حُكم على الرئيس السابق للاتحاد الصيني لكرة القدم بالسجن مدى الحياة لقبوله رشى بقيمة 11 مليون دولار، في حين تم سجن عدد كبير من المسؤولين الرياضيين بتهمة الفساد، حسب ما افادت وسائل إعلام رسمية، اليوم الثلثاء.
تُشنّ في عهد الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ، حملة واسعة النطاق ضد الفساد الرياضي في البلاد وتحديدا في كرة القدم.
وأطلقت السلطات الوطنية لمكافحة الفساد تحقيقاً في نهاية 2022، أدى الى استقالة نحو عشرة من كبار المسؤولين في الاتحاد المحلّي، من بينهم رئيس الاتحاد السابق شويوان تشن، الذي أقر في أيلول الماضي أنه تلقّى مبالغ كبيرة من لاعبين أرادوا كسب رضاه، اضافة الى مدرب المنتخب الأول تي لي.
وأوقف تشن في شباط الماضي بسبب "انتهاكات خطيرة للانضباط والقانون"، واتهمه الادعاء بتلقي أكثر من 81 مليون يوان (11.3 مليون دولار) من الرشى مقابل المساعدة في "الحصول عقود مشاريع، استثمار وتشغيل"، من بين أمور أخرى، وفقا لما كشفته صحيفة الشعب اليومية والتي يديرها الحزب الشيوعي الحاكم.
وقال التقرير إن الرشى كانت "ضخمة بشكل خاص" وأن أفعاله "أضرت بشكل خطير بالمنافسة العادلة والنظام".
وأضاف أنه "تسبّب في عواقب وخيمة على مؤسّسة كرة القدم الوطنية".
وتُعد هذه الملاحقات في اللعبة جزءاً من حملة كبيرة لمكافحة الفساد بدأها الرئيس الصيني شي جينبينغ العاشق لكرة القدم والطامح ليس وحسب الى استضافة كأس العالم في يوم ما، بل الى الفوز بها.
لكن يبدو أنّ هذا الطموح أبعد من أي وقت مضى بعد تحقيقات الفساد وسنوات من النتائج المخيبة للآمال على أرض الملعب.
واعتزل قائد المنتخب الوطني لينبينغ جانغ اللعب الدولي الأسبوع الماضي بسبب "فضيحة" التعادل مع سنغافورة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، قبل أن يتراجع عن قراره.
"تجارب شائعة"
وشغل تشن مناصب عدّة في الكرة الصينية قبل ان يتبوأ رئاسة الاتحاد الصيني في عام 2019، الى ان خضع للتحقيق في شباط/فبراير من العام الماضي. وأقرّ في كانون الثاني بالذنب في تهم قبول الرشى الموجهة اليه، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا".
وقال تشن في فيلم وثائقي: "يمكن للجماهير أن تتقبل حقيقة أن حالة كرة القدم الصينية سيئة لكنهم لا يستطيعون أن يغفروا الفساد".
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الأحكام في قضايا الكسب غير المشروع الكبرى الأخرى الثلثاء، وفقًا لشينخوا، ومن بينها قضية مدرب المنتخب الوطني السابق لي والمقرّب من تشن.
وظهر أيضاً في الفيلم الوثائقي لي، وهو لاعب وسط سابق في إيفرتون الانكليزي، الذي قال إنه دفع مليوني يوان لتشن كي يحصل على الوظيفة التي نالها في كانون الثاني 2020، إضافة الى مساهمته في ترتيب نتائج العديد من المباريات على مستوى الاندية.
واعترف قائلاً: "كانت هناك بعض الأشياء التي كانت شائعة في كرة القدم في ذلك الوقت".
وفي أحكام منفصلة تتعلق بالرشوة أُعلن عنها الثلاثاء، حُكم على المسؤول الكبير السابق في الاتحاد الصيني لكرة القدم، تشن يونغليانغ، بالسجن لمدة 14 عامًا.
من جهته، نال المدير العام للدوري الصيني السابق دونغ جنغ عقوبة السجن لثمانية اعوام.
كذلك، ذكرت وسائل اعلام رسمية انّ يو هونغتشن، رئيس اتحاد ألعاب القوى السابق، حُكم عليه بالسجن لـ 13 عاما بالجريمة ذاتها.
"كسر قلبي"
وهزّت قضية اللاعب الكوري الجنوبي الدولي سون جانغ-هو اوساط كرة القدم الصينية في وقت سابق، بعد ان اعتقلته السلطات الصينية في أيار الماضي على خلفية قضية رشوة قبل ان يطلق سراحه الاثنين.
ويضع قرار الإفراج حداً لعشرة أشهر من احتجاز لاعب خط الوسط سون (31 عاماً)، الذي قالت الحكومة الصينية في أيار إنه محتجز في شمال شرق الصين "للاشتباه في قبول رشى من موظفين غير حكوميين" ولكن من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
واعتقل سون، الذي انضم في عام 2021 إلى شاندونغ تايشان الصيني، في أيار العام الماضي في مقاطعة لياونينغ الشمالية الشرقية. شارك في ثلاث من مباريات كوريا الجنوبية الأربع في كأس العالم في قطر 2022.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن سون "وصل أخيراً إلى كوريا الجنوبية مع انتهاء فترة احتجازه"، وإن الحكومة قدّمت "مساعدة قانونية نشطة من خلال التواصل الوثيق مع عائلة سون".
بدوره، أكد الاتحاد الكوري للعبة إطلاق سراح سون قائلاً إنه عاد إلى بلاده الاثنين.
وقال زميله الدولي لي جاي سونغ لوسائل الإعلام إنه ممتن لإطلاق سراح سون.
وصرّح في مؤتمر صحافي في بانكوك، حيث تلعب كوريا الجنوبية ضد تايلاند في وقت لاحق من يوم الثلثاء في تصفيات كأس العالم: "لقد انفطر قلبي عندما سمعت لأول مرة عن اعتقاله العام الماضي".