بعد تأهلهما دون تحقيق أي فوز في دور المجموعات، تلتقي مصر، حاملة اللقب سبع مرات والمفتقدة خدمات نجمها المصاب محمد صلاح، جمهورية الكونغو الديموقراطية في ثمن نهائي كأس أفريقيا لكرة القدم، الأحد على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، فيما تأمل غينيا الاستوائية مواصلة تسطير قصة نجاحها أمام غينيا.
وتعادلت مصر ثلاث مرات أمام موزامبيق وغانا والرأس الأخضر بنتيجة واحدة 2-2، فيما تعادلت الكونغو الديموقراطية مع زامبيا والمغرب 1-1 وتنزانيا 0-0.
وانهت مصر دور المجموعات دون تحقيق فوز واحد للمرة الأولى منذ 1992، حين خرجت بهزيمتين أمام زامبيا وغانا.
وتدخل مصر اللقاء دون قائدها ومهاجمها الأبرز صلاح (31 عاماً) المُصاب في العضلة الخلفية لفخده الأيسر خلال لقاء غانا. سافر الأربعاء لتلقي العلاج والتعافي رفقة ناديه ليفربول الإنكليزي في قرار أسال الكثير من اللعاب. ومن المتوقع أن يعود إلى ساحل العاج، إذا تمكنت مصر من الوصول لنصف النهائي.
وسبق وألتقى الفريقان 4 مرات لحساب البطولة، ففازت مصر ثلاث مرات آخرها في 2019 في القاهرة 2-0، فيما فازت الكونغو حين كانت تلعب باسم زئير 3-2 في بطولة 1974 في القاهرة أيضاً.
بالإضافة لصلاح، يعاني منتخب مصر من سلسلة إصابات أبرزها الحارس الأساسي محمد الشناوي الذي أصيب بخلع في الكتف خلال لقاء الرأس الأخضر وسيغيب لثلاثة أشهر ولاعب الوسط المتألق إمام عاشور الذي أصيب بارتجاج في المخ خلال التدريب ومن المتوقع غيابه عن لقاء الكونغو.
ومن المتوقع أنّ يشارك الحارس البديل محمد أبوجبل بدل الشناوي، في سيناريو مماثل لما حدث في بطولة 2021 وشهد تألقاً لافتاً من الحارس المُلقب "غباسكي".
وتأهلت مصر، التي لم تحرز اللقب منذ 2010، إلى ثمن النهائي بصعوبة بالغة في الثواني الأخيرة من لقاء الرأس الأخضر وحصلت على وصافة المجموعة بعد هدية من موزامبيق التي عادت من بعيد لتتعادل مع غانا 2-2.
أما الكونغو الديموقراطية، فتأهلت بعد التعادل مع تنزانيا سلبا، علما أنها خاضت الدقائق الأخيرة تحت ضغط كبير كاد ينتهي بهدف يقصيها من البطولة.
هشاشة دفاعية
تعاني مصر، المعروفة تاريخياً بصلابتها في الخط الخلفي، من هشاشة دفاعية واضحة إذ استقبلت شباكها 6 أهداف في ثلاث مباريات فقط.
وهو ما يعادل مجموع ما تلقته في جميع مبارياتها خلال النسخ الثلاث الماضية أعوام 2017 (3 أهداف حين حلت وصيفة)، 2019 (هدف واحد وخرجت من ثمن النهائي) و2021 (هدفان ووصلت الى النهائي).
وهو ما وصفه المشرف على المنتخب وعضو اتحاد الكرة المصري حازم إمام بـ"اللغز" الذي سيعمل "المدرب على إصلاحه".
وقال إمام، الفائز بالبطولة عام 1998، في مقابلة مع وكالة فرانس برس "حقيقة، لا أعلم (سبب المشكلة). هناك لغز غريب جداً"
وسيعوّل المدرب البرتغالي لمصر روي فيتوريا على مهاجم نانت الفرنسي المتألق مصطفى محمد ثاني هدافي البطولة برصيد 3 أهداف ولاعب وسط طرابزون سبور التركي النشيط محمود حسن "تريزيغيه" لحسم اللقاء.
ويتميز الفريقان على قدرتهما الكبيرة في العودة بعد التأخر وتعديل النتيجة، إذا فعلا ذلك في كل مبارياتهما باستثناء لقاء تنزانيا الذي انتهى سلبا.
في معسكر المنتخب الملقب بـ"الفهود"، يعوّل الفرنسي سيباستيان دوسابر الذي يفضل الالتزام الدفاعي على مواصلة لاعبيه المدافع شانسيل مبيمبا (مرسيليا الفرنسي) ولاعب الوسط يوان ويسا (برنتفورد الإنكليزي) تألقهما، وأن يستعيد المهاجم سيدريك باكامبو (غلطة سراي التركي) تألقه الذي خفت منذ إضاعته ضربة جزاء أمام المغرب.
"رعد" غينيا الاستوائية
دخلت غينيا الاستوائية البطولة في مشاركتها الرابعة وكثيرون لا يأبهون بها، لكنّ المنتخب الملقب بـ"الرعد الوطني" بات ملء السمع والأبصار بفضل تصدّره المفاجئ بفوزين وتعادل في مجموعة ضمت نيجيريا وساحل العاج، التي سحقها 4-0 مع الرأفة.
وخلال كل مشاركاتها، بينهم اثنتان على أرضها، تمكّنت غينيا الاستوائية من بلوغ ربع النهائي على الأقل، محرزة المركز الرابع في مشاركتها الثانية في 2015.
وبالإضافة لتقديمها أداءً فنياً جيداً ولعباً جماعياً مميزاً، قدّمت غينيا الاستوائية للكرة الأفريقية هدافاً جديداً مفاجئاً هو إميليو نسوي (34عاماً) المنفرد بصدارة ترتيب الهدافين (5).
وهي تأمل أن يواصل أهدافه وبالتالي رقصته المميزة أمام غينيا.
أما منتخب غينيا المعروف باسم "الفيل الوطني"، فتأهل بعد أنّ حل ثالثا خلف السنغال حاملة اللقب والكاميرون البطلة 5 مرات، إذ تعادل مع الكاميرون افتتاحا 1-1 وفاز على غامبيا 1-0 قبل أنّ يخسر أمام السنغال 2-0.
ويعول المدرب كابا دياوارا على عودة مهاجم شتوتغارت الألماني سيرهو غيراسي لعبور غينيا الاستوائية.
وشارك المهاجم، المولود في آرل في جنوب فرنسا والذي سجّل 17 هدفاً في 14 مباراة في الدوري الألماني هذا الموسم، لنحو 64 دقيقة أمام السنغال بعد غيابه عن المباراتين الأوليين لغينيا.
ويلتقي الفائزان من المواجهتين في ربع النهائي في 2 شباط المقبل على ملعب الحسن واتارا في أبيدجان.