تمكن نادي قنوبين بشري رغم الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة التي تعصف بالبلد في شكل عام وفي القطاع الرياضي في شكل خاص، من الحفاظ على موقع جيد في بطولة نوادي الدرجة الثالثة لكرة السلة، تمهيداص للتحضير في الموسم المقبل للصعود إلى مصاف نوادي الدرجة الثانية، إذ من المتوقع أن تضم تشكيلة الفريق لاعبين من خارج بشري لتدعيم صفوفه والمساهمة في تحقيق الهدف وعلى رأسهم اللاعب مارون ديب، كما أكد رئيس النادي جو هياف الفخري في اتصال مع "النهار" الذي كشف عن أنشطة رياضية عديدة يتحضر النادي لإطلاقها في فصل الصيف المقبل، أبرزها أكاديمية النادي التي من المقرر إطلاقها في الأول من شهر حزيران المقبل والتي تستمر حتى أواخر شهر أيلول، لكل الفئات العمرية بإشراف عضو اللجنة الإدارية في النادي اللاعب غابي طوق وبرعاية ودعم من الاتحاد اللبناني لكرة السلة ورئيسه أكرم الحلبي.
كما تعمل إدارة النادي، الذي لا يقتصر نشاطه على كرة السلة، بل يضم لعبتي التزلج على الثلج وكرة الطاولة، على تأهيل الملاعب الصيفية التابعة لمدرسة رشيد عريضة حتى تكون قادرة على استضافة نشاطات رياضية صيفية متنوعة.
عهد الوصاية
ورغم أن نادي قنوبين بشري صاحب التاريخ العريق قد عانى الأمرّين في عهد الوصاية وتعرض أعضائه وأفراده ومناصريه للاضطهاد والملاحقة على خلفية انتمائه الواضح والصريح لحزب "القوات اللبنانية"، لكنه ظل صامداً على مواقفه وقناعاته التي ترسخت أكثر من خلال استمراره في العمل الرياضي متخطياً الصعوبات والمشاكل التي واجهها، فعمل رئيسه وزملاؤه في الإدارة بكل جهد للحفاظ على النادي بعيداً عن الزواريب السياسية والمصالح الضيقة، ما أدى إلى بناء علاقات وطيدة مع أشخاص يعملون لصالح الرياضة وعلى رأسهم رئيس اتحاد المبارزة ونادي مون لاسال جهاد سلامة، كما أكد فخري الذي قال: "تعود العلاقة مع سلامة إلى 18 سنة وهي بنيت منذ اليوم الأول على الصدق والنزاهة والشفافية". وأضاف: "لطالما وقف الصديق جهاد إلى جانب النادي في أحلك الظروف، وكان يساعدنا لتخطي الصعوبات والمشاكل التي كانت تعترضنا لأننا بكل بساطة نادٍ ينتمي إلى القوات اللبنانية، رغم الاختلاف في السياسة لم يتعاطَ معنا سلامة على خلفية حزبية بل على خلفية رياضية بحتة، لأنه رجل ناجح، نزيه، شفاف وصاحب أخلاق ولديه قدرة على إدارة الرياضة من دون كيدية، ورغم الاختلاف الكبير في السياسة، ليس لدينا أي إحراج في المجاهرة بصداقتنا وتحالفنا معه لإثباته في الكثير من المراحل أنه سند ونستطيع الاعتماد عليه في أصعب الأوقات".
متصالحون مع انفسنا
ولم يتردد رئيس نادي قنوبين بشري في التأكيد أن العلاقة مع سلامة أدت إلى توطيد العلاقة وتمتينها مع رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي "الذي تعاطى مع النادي بكل احترام ووقف إلى جانبه ودعمه مادياً حتى يتمكن من الصمود والاستمرار من دون أي شرط أو طلب مسبق رغم علمه أن النادي رئيساً وأعضاء ينتمون إلى حزب القوات اللبنانية"، وأضاف: "لم تقتصر مساعدة الحلبي على مشاركة الفريق في البطولات الرسمية، بل وصلت إلى صيانة أرضية الملعب ومرافقه حتى يبقى على جهوزية لاستقبال مباريات بطولتي الدرجتين الثالثة والثانية".
ويعترف فخري بأن إعجابه بالحلبي لا يرتبط بالمساعدة التي يقدمها للنادي، بل بطريقة وأسلوب عمله "يعرف جيداً ان النادي يرفض أي مساعدة مادية مشروطة أكانت في السياسة أو في الرياضة. لذا كانت العلاقة من البداية علاقة احترام وصدق بعيدة عن الزواريب الضيقة والمصالح الآنية".
