النهار

تشيلسي يُقفل حقبة أبراموفيتش
تشيلسي
A+   A-
أقفل تشيلسي الإنكليزي حقبة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وذلك مع إعلانه عن اتمام عملية انتقال ملكيته بشكل رسمي إلى "الكونسورتيوم"، الذي يقوده الأميركي تود بوهلي، أحد مالكي نادي لوس أنجلس دودجرز للبيسبول.

ووافقت مجموعة بوهلي على شراء تشيلسي من أبراموفيتش مقابل 4.25 ملايين جنيه استرليني (5.3 ملايين دولار) في السابع من أيار (مايو) وحسمت عملية البيع رسمياً الإثنين.

وقال بوهلي لموقع تشيلسي: "يُشرِفُنا أن نصبح الأوصياء الجدد لنادي تشيلسي لكرة القدم. نحن ملتزمون، 100 في المئة، كل دقيقة من كل مباراة".

وكانت الحكومة البريطانية ورابطة الدوري الإنكليزي "بريميرليغ" قد منحتا الضوء الأخضر لعملية الاستحواذ.

وتم طرح تشيلسي للبيع مطلع آذار الماضي، قبل أيام من تعرض مالكه أبراموفيتش لعقوبات من الحكومة البريطانية، بسبب صلاته القريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اجتاحت قواته أوكرانيا في شباط الماضي.

لكن البيع استغرق وقتاً طويلاً بسبب مخاوف الحكومة من إمكانية دخول ربح من العملية الى خزينة أبراموفيتش.

وكانت هناك مخاوف من انهيار عملية الاستحواذ بسبب الديون البالغة 1.5 مليار جنيه إسترليني المستحقة على الشركة الأم لتشيلسي، "فوردستام ليميتد"، لصالح "كامبرلي انترناشونال إينفستمنتس"، وهي شركة مقرّها جيرسي يشتبه بأنها على صلات بأبراموفيتش.

إلا أن وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية نادين دوريس طمأنت الأربعاء الماضي "أننا على ثقة بأن عائدات البيع لن تفيد رومان أبراموفيتش أو غيره من الأشخاص الخاضعين للعقوبات"، متوجهة بـ "الشكر للجميع، لا سيما المسؤولين الذين عملوا بلا كلل كي يتمكن النادي من مواصلة اللعب وإتمام هذا البيع وحماية الجماهير والمجتمع الأوسع لكرة القدم".

وفي بيان له السبت، قال نادي غرب لندن "يؤكّد نادي تشيلسي لكرة القدم ان ابرام اتفاق نهائي قد تم التوصل اليه الليلة الماضية (الجمعة) لبيع النادي إلى تود بوهلي/كليرلايك كابيتال كونسوتريوم".

التزام "بالاستثمار في المجالات الرئيسية"
ويقود الكونسورتيوم بوهلي، لكن شركة الأسهم الخاصة كليرلايك كابيتال التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، ستملك غالبية أسهم النادي.

ومن بين المستثمرين الآخرين الملياردير الأميركي مارك والتر الذي يتشارك مع بوهلي رئاسة نادي دودجرز، والملياردير السويسري هانسيورغ فايس.

وأقرت الحكومة البرتغالية أيضاً عملية البيع. وكانت موافقة البرتغال مطلوبة نظراً لأن أبراموفيتش يحمل جواز سفر الدولة الأوروبية.

وأفاد تشيلسي في بيانه الإثنين أنه "بموجب شروط الاتفاقية، سوف يشترك بوهلي وكليرلايك بالتساوي في الإدارة والحوكمة داخل النادي"، كاشفاً "سيتولى بوهلي منصب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة".

