سيكون لمونديال 2022 المقرر نهاية العام تبعاته على منافسات الدوري القطري لكرة القدم، الذي ينطلق الاثنين، حيث يعتبر السد والدحيل أكثر المتضررين، في هذا الموسم الاستثنائي.
وخلافاً لأغلب الدوريات في العالم، قضت برمجة النسخة الجديدة من الدوري بالتوقف منتصف أيلول حتى نهاية المونديال القطري المقرر بين 21 تشرين الثاني و18 كانون الأول المقبلين.
ومن الاثنين وحتى توقف الدوري في منتصف أيلول، ستخوض الأندية سبع مراحل على تقام خمس منها على ستة من ملاعب كأس العالم، من أجل استثمار توفر تقنية التبريد لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في هذه الانطلاقة المبكرة للموسم الكروي القطري.
وسترزح الأندية تحت الكثير من الضغوط، في مقدمتها غياب اللاعبين الدوليين عن المراحل السبع الأولى جراء قرار تفريغ عناصر المنتخب القطري من أجل التحضير لكأس العالم، حيث يخضع الدوليون لمعسكرات خاصة في إسبانيا والنمسا بدأت في حزيران الماضي، على أن يتواصل التجمع حتى ضربة بداية المونديال.
ويعتبر السد حامل اللقب ووصيفه الدحيل أكثر المتضررين جراء العدد الكبير من الملتحقين بصفوف المنتخب من الناديين، في حين يتفاوت التأثير بالنسبة لأندية الريان والغرافة والوكرة والعربي، التي يفقد كل منها عدداً محدوداً من العناصر الدولية.
وظهرت معضلة أخرى تمثلت بتأخر بعض الأندية في إكمال عقد لاعبيها المحترفين الخمسة (ثلاثة أجانب ولاعب آسيوي وآخر عربي)، حيث خاضت تلك الفرق معسكراتها الخارجية منقوصة من بعض المحترفين الأجانب.
واعتبر الإعلام المحلي أن سبب هذا التأخير تتحمل مسؤوليته لجنة "الاستكشاف المركزي" التي تم اطلاقها أواخر الموسم الماضي لتجيز التعاقدات بما يتوافق مع ميزانيات الأندية وإمكانيات ومستوى اللاعبين.
لكن الاتحاد القطري لكرة القدم أصدر بياناً نفى فيه أي مسؤولية للجنة في الذي يحصل، معتبراً أنها تقدم المشورة الفنية والمالية فقط، واضعاً بذلك الكرة في ملعب الأندية وحملها كامل المسؤولية حيال الأمر.
مهمة متباينة للبطل والوصيف
وتتباين مهمة البطل والوصيف في مستهل المشوار، إذ يبدأ السد، المهيمن على البطولة برقم قياسي (16 لقباً)، الاثنين حملة الدفاع عن اللقبين الاستثنائيين اللذين حققهما في الموسمين الماضيين من دون خسارة، بمواجهة يجب أن تكون في متناوله أمام الوافد الجديد من الدرجة الثانية المرخية.
ورغم غياب الدوليين، إلى جانب شكوك خلّفها الظهور المتواضع في النسخة الأخيرة من دوري الأبطال بالخروج المخيب من دور المجموعات، سيكون "الزعيم" المستقر على مستوى لاعبيه المحترفين الأوفر حظاً لحصد النقاط الثلاث، في وقت سيحاول فيه فريق المدرب عبد الله مبارك إحداث المفاجأة.
وقال المدرب الإسباني للسد خوانما ليو: "لا شك أن احتجاب هذا الكم من اللاعبين سيكون مؤثراً على الفريق، وبالتالي لن يكون بمقدرونا تحديد الأهداف سوى خلال المنافسات".
ورأى أن "فلسفة كرة القدم تقوم على أساس المعرفة الكاملة بقدرات اللاعبين، ومن ثم وضع الخطط التي تناسب تلك القدرات".
أضاف المساعد السابق لمواطنه بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي الحالي: "قد ننظر للأمر من زاوية أخرى متمثلة بالفرصة المتاحة لاكتشاف المهارات والقدرات التي يمتلكها اللاعبون الشباب في التوليفة الحالية".
أما الدحيل، الذي لم يعتد على خسارة معركة اللقب مرتين توالياً منذ ظهوره في الدرجة الأولى، فسيكون، الأربعاء، أمام مهمة ليست بالسهلة بمواجهة الوكرة، الذي صنع المفاجأة بحلوله ثالثاً الموسم الماضي.
وسيكون الثأر شعار فريق المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو بعد خسارتين كبيرتين أمام الوكرة في ذهاب وإياب النسخة الماضية.
وشدد مدير فريق الدحيل إسماعيل أحمد: "صحيح أننا سنفتقد العناصر الدولية، لكن هذا الأمر لن يثنينا عن تحقيق النتائج المرجوة، إذ نملك توليفة جيدة من اللاعبين بتواجد عناصر شابة واعدة، ولاعبين محترفين بمستوى عالٍ".
الريان، الذي خيب الآمال في الدوري قبل أن يلملم الجراح بظهور قاري وازن، سيواجه، الأربعاء، فريق الشمال الذي أفلت الموسم الماضي من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
ويتخوف جمهور فريق المدرب التشيلي نيكولاس كوردوفا من تبعات النقص في اللاعبين جراء التأخر، في إنجاز التعاقدات.
ويتطلع الغرافة، الذي خطف الجزائري ياسين إبراهيمي من الريان، إلى بداية جيدة، عندما يلاقي الثلثاء السيلية، الذي يعاني الأمرين جراء ضعف الإمكانيات.
ويبحث العربي، رابع ترتيب النسخة الماضية، عن استثمار مشاكل قطر، الذي يعاني من نقص في صفوفه مع تواجد محترفين إثنين فقط (أحدهما مصاب وهو الإسباني خافي مارتينيس)، بانتظار الإعلان عن التعاقد مع المغربي بدر بانون خلال الساعات المقبلة قادماً من الأهلي المصري.
وتبدو المواجهة، الاثنين، بين أم صلال والأهلي متكافئة، وسط جاهزية كبيرة لكليهما بعد تحضيراتهما الجيدة للموسم الجديد.