ورفض فخري الرد على الأصوات التي تعتبر أن الحلبي وسلامة يساعدان النادي ويقفان إلى جانبه لأسباب وغايات خاصة وقال: "لا يستحقون الرد فنحن معروفون بانتمائنا، ولكننا لا نقحم السياسة في الرياضة ونتعاطى مع الاشخاص الذين يعملون لصالح الرياضة بعيداً عن الأحقاد الشخصية والحسابات الضيقة".
واعتبر فخري أن الحلبي ليس بحاجة لشهادة من أحد "فقد برهن عن نجاح لافت ومميز من خلال إدارته للعبة على المستويات المحلية والقارية والعالمية، وأعادنا بالذاكرة إلى المرحلة الذهبية أيام الرئيس السابق لنادي الحكمة بيروت الراحل أنطوان شويري". وأشاد بمتابعته لأدق التفاصيل بكرة السلة: "لم يمر على اللعبة رئيس اتحاد يتابع مباريات كل الدرجات حتى الفئات العمرية ويحرص على التواجد والتواصل مع اللاعبين الكبار والصغار، ويعمل على تطوير عمل الأكاديميات لحماية الجيل الصاعد"، وأضاف: "لا يمكن إلا أن نكون متصالحين مع أنفسنا ومع مبادئنا ونقف إلى جانب أكرم الحلبي في الاستحقاقات المقبلة، فمن يرفع شعار بناء المؤسسات لا يمكنه تجاهل النجاح الباهر الذي حققه الحلبي في مؤسسة اتحاد كرة السلة".
شعار دفعنا ثمنه
وكشف فخري عن مساعٍ يقودها رئيس اتحاد التزلج على الثلج ورئيس بلدية بشري فريدي كيروز وزميله في الاتحاد عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية ريمون سكر والرئيس السابق لاتحاد كرة الطاولة سليم الحاج نقولا لتوحيد الموقف في الانتخابات الرياضية المقبلة "القطاع الرياضي في القوات اللبنانية لا يستطيع أن يكون إلا مع الأشخاص الناجحين والشفافين، وهذا الشعار دفعنا ثمنه ولا نزال بهدف الوصول إلى مؤسسات ناجحة في البلد تشبه اتحاد كرة السلة الذي وصل إلى العالمية من خلال منتخباته الوطنية وحول لعبة كرة السلة إلى أمل لكل اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة".
وأكد أنه "على قناعة من خلال معرفته برئيس قطاع الرياضة في القوات اللبنانية يوسف القصيفي بانه لن يكون إلا في تحالف مع جهاد سلامة وأكرم الحلبي".
سياسة البلطجة
ورأى أن لا محالة من تحالف متين على صعيد انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية في وجه "الفساد والبلطجة"، ودعا المترددين إلى إجراء جردة شاملة عن الواقع الذي بلغته الرياضة "في ظل السطوة التي تمارسها إحدى الجهات من سنوات طويلة"، وقال: "لم يترددوا في الترخيص لاتحادات وهمية بغرض وضع اليد على القرار الرياضي، واستمروا في الترخيص لأندية وهمية للسيطرة على الاتحادات الناجحة، لا يمكننا أن نكون في صف واحد مع فاسدين ساهموا لعقود في انحدار الرياضة إلى هذا المستوى المتدني، ولا يمكن تجاهل حال الاتحادات التي يديرونها والغارقة في زواريب الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، ولا يجوز مقارنتها مع الاتحادات الناجحة التي وصلت إلى العالمية والى الألعاب الاولمبية. وهل يمكن أن ننسى كيف وضعوا يدهم بالقوة والبلطجة على اللجنة الأولمبية وكيف حرموا ابطالاً في التزلج على الثلج من التحضير بطريقة لائقة لاستحقاقات دولية يمثلون فيها بلدهم؟ وكيف يحرمون راهناً ابطالاً وصلوا إلى الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس من التحضير والاستفادة من المساعدات الدولية؟ وكيف يمكن أن نتجاهل طريقة تعاطيهم مع رئيس اللجنة الأولمبية بيار الجلخ الذي كان حليفهم واستخدموا كل وسائل الترهيب والترغيب لانتخابه ثم انقلبوا عليه وتعاملوا معه ببلطجة؟ وكيف ننسى رفضهم الانصياع لقرارات الجمعية العمومية وتمردهم على قرارات اللجنة الأولمبية الدولية بقوة الأمر الواقع؟
هل هذه مبادئنا التي نجاهر بها؟
راسخ في القمة
يفاخر جو هياف الفخري أن نادي قنوبين الذي انبثق من عمق الوادي وقمة القرنة السوداء وصلابة الأرز، من الأماكن التي لا تعرفها إلا النسور، هناك حيث غرز أرزة الرياضة التي كبرت وصار اسمها نادي قنوبين الرياضي بشري.