رسم المدير الفني المغربي لمنتخب الأردن الحسين عموتة خريطة الطريق للارتقاء بالكرة الأردنية واستغلال الزخم، جراء بلوغ "النشامى" نهائي كأس آسيا لكرة القدم في قطر للمرة الأولى في تاريخهم.
ونجح عموتة بفضل حنكته التدريبية وشجاعته في قيادة فريقه الى المباراة النهائية، حيث يلتقي قطر حاملة اللقب والمضيفة، متفوّقاً على العراق في ثمن النهائي 3-2، ثم اطاحته العملاق الكوري الجنوبي في نصف النهائي بالفوز عليه بثنائية رائعة لنجميه موسى التعمري ويزن النعيمات.
واعتبر عموتة، الذي حقق نجاحات في آيا مع نادي السد القطري وفي المغرب مع الوداد البيضاوي بأنه يتعيّن على المسؤولين استغلال ما حصل للارتقاء بمستوى الكرة على كل الأصعدة، بغض النظر عن النتيجة في المباراة النهائية لفريقه.
ورأى عموتة (54 عاماً) ان خريطة الطريق تبدأ من خلال "الاستثمار في البنى التحتية، في التدريبات وتأهيل اللاعبين من اجل الارتقاء بالقاعدة وبلوغ مستويات أعلى"، مشيراً إلى انه يتعيّن "الاهتمام الجدي بالفئات العمرية لأنها هي الأساس".
تجربة التعمري
واعتبر ان بداية الغيث كانت بالاحتراف اللافت لجناحه موسى التعمري الذي بات اول لاعب أردني في الدوري الفرنسي وتحديداً مع مونبلييه منذ الصيف الماضي.
ويتألق التعمري في هذه البطولة بشكل لافت ويملك في رصيده ثلاثة اهداف، أجملها في مرمى كوريا الجنوبية معززاً تقدم فريقه.
خاض التعمري (26 عاماً) أوّل تجربة احترافية عام 2018 بانتقاله الى نادي ابويل القبرصي حيث ابلى بلاء حسنا واختير افضل لاعب في الدوري المحلي في اول موسم له.
سمحت له هذه التجربة باكتساب الخبرة من خلال مشاركته في دوري أبطال أوروبا، حيث واجه فريقه أياكس امستردام الهولندي واشبيلية الإسباني. قبل ان يخوض تجربة اخرى في لوفان البلجيكي ومنه إلى مونبلييه.
واعتبر عموتة ان لاعبين أردنيين آخرين يجب ان يحذوا حذو التعمري لجعل المنتخب اقوى في السنوات المقبلة.
قال في هذا الصدد بعد الفوز على كوريا ونجمها هيونغ-مين سون المحترف في توتنهام الإنكليزي: "ما رأيتموه اليوم كان ثمرة سنوات عديدة من العمل. ابرز مثال على ذلك لدينا موسى التعمري في الدوري الفرنسي ونأمل أن يكون لدينا أربعة أو خمسة لاعبين أردنيين في الدوري الفرنسي أو الدوري الإنكليزي".
تابع: "عندما تنظر إلى اليابان أو كوريا، ترى لاعبين يلعبون في الخارج ويشكلون اضافة كبيرة لمنتخباتهم الوطنية. هذا ما يجب أن نبدأ التخطيط له من اجل انتاج لاعبين يلعبون في أكبر الدوريات في العالم".
وكان لسان حال التعمري مماثلاً لمدرّبه عندما اعرب عن أمله برؤية زملائه يحذون حذوه، وقال: "اتمنى تواجد جميع لاعبي المنتخب الأردني في الدوريات الأوروبية والعربية والخليجية"، بعد التألق الكبير لهم في هذه البطولة.
وتعاني الكرة الاردنية من ازمة اذ تجد انديتها نفسها ترزح تحت ضائقة مالية أدت إلى إضراب عدد من اللاعبين عن المشاركة في تدريبات فرقهم، بالاضافة الى فسخ عقود لاعبين آخرين، بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المادية ما دفع بعض الأندية إلى الامتناع عن خوض مبارياتها في الدوري المحلي، قبل التوصل إلى حلول بالحد الادنى مع الاتحاد المحلي.