مواجهات قاسية تبدأها الفرق المستمرة في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، إلا أن الأنظار ستكون موجهة نحو ملعب سانتياغو برنابيو، إذ سيكون حامل اللقب مانشستر سيتي بقيادة مدربه الاسباني بيب غوارديولا أمام اختبار قوي ضد ريال مدريد بقيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي الطامح للثأر بعد الإقصاء المريع على يد بطل الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي.
واعترف أنشيلوتي، أن فريقه افتقر إلى "الشجاعة" و "الشخصية" في الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها في آخر مواجهة مع مانشستر سيتي، وهي جوانب قال إنها "أساسية" في أي مباراة كبيرة، بينما حذر من أن فريقه هذا الموسم مختلف. وبالنظر إلى الحاضر، سلط "كارليتو" الضوء على التغييرات في فريقه منذ رحيل الفرنسي كريم بنزيمة ووصول الإنكليزي جود بيلينغهام. وقال: "لدينا خصائص مختلفة مع الكرة. في العام الماضي كان لدينا كريم، الذي كان علامة كمهاجم صريح. في هذا الموسم ليس لدينا مهاجم صريح في الأمام وقد تعاملنا مع هذا الغياب بمزيد من المرونة في الهجوم مما أفادنا. هذا جانب مهم جدا غدا، عدم تحديد المراكز في الهجوم يمكن أن يكون مفتاح المباراة".
واعترف بالتوتر الذي لا يزال يشعر به قبل المباريات الكبيرة التي تحسم الموسم، مؤكدا أنه لن تكون هناك "أشياء غريبة" في تشكيلته الأساسية، التي قال إنها "واضحة إلى حد ما"، معترفا بأنه لديه شك واحد فقط بشأن الدفع بناتشو فرنانديز أو أوريليان تشواميني في قلب الدفاع، ولم يكشف عن قراره النهائي.
وتأتي المواجهة بين أفضل لاعبي العالم في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، بعد حصول لاعبي الريال على راحة لفترة طويلة، حيث سمح نهائي كأس الملك لفريق المدرب كارلو أنشيلوتي بإراحة لاعبيه لمدة تسعة أيام منذ آخر مباراة له. في المقابل لعب مانشستر سيتي ثلاث مباريات في تلك الفترة، وهي أيضا مباريات مهمة أيضا في سعيه للحفاظ على لقب "بريميير ليغ". وهذه هي المرة الأولى التي يتواجه فيها المرشحان للفوز باللقب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في مباراة تبدو كأنها نهائي مبكر.
وستمثل هذه المباراة فرصة رائعة للحارس أندري لونين في مباراته السابعة في دوري أبطال أوروبا. ويتمثل التحدي الكبير للريال في وقف العملاق النروجي إرلينغ هالاند هداف "سيتيزنز"، الذي كان أكثر تذبذبا هذا الموسم في مواعيده مع الأهداف، لكنه لا يزال هداف دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي. وسيتولى الألماني أنطونيو روديغر هذه المهمة.
ومن بين جميع فرق مانشستر سيتي التي شكلها بيب غوارديولا منذ عام 2016، لا يعد هذا الفريق الأكثر رعبا، لكنه لا يزال فريقا يطمح حتى اليوم في الفوز بثلاثية، بل إنه مرشح للفوز في جميع المسابقات.
ويعاني الفريق كثيرا في الدفاع، فمن أصل ثماني مباريات في البطولة، ومنها مواجهات أمام فرق مثل النجم الأحمر، ويونغ بويز، ولايبزيغ، وكوبنهاغن، لم ينجح الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه إلا مرة واحدة. فيما يملك الفريق ترسانة هجومية تغطي بشكل كبير المشكلة الدفاعية، في ظل جاهزية هالاند الذي سجل 30 هدفا هذا الموسم وكيفين دي بروين ورودري وبرناردو سيلفا وخوليان الفاريس وفيل فودين.
ارسنال لاستغلال حال البافاري
وفي أول ربع نهائي له منذ 2010، يستقبل أرسنال الإنكليزي بايرن ميونيخ الألماني وهو في صدارة الدوري المحلي اللاهث وراء لقبه منذ 2004، بفارق الأهداف عن ليفربول ونقطة عن مانشستر سيتي.
يعوّل فريق المدفعجية الطامح للقبه الأول في المسابقة، على رصيده المميز هذا الموسم على أرضه، إذ فاز في مبارياته الأربع في دوري الأبطال مسجلاّ 13 هدفاً مقابل هدف وحيد في شباكه. لكن فريق المدرب الإسباني ميكل أرتيتا، لم يفز سوى ثلاث مرات في 12 مباراة على بايرن في دوري الأبطال، مقابل سبع خسارات، من بينها آخر ثلاث مواجهات جاءت جميعها بنتيجة واحدة ساحقة 1-5 في 2015 و2017. ويعود قائد إنكلترا هاري كاين إلى شمال لندن حيث لعب سنوات طويلة مع توتنهام من دون احراز أي لقب. مرّة جديدة، يجد كاين المتألق نفسه مع فريق جريح حيث يتهدد الفريق البافاري الخروج من الموسم بلا أي لقب لأول مرة منذ أكثر من عقد. كما يحاول مدرّب بايرن توماس توخل اسكات منتقديه، من خلال المسابقة التي حقق فيها نجاحات مميزة. قاد باريس سان جرمان الفرنسي إلى النهائي الوحيد في تاريخه قبل سنة من ايصال تشلسي الإنكليزي إلى رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين عام 2021