عاد دالاس مافريكس من مينيابوليس ببطاقة تأهله الى نهائي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين لأول مرة منذ أن توج بلقبه الأول والوحيد عام 2011 بقيادة الألماني ديرك نوفيتسكي ومدربه الحالي جايسن كيد، وذلك بعد حسمه سلسلة نهائي المنطقة الغربية 4-1 بفوزه الكبير على مينيسوتا تمبروولفز 124-103.
وبعدما تقدم في السلسلة 3-0، عاد الأمل الى تمبروولفز بفوزه بالمباراة الرابعة خارج الديار، لكن السلوفيني لوكا دونتشيتش حسم المواجهة الخميس بعدما مهد الطريق أمام فريقه بتسجيله 20 من نقاطه الـ36 في الربع الأول الذي أنهاه الضيوف لصالحهم 35-19.
والى جانب دونتشيتش الذي حقق أيضاً 10 متابعات مع 5 تمريرات حاسمة، تَميَّز كايري إرفينغ بتسجيله 36 نقطة أيضاً مع 4 متابعات و5 تمريرات حاسمة، فيما ذهبت جهود أنتوني إدواردز (28 نقطة مع 9 متابعات و6 تمريرات حاسمة) والدومينيكاني كارل أنتوني تاونز (28 أيضاً مع 12 متابعة) سدى، لينتهي حلم تمبروولفز ببلوغ النهائي لأول مرة في تاريخه.
وأشاد جايسن كيد بنجمه السلوفيني الذي لا يكتفي بالتسجيل بل يخلق الفرص لزملائه، قائلاً "يُعلِمُ زملاءه أن الوقت حان (كي يلعبوا دورهم) وعليهم الارتقاء بمستواهم. يوجه الدعوة لهم وهم يلبونها".
وبدوره قال النجم السلوفيني الذي سجل في الربع الأول أكثر من مجموع نقاط الفريق المضيف بأكمله (20-19)، إن مقاربته لبداية اللقاء كانت واضحة "أن أحدد الوتيرة".
وسجل دونتشيتش أربع من ثلاثيته الست في الربع الأول، بينها واحدة من قرابة منتصف الملعب، ودخل كالعادة في مشادات جانبية مع جمهور الفريق المضيف لأن "هذا ما يعطيني الاندفاع. أصبح الجميع على دراية بذلك".
وسيحاول دونتشيتش مواصلة المغامرة حين يتواجه وفريقه مع بوسطن سلتيكس في النهائي الذي سيشكل مناسبة خاصة لزميله إرفينغ، لأنه دافع عن ألوان الفريق الأخضر الأسطوري بين 2017 و2019 بعدما انتقل اليه من كليفلاند كافالييرز الذي توج معه باللقب عام 2016 بصحبة "الملك" ليبرون جيمس.
وأمام مافريكس أسبوع كامل للالتقاط أنفاسه والتحضير لمواجهة سلتيكس الذي يفتتح السلسلة على أرضه الخميس المقبل.
وضرب مافريكس منذ البداية رغم الأجواء العدائية في الملعب، وواصل أفضليته حتى وسع الفارق الى 36 نقطة في الربع الثالث بعدما أنهى الشوط الأول متقدماً بفارق 29.
"وَضَعَ ختمه على المباراة"
وقال إرفينغ الذي سيخوض النهائي للمرة الرابعة في مسيرته بعدما خسر في 2015 و2017 مع كافالييرز وتوج باللقب مع الأخير عام 2016، إنه كان "ملء الثقة حين خلدت الى النوم في الأمس... راودني الشعور بأننا سنقدم إحدى أفضل مبارياتنا".
وبعدما أنهى الربع الأول بتسجيله 17 نقطة مقابل نقطة واحدة فقط لمضيفه، واصل مافريكس أفضليته المطلقة في الربع الثاني بفضل جهود إرفينغ الذي سجل خلاله 15 نقطة، منهياً ودونشيتش الشوط الأول بما مجموعه 44 نقطة، أي أكثر مما سجله فريق تمبروولفز بأكمله (40 نقطة مقابل 69 لضيفه).
الضرر، الذي تسبب به دونتشيتش وإرفينغ في الشوط الأول من اللقاء كان كبيراً وكافياً لإحباط عزيمة إدوارز وتاونز وزملائهما، وهذا ما أقر به مدربهم كريس فينش بالقول "جاء لوكا الليلة ووضع ختمه على المباراة. بعض الثلاثيات التي سجلها كانت كالقنبلة، وذلك سمح لهم (لمافريكس) بالاسترخاء (اللعب على سجيتهم)".
وتابع: "من الناحية الهجومية لم ندخل فعلاً في الأجواء. لقد ضايقونا على الصعيد البدني".
ولم يكن موقف إدواردز مختلفاً عن مدربه، قائلاً "لم نكن منسجمين معاً كفريق في هذه السلسلة ولو لمباراة واحدة. في السلسلتين الماضيتين (فازوا 4-0 في الدور الأول على فينيكس صنز و4-3 في الدور الثاني على دنفر ناغتس حامل اللقب) كنا جميعاً على الموجة ذاتها".
واستناداً الى خبرته في الدور النهائي، وجه إرفينغ رسالة الى زملائه طالباً منهم الاستمتاع باللحظة لأن "لا شيء مضمون في هذا الدوري، لاسيما في ما يتعلق ببلوغ النهائي كل عام".
ولن تكون الأمور سهلة على إرفينغ وزملائه ضد الأسطوري سلتيكس الباحث عن الانفراد مجدداً بالرقم القياسي لعدد الألقاب الذي يتقاسمه مع غريمه لوس أنجليس ليكرز (17)، لاسيما في ظل المستوى الذي قدمه جايلن براون وجايسن تايتوم ورفاقهما، إن كان في الموسم المنتظم حيث كانوا أصحاب أفضل سجل في الدوري بأكمله، أو في الـ"بلاي أوف" حيث تغلبوا في الدور الأول على ميامي هيت 4-1، ثم على كافالييرز بالنتيجة ذاتها في الثاني قبل أن يحسموا نهائي المنطقة الشرقية 4-0 على حساب إنديانا بايسرز.