فقدت كأس الأمم الآسيوية منتخب فلسطين"، المنتخب الذي شغل البطولة بتعاطف غير مسبوق من كل الجماهير، ودّع البطولة براس مرفوعة، أمام حامل اللقب والمضيف نظيره القطري 1-2 على ملعب "البيت" المونديالي أمام نحو 65 ألف متفرج ضمن مواجهات الدور الثاني للبطولة القارية.
كسب منتخب "الفدائي" احترام الجميع، فإلى جانب نيله التعاطف لكون مشاركته تأتي في ظل عدوان إسرائيلي غير مسبوق على فطاع غزة المحاصر وبعض مناطق الضفة الغربية، قدم المنتخب بقيادة المدرب مكرم دبوب بطولة قوية، وأعلن عن امتلاكه فريقاً قوياً منظماً.
من ناحيته، تابع "العنابي" حملة الدفاع عن لقبه بنجاح وبلغ الدور ربع النهائي بعدما أنهى مغامرة "الفدائي".
وكانت فلسطين التي خاضت ثمن النهائي للمرة الاولى في تاريخها، البادئة بالتسجيل عبر عدي الدباغ (37)، ورد القائد حسن الهيدوس (45+6) وأكرم عفيف (49 من ركلة جزاء) بثنائية لقطر التي حققت فوزها الرابع تواليا في هذه النسخة والحادي عشر تواليا على مدى نسختين علما بانها فازت في جميع مبارياتها في الامارات عام 2019 في طريقها نحو احراز باكورة القابها. وضربت قطر موعدا في الدور ربع النهائي السبت المقبل مع الفائز من مباراة اوزبكستان وتايلاند المقررة اليوم.
ونجح المنتخب الفلسطيني في افتتاح التسجيل بواسطة هدافه الدباغ الذي استغل خطأ في التمرير من بسام الراوي وراوغ مدافع قطر خوخي بوعلام وسدد كرة زاحفة بيسراه على يسار برشم (37). والهدف هو الاول يدخل مرمى قطر في البطولة الحالية.
وخلافا لمجريات اللعب ادرك الهيدوس التعادل بعد ركلة ركنية لعبها له بذكاء اكرم عفيف فهرب من الرقابة وسدد من مسافة قريبة داخل الشباك (45+6). ومرر عفيف كرة امامية باتجاه المعز علي هداف نسخة الامارات برصيد 9 اهداف فتوغل داخل المنطقة وتعرض للعرقلة من المدافع محمد صالح فاحتسب الحكم الصيني ما نينغ ركلة جزاء انبرى لها عفيف بنجاح مسجلا هدفه الرابع في البطولة (49). وحاول المنتخب الفلسطيني ادراك التعادل وجر المباراة الى وقت اضافي لكن العنابي نجح في قيادة المباراة الى بر الامان.
انتصار أردني
وبهدفين في الوقت بدل الضائع، أطاح المنتخب الأردني بنظيره العراقي 3-2 في مباراة مجنونة كان مسرحها استاد خليفة الدولي في الدوحة فبلغ ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه. وتقدّم الأردن بواسطة يزن النعيمات (45+1)، لكن العراق ردّ بهدفين عبر سعد ناطق (68) وأيمن حسين (76)، لكن متصدر ترتيب هدافي البطولة (6) طُرد لاسترساله بالاحتفال بالبطاقة الصفراء الثانية، فكانت نقطة تحوّل دفع ثمنها العراق، بطل 2007، في الوقت بدل الضائع الذي شهد تسجيل النشامى هدفين قاتلين عبر يزن العرب (90+5) ونزار الرشدان (90+7). وهي المرة الثالثة يبلغ فيها الاردن ربع النهائي بعد 2004 عندما خرج امام اليابان بركلات الترجيح وعام 2011 عندما سقط امام اوزبكستان 1-2، وهو سيلاقي في الدور المقبل طاجيكستان.
وقال المدرّب المغربي للاردن الحسين عموتة "مباراة نارية وجنونية والمجريات كانت صعبة لنا. كنا ندرك ان العراق قوي تكتيكياً. قدّم لاعبونا مباراة بطولية ولو اننا اخطأنا في بعض اللحظات. صبرنا وحصلنا على الفرص".
وساد هرج ومرج غرفة المؤتمرات الصحافية في استاد خليفة الدولي خلال تواجد مدرب العراق الاسباني خيسوس كاساس وذلك بعد ان وجه اليه الصحافيون العراقيون سهام الانتقادات وحملوه مسؤولية الخسارة والخروج. ولم يكتف هؤلاء بذلك بل حاولوا مهاجمة المنصة حيث كان كاساس يجلس قبل ان يتدخل رجال الامن لمنعهم من ذلك، ثم دعا احدهم جميع زملائه الى الخروج من القاعة. وبدا واضحا غضب الصحافيين العراقيين من خلال الاتهامات التي ساقوها باتجاه كاساس وعزوا الخسارة الى المقابلات الاعلامية التي اجراها المدرب الى وسائل اعلام اسبانية في الايام الاخيرة. وبعد خروج الصحافيين، اعتبر كاساس بان ما حصل مؤسف وقال "يؤلمني ما حصل، هؤلاء اشخاص استغلوا الخسارة ليلحقوا الاذى بالشعب العراقي والاتحاد العراقي". عن مستقبله على رأس الجهاز الفني لمنتخب العراق، أضاف المدرب الذي وضل إلى منصبه في 2022 "انا هادئ في ما يتعلق بمستقبلي. هدفنا الاستعداد لمواصلة تصفيات كأس العالم".
القمة المرتقبة
وستكون الأنظار شاخصة نحو المواجهة القوية بين السعودية وكوريا الجنوبية اليوم على استاد المدينة التعليمية، في قمة مباريات ثمن النهائي.
وقال مدرب كوريا الجنوبية الألماني يورغن كلينسمان "الادوار الاقصائية مختلفة تماماً عن دور المجموعات. كل منتخب سيكون قوياً وبالتالي ستكون مواجهته صعبة". وتابع "وبالتالي وبغض النظر عن هوية المنتخب الذي ستواجهه في الأدوار الاقصائية، يتعيّن عليك التغلب عليه إذا أردت احراز اللقب، هذه هي الحقيقة". ونوه كلينسمان بتطوّر المنتخبات الاسيوية في السنوات الاخيرة بقوله "تطورت المنتخبات الآسيوية بصورة كبيرة ففاز المنتخب السعودي على الأرجنتيني، والياباني على نظيره الألماني".
ولم تقدم كتيبة المدرب الايطالي روبرتو مانشيني عروضاً جيدة وعانى الفريق من الفعالية، لا سيما في خط الهجوم حيث اكتفى باربعة اهداف من اصل 57 تسديدة باتجاه المرمى. وقال مانشيني الذي قاد ايطاليا الى احراز كأس اوروبا صيف 2021 "لقد صنعنا العديد من الفرص لكننا لم نحسن استغلالها كما يجب. لكن يبقى الاهم بالنسبة الي هو العرض. نرفع شعار الفوز دائما واللعب بطريقة جيدة من اجل تحقيق الفوز". واضاف "آمل ان نكون نخبئ هذه الاهداف للمباريات المقبلة".
وفي مباراة اخرى على ملعب الجنوب، تلتقي اوزبكستان مع تايلاند في اول مواجهة بينهما في البطولة القارية.