تتجه الأنظار الإثنين إلى مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون السويسرية حيث تجرى قرعة الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وسط رغبة من باريس سان جيرمان الفرنسي بتجنب الكبار بعدما أنهى دور المجموعات في المركز الثاني.
ومنذ أن انتقلت ملكيته إلى القطريين عام 2011، وضع سان جيرمان نصب عينيه الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه وأنفق أموالاً طائلة للوصول إلى هذا الهدف الذي حققه سابقاً فريق فرنسي واحد هو غريمه مرسيليا عام 1993.
وكان النادي الباريسي قريباً جداً من تحقيق مبتغاه عام 2020 بوصوله إلى المباراة النهائية، لكن الحلم انتهى على يد بايرن ميونيخ الألماني الذي قد يكون خصماً له في ثمن نهائي النسخة الحالية نتيجة انهاء الفريق الفرنسي للمجموعة السادسة في المركز الثاني.
وضمن سان جيرمان وصافة مجموعة "الموت" في الجولة الأخيرة بفارق المواجهتين المباشرتين أمام ميلان الإيطالي الذي أسداه خدمة كبيرة بفوزه خارج الديار على مضيفه نيوكاسل الإنكليزي 2-1.
وخرج سان جيرمان من عنق الزجاجة بتعادله 1-1 في الجولة الأخيرة مع مضيفه بوروسيا دورتموند الذي كان ضامناً تأهله والذي أنهى المجموعة في الصدارة.
ونتيجة حلوله ثانياً، يواجه سان جيرمان احتمال انتهاء مشواره عند ثمن النهائي للموسم الرابع توالياً لأن القرعة قد تضعه في مواجهة برشلونة أو ريال مدريد الإسبانيين أو مانشستر سيتي الإنكليزي حامل اللقب أو بايرن ميونيخ.
لكن مدربه الإسباني لويس إنريكي الذي قاد برشلونة إلى لقب المسابقة القارية عام 2015، بدا متفائلاً حيال حظوظ فريقه الذي يواجه أيضاً احتمال لقاء أرسنال الإنكليزي أو أتلتيكو مدريد الإسباني فيما سيكون مواطن الأخير ريال سوسييداد الخضم المرغوب به بالنسبة لنادي العاصمة الفرنسية.
"جعلتنا ننمو"
اعتبر إنريكي أن المنافسة في دوري أبطال أوروبا ضمن مجموعةٍ صعبة "جعلتنا ننمو"، مضيفاً: "ليس لديّ أدنى شك في أننا سنكون أفضل. جميع الفرق (التي درّبتها) تُصبح أفضل بمرور الوقت. سنستعيد لاعبين مهمّين. نحن بالفعل من بين أفضل الفرق إحصائياً في البطولة، سواء من حيث الفرص التي صنعناها أو التسديدات على المرمى أو الاستحواذ".
ورأى أن: "الخطورة لم تتمثّل بعدم التأهّل، بل أن هذه المجموعة كانت أفضل مجموعة يُمكن أن نُشارك فيها من حيث التطوّر. لقد جعلتنا ننمو، إذ بات لدينا معلومات عن مستوانا مقارنةً بالمنافسين الجيّدين، فقد لعبنا في دور المجموعات مباريات بمثابة المواجهات في ثمن النهائي وربع النهائي".
وتابع: "من الواضح أني متفائل عندما أرى كيف تصرّف اللاعبون في الأشهر القليلة الماضية، وأيضاً لأننا نستعيد اللاعبين الذين عادوا من الإصابات (مثل بريسنيل كيمبيمبي والبرتغالي نونو منديش)".
ويضم المستوى الثاني من القرعة فريقين آخرين من العيار الثقيل هما إنتر ونابولي الإيطاليان اللذان حلا في الوصافة خلف سوسييداد وريال مدريد توالياً، وسيشكلان صعوبة بالنسبة لخصميهما المقبلين أرسنال أو أتلتيكو أو برشلونة أو بايرن أو دورتموند أو مانشستر سيتي.
ومن بين الفرق الكبيرة التي تصدرت مجموعاتها وفي المستوى الأول من القرعة، يبدو برشلونة حالياً الأكثر هشاشة بعدما أتبع خسارته في الدوري المحلي على أرضه أمام جاره جيرونا المتصدر 2-4، بخسارة أمام رويال أنتويرب البلجيكي 2-3 في الجولة الأخيرة ثم بتعادل في "لا ليغا" على أرض فالنسيا 1-1.
ويأمل المدرب تشافي هرنانديز أن يعود الفريق إلى السكة الصحيحة وما زال الوقت مبكراً أمامه في ما يخص دوري الأبطال إذ يقام ذهاب ثمن النهائي أيام 13 و13 و20 و21 شباط والإياب أيام 5 و6 و12 و13 آذار.
وكان ريال مدريد، حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة (14)، ومانشستر سيتي بطل الموسم الماضي، الفريقين الوحيدين اللذين حققا العلامة الكاملة في دور المجموعات بفوزهما بجميع مبارياتهما، ليحل الأول أمام نابولي بفارق 8 نقاط والثاني أمام لايبزيغ الألماني بفارق 6.
ويمر سيتي محلياً بفترة انعدام وزن، إذ حقق فوزاً واحداً في آخر ست مراحل لكنه لم يخسر سوى مرة في هذه السلسلة وكانت أمام أستون فيلا 0-1 مقابل أربعة تعادلات، بينها ثلاثة أمام منافسين من العيار الثقيل (تشيلسي وليفربول وتوتنهام).
واستناداً إلى المستوى والقدرات والتاريخ، سيكون سيتي وريال وبايرن الفرق التي يسعى الجميع الى تجنبها في ثمن النهائي الذي يمنع تواجه فريقين من نفس البلد وفريقين كانا معاً في نفس المجموعة.
ونتيجة لإنهائها دور المجموعات في وصافة مجموعاتها، صنفت أندية كوبنهاغن الدنماركي وبورتو البرتغالي ولايبزيغ وأيندهوفن الهولندي ولاتسيو الإيطالي، إضافة إلى إنتر وسان جيرمان ونابولي، في المستوى الثاني.