وأشار أيضاً الى أن بوهلي وكليرلايك "يلتزمان بالاستثمار في المجالات الرئيسية التي من شأنها توسيع وتعزيز القدرة التنافسية لتشيلسي، بما في ذلك إعادة تطوير (ملعب) ستامفورد بريدج، والمزيد من الاستثمار في الأكاديمية، فريق السيدات، وملعب كينغزميدو (الخاص بفريقي السيدات ودون 23 عاماً). سيواصل الملاك أيضاً العمل المهم الذي تقوم به مؤسسة تشيلسي".

وحطمت قيمة الصفقة الرقم القياسي السابق لبيع فريق رياضي، والبالغ 2.4 مليار دولار أميركي لنادي نيويورك ميتس الأميركي للبيسبول في 2020.

ويحتاج ملعب "ستامفورد بريدج" الواقع في غرب لندن والبالغة سعته 42 ألف متفرج، إلى إعادة تطوير كبيرة، تتناسب مع حجمه وقيمة الدخل التي يتمتع بها منافسوه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم.

لكن بوهلي يملك سجلاً حافلاً في تحسين كل من الملعب والنتائج الرياضية مع دودجرز.

ونظراً للاستثمار الكبير باللاعبين، بلغ دودجرز الأدوار الاقصائية في الدوري الأميركي للبيسبول في المواسم التسعة الماضية وأحرز اللقب عام 2020 بعد انتظار دام 32 عاماً.
- نهاية حقبة 19 عاماً من النجاح -

وأجبر تشيلسي على العمل بموجب ترخيص خاص من الحكومة البريطانية، منذ فرض عقوبات على أبراموفيتش الذي اشترى النادي عام 2003 مقابل 140 مليون جنيه وحقق معه انجازات محلية وقارية رائعة.

وُصف الملياردير من قبل الحكومة البريطانية بانه جزء من الدائرة المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه تعهّد بشطب ديون النادي البالغة 1.5 مليار جنيه لمصلحته، وقال إن عائدات البيع ستذهب لضحايا الحرب في أوكرانيا.

وكانت هناك مخاوف بشأن مستقبل تشيلسي بحال عدم انجاز البيع قبل انتهاء مدة الترخيص الثلثاء.

وبموجب شروط الترخيص، لم يكن النادي الأزرق قادراً على التوقيع مع لاعبين جدد أو تجديد عقود لاعبيه.

ويسدل بيع بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي الستار على 19 عاماً من نجاح غير مسبوق خلال حقبة أبراموفيتش البالغ 55 عاماً والتي شهدت تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي خمس مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين (2012 و2021).

وبرغم صموده رياضياً بعد العقوبات المفروضة على أبراموفيتش، تراجعت نتائج تشكيلة المدرب الألماني توماس توخيل وعانى اقصاءً موجعاً من ربع نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد الإسباني وخسر نهائي الكأس المحلية بركلات الترجيح أمام ليفربول الذي كان تفوق عليه أيضاً في نهائي كأس الرابطة بركلات الترجيح أيضاً، لكنه ضمن مركزاً مؤهلاً الى دوري الأبطال الموسم المقبل بإنهائه الدوري الممتاز في المركز الثالث.

ويواجه النادي اللندني احتمال خسارة الكثير من نجومه، مع تأكد رحيل المدافع الألماني أنتونيو روديغر الى ريال مدريد وإمكانية التحاق زملائه المدافعين الدنماركي أندرياس كريستنسن والقائد الإسباني سيزار أسبيليكويتا ومواطنه ماركوس ألونسو ببرشلونة، وسعي جوفنتوس الإيطالي لضم مواطنه لاعب الوسط جورجينيو.

لكن بوهلي طمأن الجمهور الإثنين بالقول: "رؤيتنا كمالكين واضحة: نريد أن نجعل الجماهير فخورة"، مضيفاً: "الى جانب التزامنا بتطوير فريق الشباب والتعاقد مع أفضل المواهب، تتمثل خطتنا بالاستثمار في النادي على المدى الطويل والبناء على تاريخ تشيلسي الرائع الحافل بالنجاحات".

اقرأ في النهار Premium