تنفّس نادي أف سي ماريوبول الصعداء. بعد سنة على اختفائه، لا يزال النادي الأوكراني يلملم جراحه في البرازيل بعيداً أن الحرب "لإظهار أن روحنا لا يمكن كسرها"، بحسب نائب رئيسه أندري سانين.
بعد سقوطها في أيار (مايو) 2022 إثر حصار روسي طويل، دُمّرت المدينة الساحلية بنسبة 90% بحسب كييف، لكنها لا تزال تملك فريق كرة قدم. انما على بعد ألوف الكيلومترات من أوكرانيا، في غوارابوافا الواقعة في ولاية بارانا جنوب البرازيل التي تضم جالية أوكرانية كبيرة.
تبنى الاسم نادي أ أ باتيل المشارك في دوري الدرجة الثالثة من البطولة الإقليمية في بارانا. أيضاً القميص البرتقالي، وشعار ورمز نادي اف سي ماريوبول.
طلب النادي الأوكراني المساعدة "وكان اتخاذ القرار سهلاً لتكريم هذا الفريق"، بحسب ما قال لوكالة "فرانس برس" أليكس لوبيس، رئيس نادي باتيل الواقع في مدينة يتحدر 70% من عدد سكانها البالغ 52 ألف نسمة من جذور أوكرانية.
شرح لوبيس: "كانت ماريوبول احدى أكثر المدن تضرراً في أوكرانيا. فقد أف سي ماريوبول مركز تدريبه ومنشآته، كان بحاجة لمساعدة طارئة"، موضحاً أن "العملية برمتها استغرقت عدة أشهر".
فرّ أندري سانين، نائب رئيس النادي، الذي كان يحتل ذيل الترتيب في الدوري الأوكراني، في 22 آذار 2022 من ماريوبول، في خضم هجوم روسي، قبل أسبوع من تدمير منزله "بالقذائف".
"خشية الموت"
في تلك الفترة، كان يتعيّن على أف سي ماريوبول استقبال غريمه أف سي كولوس. لكن الروس قصفوا مركز التدريب، متسببين بحلّ الفريق.
يتذكّر سانين: "كانت ماريوبول معرّضة باستمرار لنيران المدفعية، والجثث ملقاة في الشوارع. في ظروف مماثلة، خيّم شعور وحيد: خشية الموت".
لم ينقذ الفريق سوى مبادرة برازيلية.
شرح أليكس لوبيس: "اطلاق هذه المبادرة كان مؤثراً كثيراً من الناحية العاطفية لنا ولكل الجالية في المنطقة"، في إعادة اطلاق فريق مدينة تُعدّ "رمز الصمود الأوكراني".
يؤكّد أندري سانين: "شراكتنا مع أ أ باتيل في إطار مشروع (يعيش أف سي ماريبوبول) صُمّم لاظهار ان روحنا لا يمكن كسرها".
خلافاً لمنافسه شاختار دانييتسك الذي استقر في لفيف خلال اجتياح روسيا اقليم الدونباس في 2014 واستيلائه على شبه جزيرة القرم، لم يكن هذا الخيار ممكناً لماريوبول. لا على الصعيد المالي، أو من وجهة نظر تنظيمية.
"العودة إلى ماريوبول"
نظراً للفوضى التي تسبّب بها النزاع المسلّح "لم يكن لدينا معلومات متكاملة حول مصير موظّفي النادي الموجودين في ماريوبول خلال فترة حصارها من قبل القوات الروسية"، بحسب ما يضيف نائب رئيس النادي.
يشدّد على أهمية إبقاء المشروع على قيد الحياة: "نواصل جمع المعلومات عن موظفينا ووضعهم الحالي".
أردف فيما لا تزال المدينة الساحلية تحت سيطرة الروس: "أحد أهداف هذا المشروع دعم طاقم عمل النادي، أن نظهر له قدرتنا على النجاة والقيامة، مثل طائر الفينيق في ماريوبول المحرّرة".
يتابع سانين: "نأمل في ايصال هذا المشروع إلى عدد كبير من الناس. هذا مؤثر كثيراً. بعد عدة أشهر من العمل الشاق، نحن سعداء لحماسة مجتمعنا (في البرازيل) الذي اعتنق حقاً هذه القضية".
يحلم سانين بعودة فريقه إلى المدينة في يوم من الأيام. بلمسة برازيلية: "حلمنا الأساس والوحيد هو فوز أوكرانيا وقدرة العودة إلى كل الأراضي المحتلة من قبل روسيا. يمكننا عندها العودة إلى ماريوبول، وربما، من يعلم، مع لاعبين برازيليين في صفوفنا".