النهار

طوفان المغرب المونديالي... أوقفه "أحفاد مانديلا"!
المصدر: "النهار"
طوفان المغرب المونديالي... أوقفه "أحفاد مانديلا"!
منتخب المغرب.
A+   A-
 لم يتيقن مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي أن المنافسات القارية تختلف كلياً عن العالمية، ليمنى فريق "أسود الأطلس" بخيبة جديدة في كأس أمم إفريقيا، بعدما كان حديث الكون بأسره عندما بلغ نصف نهائي كأس العالم في قطر قبل 14 شهراً.

وسيتواصل لهث المنتخب المغربي نحو نجمته القارية الثانية نسخة أخرى. كان "أسود الأطلس" أقرب أكثر من أي وقت مضى للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في ساحل العاج، عطفاً على إنجازهم في مونديال قطر، لكنهم خيَّبوا الآمال بالخروج مبكراً ومن ثمن النهائي.

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المغرب مبكراً كونه دخل النهائيات بأغلب عناصره التي أبلت البلاء الحسن في المونديال، بفوزها على عمالقة القارة العجوز بلجيكا واسبانيا والبرتغال ووقفوا ندا أمام فرنسا بطلة نسخة 2018 في نصف النهائي.

قاده انذاك مدربه الشاب وليد الركراكي الذي اكتسب شهرة عالمية بنتائجه المونديالية وفوزه التاريخي على البرازيل ودياً، لكن العرس القاري أعاد أسوده إلى أرض واقع مرير يعانون منه منذ سنوات كثيرة.

ولعله كان أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى خروجه خالي الوفاض من نسخة كان يعقد عليها آمالا كبيرة لرفع الكأس للمرة الاولى منذ 48 عاماً وشحن معنويات لاعبيه على آمل الظفر بلقب ثان تواليا عندما يستضيف النسخة المقبلة في 2025.

كان ذلك لسان حال الركراكي عقب اللقاء "أعتقد أننا حصلنا على فرص لقتل المباراة في الشوط الاول ولم نفعل، وحصلنا على ركلة جزاء كان من الممكن ان تغير مجريات المباراة لكن للاسف اهدرها أشرف حكيمي" قبل خمس دقائق من نهاية الوقت.

وأضاف "في هذا المستوى من المنافسة الفعالية أمام المرمى مهمة جدا. هذه المجموعة ستتعلّم. عانينا من الكثير من الغيابات والاصابات وخصوصا سفيان بوفال وحكيم زياش. أنا لا أختبئ، الفشل اليوم هو للمدرب وليس للاعبين أتحمل مسؤوليتي".

أخطأ الركراكي كثيراً، وكان شجاعاً بتحمل المسؤولية. أصيب المغاربة بالثمالة بعد مونديال العرب، ابتعدوا عن الواقع، وكأنهم لا يزالون في الدوحة. الركراكي الذي كسب خبرة إفريقية كبيرة عندما قاد الوداد الى لقب دوري الأبطال، لم ينتبه أن الأمور مغايرة في القارة عن أوروبا، غاستبعد العديد من الأسماء المتألقة في المسابقات الإفريقية ولا سيما عبد المنعم بوطويل قائد دفاع نادي ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، وللمفارقة فإن ثمانية من رفاقه في الفريق كانوا أساسيين في تشكيلة "بافانا بافانا"، حتى في الخيارات خلال اللقاء فضّل الدفع بظهير بايرن ميونيخ نصير مزراوي العائد للتو من الإصابة،على حساب يحيى عطية الله الذي كان أكثر جاهزية ويمتلك الخبرة الإفريقية المطلوبة.

وتوجه الركراكي الى الصحافيين قائلا "الخروج ليس نهاية العالم سواء أردتم ذلك أم لا، حصل ذلك مع العديد من المنتخبات المرشحة، سنعود بقوة رغم أننا ننتظر التتويج منذ فترة طويلة، هذه المجموعة تضم العديد من اللاعبين الشباب وأنا متأكد من أنهم سيتوجون باللقب في المستقبل".

ولن يظهر أي منتخب عربي في دور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية بعد خروج مصر وموريتانيا والمغرب من دور الـ16.وستكون هذه أول مرة تقام منافسات دور الثمانية بكأس الأمم دون وجود أي ظهور عربي منذ نسخة 2013 عندما تأهلت آنذاك منتخبات غانا والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا ومالي وساحل العاج ونيجيريا وبوركينا فاسو وتوغو إلى هذا الدور.أما في النسخة الحالية، فسيضم دور الثمانية منتخبات نيجيريا وأنغولا والكونغو الديمقراطية وغينيا ومالي وساحل العاج والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا.

أثبت منتخب "أحفاد مانديلا" أنه بمثابة "الكابوس" للمنتخبات العربية في البطولة القارية، بعدما واصل هوايته في إقصائها.

ويملك المغرب سجلا ضعيفا في مرحلة خروج المغلوب. ولم يتجاوز دور الثمانية في آخر ثماني مشاركات له في نهائية كأس الأمم ومن بين 15 مباراة لخروج المغلوب خاضها الفريق في البطولة فاز بأربع مباريات فقط.

وقال القائد رومان سايس أن اللاعبين يشعرون بحزن بالغ من أجل أنفسهم والجماهير المغربية التي كانت تتوقع منهم الكثير. وقال "كأس الأمم مجنونة بعض الشيء. كان ينبغي علينا الأداء بشكل أفضل. يجب أن تكون قادرا على حسم المباريات خاصة عندما تتاح لك الفرصة. سيتعين علينا أن نرفع رؤوسنا ونتوقف عن ارتكاب هذا النوع من الأخطاء".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium