الدفع بالمهاجم الواعد إليمان ندياي (22 عاما) وباثيه سيس على حساب كريبان دياتا وشيخو كوياتيه.
في المقابل، شارك قائد الإكوادور إينر فالنسيا، شريك الفرنسي كيليان مبابي في صدارة لائحة الهدافين (3 أهداف)، أساسيا بعدما حامت الشكوك حوله إثر إصابته في الركبة في المباراة الثانية ضد هولندا.
وضغطت السنغال بقوة منذ البداية وأهدر لاعب وسط إيفرتون الإنكليزي إدريسا غانا غي فرصة افتتاح التسجيل عندما تلقى كرة عرضية من لاعب وسط مرسيليا باب غي سددها قوية من داخل المنطقة بجوار القائم الأيسر (3).
وحذا حذوه زميله مهاجم ساليرنيتانا الإيطالي بولاي ديا عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من مدافع ريال بيتيس الإسباني يوسف سابالي داخل المنطقة فانفرد وسددها قوية زاحفة بجوار القائم الأيمن (8).
وكاد سار يفعلها بتسديدة قوية من داخل المنطقة لكن كرته ارتطمت باحد المدافعين وتحولت الى ركنية (24).
وحصلت السنغال على ركلة جزاء في الدقيقة 42 اثر عرقلة سار داخل المنطقة من قبل مدافع باير ليفركوزن الألماني بييرو هينكابييه، فانبرى لها بنفسه قوية زاحفة بيمناه على يسار الحارس إيرنان غالينديس مفتتحا التسجيل (44).
ودفع المدرب الأرجنتيني للإكوادور غوستافو ألفارو مطلع الشوط الثاني بالثنائي جيريمي سارميينتو وخوسيه سيفوينتيس مكان ألان فرانكو وكارلوس غرويسو، ثم أشرك دجوركاييف رياسكو مكان ميكايل استرادا (64).
ونجح كايسيدو في إدراك التعادل عندما استغل كرة رأسية لفيليكس توريس أمام المرمى اثر ركلة ركنية فتابعها داخل المرمى الخالي (68).
ولم تدم فرحة الاكوادور سوى دقيقتين و30 ثانية حيث أعاد القائد خاليدو كوليبالي التقدم للسنغال عندما استغل كرة ارتطمت بمدافع برايتون الإنكليزي بيرفيس استوبينيان اثر ركلة حرة جانبية انبرى لها إدريسا غانا غي، فتابعها مدافع تشيلسي بيمناه داخل المرمى (70).
وهو الهدف الدولي الأول لكوليبالي.
وكاد غونسالو بلاتا يدرك التعادل بتسديدة من مسافة قريبة بين يدي حارس مرمى تشيلسي إدوار مندي (76)، ثم أهدر المنتخب الاميركي الجنوبي فرصة هدف الاطمئنان عندما سدد ديا كرة قوية من خارج المنطقة بجوار القائم الايسر.