استعرضت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مبادراتها الرائدة على صعيد رعاية العمال، خلال مشاركتها في ندوة عبر الاتصال المرئي حول حقوق الإنسان نظمها مركز الرياضة وحقوق الإنسان، وجمعية قواعد السلوك الدولية.
وألقى المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال كبير مستشاري المشاريع الخاصة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث محمود قطب الضوء على أهم ركائز الإرث، والذي تواصل قطر جهودها لتوطيد دعائمه في مجال رعاية العمال، خلال استعداداتها لاستضافة كأس العالم - قطر 2022.
وخلال الندوة النقاشية، التي جاءت بعنوان "حقوق الإنسان والأمن الخاص في سياق تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى: كأس العالم ودورة ألعاب الكومنولث"، تحدّث قطب عن التقدم الذي أحرزته اللجنة العليا في رعاية العمال، ومبادراتها المتنوعة في هذا الجانب، والتي تمثل مرجعية لقطاع الإنشاءات في قطر والمنطقة، وتوسّع من نطاق تطبيقها لتشمل حالياً قطاع الخدمات المرتبطة بتنظيم البطولة، من أجل توفير الحماية الكاملة لجميع العمال المشاركين في هذه العمليات.
أضاف: "نفذت اللجنة العليا على مدى العشر سنوات الماضية مبادرات امتد تأثيرها الإيجابي ليشمل آلاف العمال المشاركين في تنفيذ مشاريع كأس العالم قطر 2022، وقد أسهمت هذه المشاريع بلا شك في تحسين ممارسات التوظيف، والعديد من المجالات المتعلقة بإجراءات الصحة والسلامة، بما في ذلك الحدّ من تأثير الإجهاد الحراري".
وأعرب قطب عن فخره بأن ما أنجزته اللجنة العليا من عمل يشكّل مرجعاً مهماً في قطر في مجال رعاية العمال، مشيراً إلى أن هذه الجهود "لعبت دوراً محورياً في تمكين العديد من الشركات في قطاع الإنشاءات والخدمات على نطاق أوسع من الارتقاء بظروف العمل وأماكن إقامة العمال، وفق معايير رعاية العمال التي أصدرتها اللجنة العليا منذ سنوات".
وتحدث قطب عن التزام قطر تجاه دعم حقوق العمال في قطاع الأمن الخاص، مشيراً إلى أن معايير رعاية العمال الصادرة عن اللجنة العليا تضمن حقوق أفراد الأمن الخاص في كل مشاريع اللجنة العليا، مؤكداً أن الإجراءات الصارمة في المراقبة وتنفيذ المعايير تهدف إلى ضمان امتثال المقاولين للقواعد التي تضمن صحة وسلامة العمال.
أضاف: "يتوقع أن يشارك ما يزيد عن 23 ألفاً من أفراد الأمن في تنظيم مونديال قطر 2022، حيث سيسهمون بدور بالغ الأهمية في تقديم تجربة آمنة للمشجعين واللاعبين والمسؤولين. ونحن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الحدث الرياضي التاريخي، الذي يتطلب جهوداً استثنائية لضمان بطولة آمنة للجميع. كما نتشارك المسؤولية ذاتها لضمان حقوقهم وتوفير الرعاية الكافية لهم وتأمين سلامتهم، من خلال علاقات التعاون الوثيقة التي تجمعنا مع الشركاء في قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)".
وأشار قطب إلى أن مبادرات اللجنة العليا التي تطرحها لحماية حقوق العمال تشمل أيضاً أفراد الأمن الخاص، مثل الخطة الشاملة لسداد رسوم التوظيف غير القانونية التي دفعها العمال في بلدانهم قبل القدوم إلى قطر، وتوفير أماكن سكن ملائمة ومريحة، إضافة إلى منحهم الفرصة لطرح مشاكلهم، وتوفير الحلول المنصفة التي تراعي مصالحهم، من خلال الخط الساخن المخصص للشكاوى، ومنتديات رعاية العمال التي تتيح لهم منصة لإيصال أصواتهم وتقديم مقترحاتهم من خلال ممثلين عنهم.
ويستفيد أفراد الأمن الخاص من معايير وإجراءات الصحة والسلامة، خصوصاً التدابير الصارمة للحد من الإجهاد الحراري في كل مواقع العمل بمشاريع المونديال. كما يجري تزويدهم ببدلات مبرّدة مطورة خصيصاً لخفض درجة حرارة الجسم بما يصل إلى 8 درجات مئوية.
وتناول قطب خلال مشاركته في الندوة النقاشية الجهود المشتركة التي تبذلها اللجنة العليا بالتعاون مع وزارة العمل لمواجهة تحديات رعاية العمال، مثل ساعات العمل وممارسات التوظيف الأخلاقي. وقال: "لا شك في أن تعزيز وعي العمال بحقوقهم، وبناء علاقات تعاون مع كل الجهات المعنيّة برعايتهم، من بين الركائز الأساسية لضمان حماية حقوق الإنسان في كافة مراحل خدمات الأمن الخاص خلال البطولة".
تابع: "نواصل التعاون مع مقاولي خدمات الأمن وموظفيهم، ومع نخبة من أبرز شركائنا لدفع عجلة التغيير، وتحسين أوضاع العمال على المدى الطويل. كما نؤكد التزامنا المتواصل بإرساء إرث مستدام في مجال رعاية العمال، حيث تتيح لنا استضافة كأس العالم فرصة فريدة لوضع أسس متينة لأفضل الممارسات التي تضمن توفير الرعاية الملائمة للعمال، والمحافظة على حقوقهم، ضمن جهود غير مسبوقة في المنطقة".