النهار

بوليسيك يستعيد لقب "كابتن أميركا" بهدفه "الفدائي"
المصدر: "أ ف ب"
بوليسيك يستعيد لقب "كابتن أميركا" بهدفه "الفدائي"
كريستيان بوليسيك
A+   A-
استعاد كريستيان بوليسيك لقب "كابتن أميركا" وحتى من دون الشارة الحقيقية التي يرتديها في مونديال قطر تايلر آدامس، وذلك بعد هدفه "الفدائي" الذي قاد به المنتخب الأميركي لحسم مواجهته الحساسة مع نظيره الإيراني 1-صفر والتأهل إلى دور الـ16.
 
لم يفكر بوليسيك مرتين بإمكانية تعرضه للإصابة، فاندفع بفدائية في الدقيقة 38 واقتنص الكرة في الشباك قبل أن يصطدم بعنف بالحارس الإيراني علي رضا بيرانوند.
 
ووسط التخوف من إمكانية غيابه عن ثمن النهائي ضد هولندا، وعد نجم تشيلسي الإنكليزي الجمهور الأميركي أنه سيكون جاهزاً لخوض المواجهة رغم اضطراره لتلقي العلاج في المستشفى.
 
استبدل بوليسيك خلال استراحة الشوطين بعد تعرضه لهذه الإصابة قبل أن ينقل إلى المستشفى كإجراء احترازي.
 
وبما أن مباراة ثمن النهائي ضد هولندا ستكون السبت على ستاد خليفة في الريان، كان هناك تخوف من أن بوليسيك لن يكون جاهزاً لخوض اللقاء ومحاولة قيادة بلاده إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2002.
 
"لا تقلقوا، سأكون جاهزاً السبت"
لكن لاعب بوروسيا دورتموند الألماني السابق طمأن الأميركيين من المستشفى بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه: "فخور جداً بكم أيها الشبان! لا تقلقوا، سأكون جاهزاً السبت".
 
ولعب بوليسيك دوراً في هدفين من أصل ثلاثة لبلاده في هذه النهائيات، بعدما كان صاحب التمريرة التي سجل منها تيموثي وياه هدف الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية ضد ويلز (1-1).
 
ووحده لاندون دونوفان في 2010 ساهم في عدد أكبر من الأهداف (ثلاثة) للولايات المتحدة في نسخة واحدة.
 
وكشف المدرب غريغ بيرهالتر أنه: "تم استبداله (بوليسيك) بسبب الإصابة. نقل Yلى المستشفى كإجراء احترازي. كانت ضربة في عضلات المعدة. إصابة في عضلات المعدة".
 
ويمني بوليسيك النفس ألا تتسبب هذه الإصابة بحرمانه من مواصلة المشوار مع المنتخب الذي غاب عن النهائيات قبل أربعة أعوام، لاسيما أن المونديال القطري يشكل فرصة هامة جداً لابن الـ24 عاماً من أجل نسيان المعاناة التي يواجهها مع فريقه تشيلسي حيث يكتفي بلعب دور البديل.
 
صحيح أنه شارك هذا الموسم في 13 من المباريات الـ14 التي خاضها الفريق اللندني في الدوري الممتاز، لكن في ثلاث منها كان أساسياً، في وضع اعتاد عليه منذ انتقاله إلى "برميرليغ" قبل أربعة أعوام قادماً من بوروسيا دورتموند مقابل 65 مليون يورو.
 
ورغم الآمال المعقودة عليه، عجز الأميركي عن فرض نفسه في النادي اللندني وتكرار المستوى الذي كان عليه في الدوري الألماني.
 
ويجب القول أن مهمة سد الفراغ الذي خلفه البلجيكي إيدين هازارد على الجهة اليسرى للخط الأمامي بانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، عقّد حياة بوليسيك الذي كان من المفترض تعويضه في هذا المركز.
 
لاعب موهوب، سريع، رشيق، قادر على المراوغة، التمرير والتسجيل بكلتا قدميه، يتمتع بوليسيك بجميع مواصفات المهاجم الحديث.
 
ورغم ذلك، عجز بوليسيك عن فرض نفسه ركيزة أساسية في تشكيلة تشيلسي، إن كان مع المدربين السابقين فرانك لامبارد والألماني توماس توخيل أو الحالي غراهام بوتر.
 
"هذا ما يميّز كريستيان"
لقد مرَّ بوليسيك بفترات رائعة، لكنها لم تدم سوى بضع مباريات. وفي نادٍ مهووس بالتميّز وتحقيق النتائج، لم يكن ذلك كافياً.
 
صحيح أنه توّج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2021، لكن في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "كريستيان بوليسيك، مشواري حتى الآن" ونُشِرت في أيلول، تحدّث عن علاقته المعقدة مع توخيل الذي لم يشركه أساسياً في إياب نصف النهائي ضد ريال مدريد، رغم تقديمه أداءً ممتازاً في لقاء الذهاب، ثم أبعده عن التشكيلة في المباراة المحلية في عطلة نهاية ذلك الأسبوع.
 
ومع الحديث عن إمكانية رحيله في كانون الثاني خلال فترة الانتقالات الشتوية ربما إلى الدوري الإيطالي حيث يبدو جوفنتوس مهتماً بالحصول على خدماته، يمكن أن تكون كأس العالم في قطر نقطة تحول في مسيرته مع منتخب أميركي يبقى فيه اللاعب الأكثر خبرة على أعلى المستويات.
 
وبعد مباراة الأربعاء المصيرية التي منحت الأميركيين بطاقة التأهل عن المجموعة الثانية بصحبة إنكلترا وعلى حساب إيران وويلز، أشاد بيرهالتر بنجمه وبالطريقة التي تمركز بها من أجل استقبال التمريرة الرأسية من سيرجينيو ديست.
 
وقال: "هذا ما يميّز كريستيان. ما أن انتقلت الكرة إلى الجهة الخارجية حتى توجه إلى العمق باندفاع كبير. توغل في منطقة الجزاء وجعل الأمور صعبة جداً (على المدافعين) بسبب سرعته العالية".
 
ولم تصل الولايات المتحدة إلى ربع النهائي سوى مرة واحدة عام 2002 حين انتهى مشوارها على يد ألمانيا بهدف لميكايل بالاك.
 
وبدا بيرهالتر مصمماً على عدم الاكتفاء بـ"شرف" التأهل إلى ثمن النهائي رغم صعوبة المهمة أمام الهولنديين، مشدداً: "إنها فرصة رائعة لكننا لن ندخل اليها (المباراة) ونحن نفكر إنه شرف. نستحق أن نكون في هذا المركز المتواجدين فيه، لا نريد العودة الى المنزل".
 
وتابع: "الوقت الآن هو من أجل التعافي والاستعداد للعب ضد الفريق الهولندي، علينا إيجاد طريقة للفوز عليهم".

اقرأ في النهار Premium