يرجح ان تسفر قرعة الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في نسختها الأخيرة بنظامها الحالي عن مباريات نارية، حيث سيكون باريس سان جرمان الفرنسي الخصم الذي يتجنبه الكبار.
وتجرى القرعة الاثنين المقبل في مقر الاتحاد الأوروبي "يويفا"، بعدما أسدل الستار أول من أمس على منافسات دور المجموعات بتأهل فريق العاصمة الفرنسية كوصيف في مجموعة "الموت" السادسة، وبورتو البرتغالي في نفس المركز بالمجموعة الثامنة.
وفي ظل وجود فرق كبرى في المركز الثاني بالمجموعات، فإن قرعة ثمن النهائي لا محالة ستسفر عن مواجهات نارية مبكرة.
احتمالات قاسية
جاء وجود باريس سان جيرمان بطل فرنسا بقيادة نجمه كيليان مبابي في الوصافة، وعدم وجود أي فريق فرنسي غيره في هذا الدور، لينبئ بصدام صعب لفريق العاصمة، إذ يمكن ان تضعه القرعة بمواجهة بايرن ميونخ الألماني أو أرسنال أو مانشستر سيتي من إنكلترا أو ريال مدريد أو برشلونة أو أتلتيكو مدريد من إسبانيا، وكلها مواجهات نارية إن حدثت، أما المواجهة الأقل خطورة فستكون ضد ريال سوسيداد متصدر المجموعة الرابعة.
الفريق الثاني الذي سيمثل صداعاً وخطراً على فرق التصنيف الأول في ثمن النهائي، هو إنتر ميلانو وصيف النسخة الماضية إذ قد يواجه بايرن ميونخ أو أرسنال أو ريال مدريد أو أتلتيكو مدريد أو بروسيا دورتموند الألماني، أو مانشستر سيتي في تكرار لنهائي الموسم الماضي، أو ربما برشلونة.
نابولي حامل لقب الدوري الإيطالي بقيادة نجمه النيجيري فيكتور أوسيمين، المتوج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا 2023، سيكون خصماً شرساً هو الآخر في ثمن النهائيف، فهناك 6 مواجهات ستكون صعبة من أصل 7 لفريق الجنوب الإيطالي. وسيلتقي نابولي إما مع بايرن ميونخ أو أرسنال أو أتلتيكو مدريد أو بروسيا دورتموند أو مانشستر سيتي أو برشلونة، أما المواجهة الأسهل من الناحية النظرية فستكون ضد ريال سوسيداد.
وكان سان جرمان قد خرج من عنق الزجاجة وبلغ الدور ثمن النهائي بتعادله من مضيفه بوروسيا دورتموند الالماني 1-1 مستغلا في الوقت ذاته سقوط نيوكاسل الانكليزي على ارضه امام ميلان الايطالي 1-2 على ملعب سانت جيمس بارك.
وودع "ماكبايس" المسابقات القارية حيث اقتنص "روسونيري" بطاقة التأهل الى الدوري الأوروبي.
ضربة للإنكليز!
وربما كان نيوكاسل سيئ الحظ بوقوعه في "مجموعة الموت" في عودته للمسابقة بعد 20 عاماً، لكنه أعطى مؤشرات حقيقية على إمكانية الصمود قبل أن يتعرض لصدمة في الجولة الأخيرة ويتذيل المجموعة.
وخلال مشواره فاز نيوكاسل 4 - 1 بملعبه على باريس سان جرمان، لكنه دفع ثمن هزيمتين متتاليتين أمام بوروسيا دورتموند قبل الضربة القاضية أمام الفريق اللومباردي.
وبدا أن فريق المدرب إيدي هاو في طريقه للتأهل وسط جماهيره المتحمسة بملعب سانت جيمس بارك حين تقدم بهدف جولينتون الرائع، لكنه انهار بعد مرور ساعة ليستقبل هدف التعادل من كريستيان بوليسيك، ثم انتزع البديل النيجيري صمويل تشوكويزي الفوز قبل ست دقائق من النهاية بعد هجمة مرتدة.
وليست كل تداعيات الخروج سلبية لنيوكاسل، لكنه سيعاني من خسائر كبيرة بالتأكيد. فعلى المستوى المالي ذكر موقع "ذي أثليتيك" أن النادي سيخسر على الأقل 18.9 مليون دولار من الإيرادات، وهذا قد يؤثر على ميزانيته في فترة الانتقالات الشتوية.
وعلى المستوى الرياضي حرم جمهور نيوكاسل من الأمسيات الأوروبية الخالدة، لكن التأثير السلبي ربما يكون أكبر على الكرة الإنكليزية بشكل عام.
فبعد تذيل مانشستر يونايتد مجموعته أيضا تراجع الدوري الإنكليزي الممتاز للمركز الثالث في التصنيف الأوروبي بعد تأهل فريقين فقط، مانشستر سيتي وآرسنال، إلى دور 16، بينما تأهلت ثلاثة من أربعة فرق ألمانية، وكذلك من إيطاليا.
وبسبب إخفاق يونايتد ونيوكاسل ربما تفقد إنكلترا فرصة الحصول على مقعد خامس في النظام الجديد لدوري الأبطال بالموسم المقبل بمشاركة 36 فريقا بدلا من 32؛ حيث يمنح بطاقة إضافية لأفضل دولتين من حيث الأداء.
كما ستزداد الضغوط على المدرب هاو وسط تكهنات حول قرب إقالته وتعيين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما الحالي.
أما عن الإيجابيات فإن نيوكاسل سيحظى بتركيز كامل في الدوري الممتاز لتحسين مركزه السابع حاليا والتطلع لمشاركة أخرى في دوري الأبطال مع اكتساب خبرة أكبر في الموسم المقبل، وربما يكون من مصلحته تجنب ليالي الخميس المرهقة في الدوري الأوروبي.
وسيكلل موسمه بنجاح إذا توج بكأس محلية، إذ يواجه تشيلسي الأسبوع المقبل في دور الثمانية بكأس الرابطة، كما يلتقي غريمه سندرلاند في الدور الثالث بكأس الاتحاد الإنكليزي الشهر المقبل.
وصمد نيوكاسل في الفترة الماضية رغم معاناته من كثير من الإصابات، فضلا عن عدم استفادته من لاعب الوسط الإيطالي ساندرو تونالي القادم من ميلان والذي عوقب بإيقاف طويل بسبب المراهنات.