يتنافس فريقا فيراري ومرسيدس على وصافة الصانعين في التحدي الأخير في بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 عندما يخوضان غمار المرحلة الثانية والعشرين الأخيرة في جائزة أبو ظبي الكبرى في الأيام الثلاثة المقبلة، وذلك بعدما حسم الهولندي ماكس فيرستابن وفريقه ريد بُل اللقبين العالميين لفئتي السائقين والصانعين.
فيراري أم مرسيدس خلف ريد بُل؟
بعيداً عن فريق ريد بُل الذي يواصل رحلته المنفردة بفضل سائقه "القياسي" فيرستابن، ستدور المعركة على المركز الثاني بين مرسيدس وفيراري.
ويتقدم فريق "السهام الفضية" (392 نقطة) بأربع نقاط على سكوديريا (388)، وهو فارق ضئيل جداً بالنظر إلى النقاط المتنافس عليها في المرحلة الأخيرة والبالغة 44 نقطة.
وتبدو الأفضلية لفيراري لأنه منذ التحسينات التي تم إجراؤها في بداية أيلول الماضي على سيارتيه، حلّ فريق "الحصان الجامح" أمام مرسيدس بشكل منتظم، حيث حصد معدل 24.4 نقطة في نهاية كل مرحلة مقارنة بـ17.1 نقطة لمنافسه الألماني.
وأقرّ النمسوي توتو وولف مدير الحظيرة الألمانية بذلك قائلاً: "لقد أظهروا مستوىً جيداً مؤخراً، لكننا نعلم أننا لم نصل إلى الحد الأقصى من أدائنا في السباقات القليلة الماضية".
من ناحيته، أشاد الفرنسي فريديريك فاسور مدير فيراري بالأداء الرائع لسائقيه شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينس جونيور في جائزة لاس فيغاس الكبرى الأحد الماضي عندما أنهيا السباق في المركزين الثاني والسادس توالياً، لكنه بدا حذراً خلال حديثه عن جائزة أبو ظبي.
وقال: "نحن نعرف سيارتنا جيداً ونعلم أنها لن تكون أكثر تنافسية في أبو ظبي كما كانت الحال في لاس فيغاس. أصغر التفاصيل يمكن أن تصنع الفارق وكل نقطة لها أهميتها".
ويشهد السباق الليلي المقرر على حلبة مرسى ياس في أبو ظبي معركة أخرى تتعلق بالمركز الرابع بين ماكلارين وأستون مارتن.
وسيحاول فريق ماكلارين صاحب 284 نقطة الحفاظ على مركزه أمام أستون مارتن (273)، وهو المركز الذي انتزعه بفضل عودته المذهلة منذ جائزة بريطانيا الكبرى في آب الماضي على حساب التراجع الواضح لفريق أستون مارتن الذي كان أكثر كفاءة في بداية الموسم بفضل سائقه الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو (42 عاماً).
ونجح فريق ماكلارين في العودة إلى منصة التتويج بفضل التحسينات التي تم إدخالها على سيارته التي واجهت صعوبة كبيرة في بداية العام.
وسيكون الرهان كبيراً على انهاء الموسم في المركز الرابع لأن الترتيب النهائي يحدد حصة الإيرادات التي تدفعها إدارة الفورمولا 1 إلى الفرق حيث تزيد مكافآتها كلما تم تصنيفها بشكل أفضل.
فيرستابن لتعزيز أرقامه القياسية
بعد خمسة أيام فقط من فوزه في لاس فيغاس، سيجلس فيرستابن خلف مقود سيارته ريد بُل للمرة الأخيرة هذا العام بهدف تحقيق انتصار آخر لتعزيز رقمه القياسي في عدد الانتصارات.
وسيكون بطل العالم في الأعوام الثلاثة الأخيرة مرهقاً على غرار بقية السائقين بسبب فارق التوقيت والرحلة الطويلة من لاس فيغاس إلى العاصمة الإماراتية بعد أربعة سباقات متتالية في الأميركيتين الشمالية والجنوبية.
كان فوز فيرستابن في شوارع لاس فيغاس هو الثامن عشر في 21 سباقاً هذا الموسم والثالث والخمسين في مسيرته، فعادل رقم سائق ريد بُل السابق الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم أربع مرات، في عدد الانتصارات في بطولة العالم.
كما عزز فيرستابن رقمه القياسي بالصعود إلى منصة التتويج للمرة العشرين في موسم واحد، رافعاً رصيده في صدارة الترتيب العام إلى 549 نقطة، بفارق شاسع عن زميله بيريز الذي حل ثالثا في لاس فيغاس وضمن وصافة بطولة العالم (273) على حساب سائق مرسيدس لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات.
وساهم فيرستابن وبيريز في تعزيز ريد بُل المتوج بلقب الصانعين، لصدارته بفارق قياسي لم يسبق لأي فريق تحقيق وذلك بأكثر من 400 نقطة عن أقرب مطارديه مرسيدس (822 نقطة مقابل 392).
وسيسعى فيرستابن إلى فض الشراكة مع فيتل والانفراد بالمركز الثالث خلف الألماني مايكل شوماخر (91 انتصاراً) وهاميلتون الذي ضمن المركز الثالث في الترتيب هذا الموسم (103).
وهي المرة الأولى منذ عام 2015 التي يتم فيها حسم المراكز الثلاثة الأولى في سباق لقب السائقين قبل الجولة الختامية للموسم.