ستكون المواجهة بين السعودية، حاملة اللقب ثلاث مرات، وكوريا الجنوبية، المتوّجة مرتين، الأبرز في ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم المقامة في قطر، في حين تتّجه الأنظار عربياً إلى المواجهتين الأولى بين قطر وفلسطين والثانية بين العراق والأردن.
ونجحت ثلاثة منتخبات في تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات وهي قطر المضيفة وحاملة اللقب التي رفعت انتصاراتها المتتالية الى 10 بعد إحرازها اللقب في نسخة 2019، بالإضافة إلى إيران والعراق.
في المقابل، حققت كل من فلسطين وسوريا سابقة بتأهلهما إلى ثمن النهائي، الأولى في مشاركتها الثالثة والثانية في مشاركتها السابعة.
عموماً، تأهلت ثمانية منتخبات عربية في حين خرج لبنان وعمان.
اظهر دور المجموعات، خلافاً للترشيحات التي سبقت البطولة والتي رجحت منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية، هشاشة المنتخبين لا سيما من الناحية الدفاعية، كما انهما قدّما عروضا لا ترقى الى وضعهما في خانة اعلى من بعض المنتخبات الاخرى.
فقد مر المنتخب الياباني، حامل اللقب أربع مرات (رقم قياسي)، في مرحلة انعدام وزن في مباراته الاولى ضد فيتنام التي تقدمت عليه 2-1 قبل ان يقلب الامور في صالحه 4-2.
ثم جاءته الصدمة الكبرى عندما سقط امام العراق 1-2، وانتظر حتى الجولة الاخيرة كي يضمن تأهله بالفوز على اندونيسيا المتواضعة 3-1.
دخل مرمى "الساموراي الازرق" 5 اهداف، وقد يكون حارس مرماه الشاب زيون سوزوكي (21 عاماً) احد نقاط ضعفه لأنه يفتقد الى الخبرة الدولية.
وتحاشت اليابان الوقوع مع كوريا الجنوبية وستلاقي البحرين في ثمن النهائي.
الامر ذاته ينطبق على المنتخب الكوري الباحث عن اللقب الاول له بعد صيام 64 عاماً، فهو بدوره لم يقدم عروضا مقنعة.
بعد فوزه افتتاحاً على البحرين 3-1، عانى الامرين امام الاردن واحتاج الى هدف في الرمق الاخير ليخرج متعادلا 2-2، ثم سقط في فخ التعادل امام ماليزيا الضعيفة 3-3، اي ان مرماه مني بستة اهداف.
واعتبر نجم كوريا وتوتنهام الانكليزي هيونغ-مين سون النتيجة الأخيرة لمنتخب بلاده بأنها "بمثابة الانذار الكبير الذي سيجعلنا اكثر قوة في الادوار الاقصائية".
وأضاف: "عندما تدخل اي بطولة فلا وجود لمرشحين، ثمة منتخبات هي حصان اسود جاهزة للانقضاض عليك".
ولن تكون مهمة كوريا سهلة امام السعودية سهلة، لكن سون قال: "اذا اردت ان تحرز اي لقب يتعين عليك ان تكون جاهزا لمواجهة اقوى المنتخبات".
مساندة الجماهير
عموماً، برز عامل مهم ايضاً تمثل بالدور الكبير الذي يقوم به الجمهور من خلال دعمه الكبير للمنتخبات العربية خلال المباريات.
ظهر الأمر جلياً عندما كان يطلق صفارات الاستهجان في وجه منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية على وجه التحديد عندما واجهت العراق والاردن توالياً، ما دفع مدرب اليابان هاجيمي مورياسو بالقول: "كنا نتوقع ان تمنح المؤازرة الجماهيرية دافعا قوية للعراق للضغط علينا وكان هدفنا وقف ذلك، لكنهم ضغطوا علينا بشكل لم نتمكن من لجمهم".
وكان لسان حال مدرب كوريا الألماني يورغن كلينسمان مماثلاً بعد التعادل مع الاردن بقوله "كانت المباراة ضد الاردن درساً جيداً لنا. انا متأكد من اننا سنواجه منتخبات عربية خلال هذه البطولة في الادوار الاقصائية ويتعيّن علينا اتعلم من هذا الدرس".
ارتفاع حظوظ العرب؟
في ظل هذه المعطيات، ارتفعت حظوظ المنتخبات العربية المتواجدة بقوة في ثمن النهائي في التتويج باللقب لا سيما ان النسخ الست التي استضافتها المنطقة شهدت تتويج منتخبات عربية باللقب 4 مرات.
وحدث الامر في الكويت عندما توجت الدولة المضيفة بطلة عام 1980، ثم السعودية في نسخة قطر عام 1988، والسعودية مجددا عام 1996 في الامارات وصولا الى قطر التي أحرزت باكورة القابها في النسخة الماضية في الامارات عام 2019. في المقابل، احرزت اليابان اللقب في نسختي لبنان عام 2000 وقطر عام 2011.
قدم المنتخب القطري عروضا رائعة في دور المجموعات، لكنه واجه منتخبات من الصف الثاني كان القاسم المشترك لديها عدم الفعالية في خط المقدمة.
ويعتمد المنتخب القطري على نواة ساهمت في تتويجه عام 2019 وابرزها أكرم عفيف صاحب 3 أهداف والمهاجم المعز علي هداف النسخة السابقة بتسعة اهداف وافضل لاعب، بالإضافة الى القائد المحنك حسن الهيدوس الذي سجل احد اجمل اهداف البطولة حتى الان في مرمى الصين.
وأكد العراق بأنه يملك تشكيلة صلبة بالاضافة الى امتلاكه مهاجما رائعا هو ايمن حسين الذي سجل 5 اهداف تصدر بها ترتيب الهدافين.
ويأمل "أسود الرافدين" في تكرار انجاز عام 2007 عندما خالفوا جميع التوقعات ليحرزوا باكورة القابهم القارية.
بدورها، فإن السعودية وباستثناء الشوط الثاني ضد عمان في مباراتها الأولى، فلم تقدم الشيء الكثير، فقد اكتفت بفوز باهت 2-0 على قيرغيزيستان المتواضعة التي انهت المباراة ضدها بتسعة لاعبين، واكتفت بالتعادل السلبي مع تايلاند في ختام دور المجموعات.
ورأى مدرب السعودية الايطالي روبرتو مانشيني بأن المباراة ضد كوريا الجنوبية: "ستكون مباراة صعبة للغاية، ليس بالنسبة لنا فحسب، بل بالنسبة لهم أيضاً".
وتسير إيران بخطى ثابتة ايضا نحو وضع حد لصيام دام منذ عام 1976 وهي تملك منتخبا قويا في جميع الخطوط.