سواءً اعتمد على كريستيانو رونالدو كلاعبٍ أساسيٍّ أم وضعه على مقاعد الاحتياط، يمتلك المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب البرتغال تشكيلة قوية قادرة على الفوز بكأس أوروبا 2024 لكرة القدم مجدداً.
يدور نقاشٌ حول ما إذا كان حضور المهاجم المخضرم الفائز بخمس كراتٍ ذهبيةٍ مساعداً لمنتخب بلاده، أم معوّقاً له في فرصة أبطال أوروبا 2016 بتكرار الإنجاز مجدداً في ألمانيا.
رونالدو البالغ 39 عاماً والذي يلعب مع النصر السعودي، خاض بطولته القارية الأولى في كأس أوروبا 2004 وهو على أبواب خوض البطولة الدولية الـ11 في مسيرته.
حضر نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني وجوفنتوس الإيطالي سابقاً في خمس نسخ من كأس أوروبا، سجّل في كلٍّ منها، وهو الهدّاف التاريخي لها بـ14 هدفاً.
صحيحٌ أنه لا يُمكن إنكار قدرته على إنهاء الهجمات، لكن رونالدو أصبح أقل حركة بكثير مما كان عليه في السابق، وقد قدّم المنتخب البرتغالي بغيابه في عددٍ من المباريات بعض أفضل مستوياته في السنوات الأخيرة.
بعدما عانى في دور المجموعات خلال مونديال 2022، جلس رونالدو على مقاعد الاحتياط أمام سويسرا في ثمن النهائي، وتمكّنت البرتغال من تحقيق فوزٍ ساحق (6-1) في أفضل أداءٍ لها ضمن البطولة.
غاب مجدداً عن مواجهة لوكسمبورغ خلال تصفيات كأس أوروبا بسبب الإيقاف، وسحق منتخب بلاده منافسه 9-0، في مباراةٍ تألّق فيها بديل رونالدو، غونزالو راموش مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي مُسجّلاً ثنائية.
قال المدرب مارتينيز بعد إعلان تشكيلة البرتغال: "بالنسبة لكريستيانو رونالدو، أعتقد أنه من الأفضل الحديث عن الإحصائيات".
وأضاف: "اللاعب الذي يُسجّل (بهذا القدر الكبير) لناديه يُظهر استمرارية، وقدرة بدنية على البقاء في جاهزية دائمة وجودة أمام المرمى نحبّها ونحتاجها".
وتابع المدرب الذي أشرف على منتخب بلجيكا بين 2016 و2022: "لا نتّخذ قرارات بناء على المكان الذي يحترف فيه اللاعبون. نريد أن نبني أفضل فريق ونستدعي اللاعبين الـ26 القادرين على فعل ذلك".
سجّل رونالدو 44 هدفاً في 45 مباراة مع النصر في مختلف المسابقات هذا الموسم، كما صنع 13 تمريرة حاسمة.
وعلى الرغم من أن مارتينيز يؤمن بقدرات رونالدو ويدفع به أساسياً في كل فرصة، فإن هناك أصوات معترضة.
يقول فرانك لوبوف المتوّج مع منتخب فرنسا في كأس أوروبا 2000: "أعتقد أن بمقدورهم (البرتغال) الفوز بكأس أوروبا، لكن فقط في حال لم يلعب كريستيانو رونالدو".
يحتاج مارتينيز إلى إثبات نفسه بعدما فشل في قيادة جيل ذهبيٍّ لبلجيكا يضم كيفن دي بروين، إيدن هازارد وروميلو روكاكو إلى الألقاب خلال حقبةٍ امتدت لستة أعوام.
بعد هذا الإخفاق، قدّم الإسباني مستوياتٍ جيّدةٍ مع البرتغال منذ تعيينه في كانون الثاني 2023.
حقق العلامة الكاملة في التصفيات، وفاز في 11 من المباريات الـ12 التي قادها، فكانت الخسارة الوحيدة وديةً أمام سلوفانيا.
"علينا أن ننمو"
النواة الأساسية للمنتخب البرتغالي تشبه تلك التي كانت تحت قيادة مدربه السابق فرناندو سانتوش، لكن اللاعبين يُمنحون حرية أكبر للهجوم.
إلى جانب رونالدو، يزخر المنتخب بثروة من المواهب الهجومية، بقيادةٍ من خط الوسط عبر برونو فرنانديز لاعب مانشستر يونايتد وبرناندو سيلفا لاعب مانشستر سيتي.
ثمّة خيارات هجومية لا تقلّ جودة أيضاً، مثل ديوغو جوتا (ليفربول الإنكليزي)، رافاييل لياو (ميلان الإيطالي) وراموش بالإضافة إلى لاعبين آخرين.
وسيكون الشاب غونزالو إيناسيو قلب دفاع سبورتيتغ محطّ أنظار، وهو قادر على تقديم إضافة هجومية.
قد يكون هذا الجيل البرتغالي الأقوى في تاريخه، علماً أنه تم استبعاد عددٍ من الأسماء المميّزة من المنتخب، مثل ماتيوس نونيز (مانشستر سيتي)، فرانشيسكو ترينكاو (سبورتينغ) وريكاردو هورتا (براغا).
وتستهّل البرتغال مشوارها في مواجهة تشيكيا في 18 حزيران، قبل لقاء تركيا في 22 وجورجيا في الـ26 منه ضمن المجموعة السادسة المتوقّع أن يتصدّروها.
يستهدف مارتينيز هذه المباريات لدفع المنتخب إلى مستوى جديد قبل الأدوار الإقصائية.
قال في كانون الثاني الماضي: "حتّى ننجح في كأس أوروبا علينا أن ننمو خلال المباريات الثلاث الأولى".
وأردف: "في السابق، منتخبات مثل إسبانيا، إنكلترا، فرنسا، بلجيكا، إيطاليا وألمانيا تمكّنت من الفوز بالألقاب عبر نموّها خلال البطولة".