حجز نادي الاتحاد السعودي المضيف مقعده في الدور ربع النهائي للنسخة العشرين من مونديال الأندية لكرة القدم، وذلك بفوزه الكبير المستحق على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانيا 3-0، الثلثاء، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة.
وبتحقيقه فوزه الثاني في مشاركته الثانية في البطولة التي تجمع سنوياً أبطال القارات إضافة إلى بطل دوري البلد المضيف، حجز الاتحاد بطاقته إلى ربع النهائي حيث يلتقي الجمعة على الملعب ذاته مع الأهلي المصري بطل أفريقيا، الفريق الوحيد الذي فاز عليه النادي السعودي خلال مشاركته السابقة عام 2005 حين تخطاه في ربع النهائي 1-0، قبل الخسارة في دور الأربعة أمام ساو باولو البرازيلي 2-3.
ولم يجد الاتحاد، القادم من خسارة في الدوري على يد ضمك (1-3) كانت الرابعة له منذ بداية الموسم ما جعله متخلفاً عن الهلال المتصدر بفارق 16 نقطة بعد 16 مرحلة، صعوبة في إنهاء مشوار بطل أوقيانا وصاحب الرقم القياسي لعدد المشاركات في مونديال الأندية (11).
وأنهى فريق المدرب الأرجنتيني مارسيلو غاياردو اللقاء في الشوط الأول فعلياً بعدما دخل استراحة الشوطين متقدماً بثلاثية البرازيلي رومارينيو (29) والفرنسيين نغولو كانتي (34) والقائد كريم بنزيمة (40) الذي دخل التاريخ كأول لاعب يسجل في أربع نسخ مختلفة من البطولة.
ويبحث الاتحاد عن تكرار إنجاز مواطنه الهلال صاحب المفاجأة العام الماضي في المغرب بوصوله إلى النهائي قبل الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني، لكن المهمة ليست سهلة بتاتاً في بطولة تبدو الأقرب لمانشستر سيتي الإنكليزي الباحث عن تتويجه الخامس هذا الموسم والذي يبدأ مشواره اعتباراً من نصف النهائي ضد الفائز من مباراة ليون المكسيكي بطل الكونكاكاف وأوراوا ريد دايموندز الياباني بطل آسيا.
سيطرة مطلقة
وبدأ الاتحاد اللقاء ضاغطاً وهدد مرمى الحارس كونور ترايسي منذ الدقيقة الثانية بتسديدة بعيدة لرومارينيو مرت قريبة من القائم الأيسر، ثم أتبعها مواطنه إيغور كورونادو بتسديدة من منتصف منطقة الجزاء بعد كرة مرتدة من الدفاع لكن محاولته علت العارضة (13)، كما حال محاولة بنزيمة (15).
واستمر ضغط الاتحاد وسدد محمد الشنقيطي من زاوية صعبة خارج الخشبات الثلاث (22) ثم رومارينيو في الشباك الجانبية (27)، قبل أن يأتي الفرج بعد ثوانٍ معدودة عبر اللاعب ذاته بتسديدة من مشارف المنطقة إلى يمين الحارس إثر عرضية من زكريا هوساوي وبمساعدة من المدافع نايثن لوبو الذي تحولت الكرة منه وإلى شباك فريقه (29).
وواصل رومارينيو تألقه وأطلق كرة قوية جميلة بالجهة الخارجية لقدمه اليمنى تألق الحارس ترايسي في صدها (32)، قبل أن يضيف كانتي، الفائز باللقب عام 2021 مع تشيلسي الإنكليزي، الهدف الثاني في الدقيقة 34 بتسديدة رائعة "على الطاير" من مشارف المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا بعد كرة مبعدة من الحارس ترايسي (34).
ووجه الفريق السعودي الضربة القاضية لبطل أوقيانيا قبل دخول استراحة الشوطين عبر بنزيمة، الفائز باللقب خمس مرات بألوان فريقه السابق ريال مدريد الإسباني والذي رفع رصيده في المونديال إلى خمسة أهداف بعد لعبة جماعية رائعة وتمريرة بالكعب لكانتي إلى الشنقيطي الذي عكسها لنجم ريال مدريد السابق، فسددها في الشباك (40).
بنزيمة يعادل ميسي وسواريز
وبهدفه الخامس في البطولة، بات بنزيمة في المركز الثالث على لائحة أفضل هدافيها مشاركة مع الأرجنتينيين ليونيل ميسي وسيزار ديلغادو والأوروغوياني لويس سواريز وخلف زميليه السابقين البرتغالي كريستيانو رونالدو (7) والويلزي غاريث بايل (6).
والأهم أنه بات أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل في أربع نسخ مختلفة.
واستهل الفرنسي المخضرم الشوط الثاني بفاصل هجومي رائع حيث تلاعب بالمدافعين قبل أن يسدد كرة قوية، لكن ترايسي تألق في الدفاع عن مرماه (47)، ثم كرر الأمر في مواجهة محاولة لكورونادو (54) وأخرى لفيصل عبد الرحمن الغامدي (58).
ومنح غاياردو الفرصة للبرتغالي جوتا الذي دخل في الدقيقة 59 بدلاً من رومارينيو، وذلك تزامناً مع تحسن أداء أوكلاند سيتي لكن من دون خطورة فعلية على مرمى الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي.
وشهدت الدقيقة 68 دخول المهاجم الأرجنتيني إيميليانو تادي من ناحية الفريق النيوزيلندي، ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم نجم الأهلي المصري حسين الشحات بخوضه 12 مباراة في كأس العالم للأندية.
وعاد الاتحاد ليفرض إيقاعه وترايسي لمواصلة تألقه بصده تسديدة قوسية رائعة لكورونادو (70) وأخرى لهوساوي من زاوية صعبة (72).
وبعدما أراح رومارينيو ومن بعده كانتي، قرر غاياردو إخراج كورونادو واستبداله بسلطان الفرحان الذي سرعان ما اختبر حظه نحو المرمى من دون توفيق (78) واتبعه البديل الآخر صالح العمري بمحاولة صدها ترايسي (86)، لتبقى النتيجة على حالها حتى صافرة نهاية اللقاء الذي أداره طاقم تحكيمي أميركي نسائي بقيادة توري بينسو.