يقود المدرب وليد الركراكي منتخب بلاده المغرب في مباراته ضد جنوب أفريقيا الثلثاء المقبل، في الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في ساحل العاج بعدما ألغت لجنة الاستئناف عقوبة إيقافه لأربع مباريات بينها اثنتان موقتاً التنفيذ حسب ما أكد مصدر في الاتحاد الأفريقي الجمعة لوكالة "فرانس برس".
وأوضح المصدر انه تم إبلاغ القرار إلى الاتحاد المغربي الذي كان استأنف عقوبة إيقاف مدربه وتغريمه 5 الاف دولار من قبل لجنة الانضباط الأربعاء على خلفية الأحداث التي شهدتها نهاية مباراته ضد الكونغو الديموقراطية في الجولة الثانية من دور المجموعات، حيث وجّه قائد الأخيرة شانسيل مبيمبا، حركة غير رياضية إلى الركراكي بداعي أن الأخير تصرف معه بطريقة عنصرية، ما أثار غضب لاعبي المغرب ولا سيما يوسف النصيري وانتقلت الاشتباكات إلى غرف خلع الملابس وفي الممرات المؤدية إليها.
وقاد المدرب المساعد رشيد بنمحمود "أسود الأطلس" في المباراة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات ضد زامبيا وتابعها الركراكي من المدرجات وانتهت بفوز أسود الأطلس 1-0 وضمانهم صدارة المجموعة السادسة.
وانتقد الاتحاد المغربي قرار نظيره الأفريقي ووصفه بـ"المجحف" و"مجانباً للصواب"، مؤكداً أن الركراكي لم يخالف في أي وقت قيم اللعب النظيف، وتقدم باستئناف معزز بدفوعات قامت لجنة الاستئناف للاتحاد القاري بدراستها وعلى ضوئها ألغت العقوبة.
وأكد الاتحاد المغربي الجمعة قرار لجنة الاستئناف في بيان قال فيه: "ألغت لجنة الاستئناف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الجمعة 26 كانون الأول 2024، القرار الذي أصدرته لجنة الانضباط يوم الأربعاء الماضي بشأن إيقاف مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي أربع مباريات بينها اثنتان موقوفتا التنفيذ".
وأضاف: "ينطبق هذا الإلغاء أيضاً على الغرامة التي فرضتها اللجنة التأديبية للكاف على الركراكي"، مشيراً إلى أن القرارات الصادرة عن لجنة الاستئناف "جاءت بناء على الحجج التي تقدمت بها الجامعة (الاتحاد) الملكية المغربية لكرة القدم".
وتشكل عودة الركراكي إلى دكة البدلاء دفعة هائلة لأسود الأطلس قبل مواجهة جنوب أفريقيا في ثمن نهائي المسابقة التي يمنون النفس بالتتويج بلقبها للمرة الثانية في تاريخ المغرب والأولى منذ عام 1976.
واحتفل لاعبو "أسود الأطلس" بهدف الفوز في مرمى زامبيا والذي سجله حكيم زياش في الدقيقة 37 بقلوب تعبيرية نحو المدرب الذي كان متواجداً في المدرجات.
وكان الركراكي أوضح في تصريحات صحافية ما جرى، قائلاً: "لقد فقد أعصابه، وبدأ يتحدث بهراء، لم تعجبني تصريحاته، لأنه يلمح إلى أشياء كثيرة، لذلك إذا كان لديه صور غير تلك التي نراها على شاشة التلفزيون دعوه يخرجها بكل سرور".
وأضاف: "قبل أن أذهب لمصافحته، كان قد تحدث لي أنا ومساعدي بشكل سيء على الهامش قبل نهاية المباراة، ومدربه (الفرنسي سيباستيان) ديسابر يعرف ذلك. وفي النهاية، على الرغم من ذلك، ذهبت لأصافحه وسألته لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة؟ وهناك رفض مصافحتي، أمسكت بيده، كما ترون في الصور، وبدأ بالصراخ في كل الاتجاهات".
وتابع: "لقد قال لي أني وصفته بالأحمق، ولم أقل ذلك أبداً، ولكن من خلال التحدث بالطريقة التي فعلها، فهو يشير ضمنياً إلى أن كلماتي عنصرية، وهذا غير صحيح. وبما أنه لا يتحدث إلا عن الدين في خطابه، فليكن صادقاً مع نفسه قليلا".
وكان الاتحاد الأفريقي "كاف" قد توّج الركراكي أفضل مدرب في القارة الشهر الماضي.