أرسل المنتخب الألماني المضيف وحامل اللقب ثلاث مرات إنذاراً شديد اللهجة إلى خصومه بعدما اكتسح نظيره الاسكتلندي 5-1، في المباراة الافتتاحية لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم، ضمن المجموعة الأولى الجمعة على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ.
تناوب كل من فلوريان فيرتز (10) وجمال موسيالا (19) وكاي هافيرتز (45+1 من ركلة جزاء) ونيكلاس فولكروغ (68) وإيمري دجان (90+3) على تسجيل اهداف ألمانيا الخمسة، فيما جاء هدف اسكتلندا اليتيم عن طريق الخطأ من مدافع "دي مانشافت" أنتونيو روديغر (87).
وشهد اللقاء طرد مدافع اسكتلندا راين بورتيوس ببطاقة حمراء مباشرة بسبب تدخله العنيف على إيلكاي غوندوغان (44).
قال موسيالا الذي اختير أفضل لاعب في المباراة: "لم يكن من الممكن أن نحصل على بداية أفضل. لقد رأينا الأجواء في البلاد، ونحن بحاجة إلى ذلك".
ودخل "دي مانشافت" إلى البطولة الحالية ساعياً إلى اعادة تلميع صورته معوّلاً على عاملي الأرض والجمهور وذلك لمحو المشاركة المخيّبة في العرس القاري الأخير قبل ثلاثة أعوام عندما خرج من ثمن النهائي على يد إنكلترا، والكارثية في النسختين الأخيرتين لمونديالي 2018 و2022 عندما خرج من الدور الأوّل.
وواجه المنتخب الألماني في السنوات الأخيرة تقلبات عدّة، فبعد رحيل المدرب يواكيم لوف الذي استمر طوال 5498 يوماً على رأس المنتخب، وقاده للقبه الرابع في كأس العالم عام 2014 في البرازيل، جاء تعيين هانزي فليك بآمال كبيرة قبل أن يمرّ الفريق بأسوأ فتراته ويصبح الأخير أول مدرب يقيله الاتحاد الألماني على الإطلاق.
هيمنة كاملة لذا شكّلت استضافة كأس أوروبا فرصة للكرة الألمانية من أجل تنفّس الصعداء وعُيّن لأجل هذا الغرض المدرب الشاب يوليان ناغلسمان الذي جمع بين عناصر الخبرة في طليعتهم العائد من اعتزاله توني كروس إضافة الى الحارس مانويل نوير والقائد إيلكاي غوندوغان، والعناصر الشابة العديدة وفي طليعتهم فيرتز وجال موسيالا وغيرهما.
من جهته، دخل المنتخب الاسكتلندي إلى المنافسات طامحاً للتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني وذلك بمشاركته القارية الرابعة.
وبدأ أصحاب الأرض اللقاء ضاغطين بقوة ساعين إلى اقتناص هدف التقدم بسرعة كبيرة، فيما بدا على المنتخب الاسكتلندي انصياعه أمام هالة المباراة الافتتاحية في البلد المضيف وأمام جمهوره الغفير.
وفي ظل التكتّل الدفاعي لدى الضيوف، لم ينتظر "دي مانشافت" لافتتاح التسجيل سوى عشر دقائق عبر مهاجمه الشاب فيرتز، بعد أن مرّر له يوزوا كيميش كرة من الجهة اليمنى، فاستقبلها فيرتز على مشارف المنطقة بتسديدة زاحفة على الطاير ارتمى لها حارس اسكتلندا إلا أنها ارتدت من يده مباشرة نحو القائم ثمّ اجتازت خط المرمى (10).
وواصل المنتخب الألماني حامل اللقب ثلاث مرات آخرها في العام 1996، ضغطه الكبير، ومن كرة تقدم منها إيلكاي غوندوغان من وسط الملعب ومررها إلى هافيرتز الذي حافظ على الكرة قبل أن يمررها بدورها إلى موسيالا الذي راوغ مدافعه ببراعة وأطلقها صاروخية أعلى الشبكة (19).
وعانى المنتخب الاسكتلندي لمجاراة النسق العالي لأصحاب الأرض في ربع المباراة الأول، وكاد أن يتلقى صدمة ثالثة عندما احتسب الحكم ركلة جزاء إثر خطأ على موسيالا، إلا ان الحكم عاد عن قراره بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد (25).
هدأ إيقاع المباراة في النصف الثاني من الشوط الأول، حيث تحوّل رجال المدرب يوليان ناغلسمان نحو الاستحواذ على الكرة، ولم يكد يمرّ ربع ساعة إضافية حتى كاد الألمان يعزّزوا تقدمهم بهدف ثالث إثر كرة عرضية من كيميش تابعها غوندوغان برأسه ليتصدى لها الحارس الاسكتلندي أنغوس غان بصعوبة. وفيما كان غوندوغان يحاول متابعة الكرة تعرّض لخطأ قاس من المدافع راين بورتيوس الذي نزل بقدميه مباشرة على قدمه.
وبعد أن عاد الحكم إلى حكم الفيديو المساعد، احتسب ركلة جزاء مع طرد مباشر لبورتيوس، لينبري مهاجم أرسنال الإنكليزي كاي هافيرتز بنجاح للركلة (44).
وهذه المرة الأولى على الاطلاق التي يُسجّل فيها المنتخب الألماني ثلاثة أهداف في الشوط الأول ضمن كأس أوروبا وفقاً لـ"أوبتا" للإحصاءات.
وتابع المنتخب الألماني في الشوط الثاني من حيث انتهى في الأول، من خلال الضغط المتقدم، وكاد أنتونيو روديغر يضيف الرابع من تسديدة بعيدة تصدى لها غان.
وكرّر المحاولة ماكسيميليان ميتلشتات من تسديدة قوية من خارج المنطقة لكنها مرّت فوق المرمى (65).
البدلاء يساهمون ودكّ فولكروغ بعد خمس دقائق من دخوله من دكة البدلاء مرمى المنتخب الاسكتلندي بهدف رابع، إثر لعبة مشتركة رائعة وصلت لمهاجم بوروسيا دورتموند الذي أطلقها قوية من داخل المنطقة مباشرة داخل المرمى حيث اكتفى الحارس بمشاهدتها تشق طريقها نحو الشباك (68).
وسجّل فولكروغ هدفًا ثانياً إثر تمريرة من البديل الآخر توماس مولر، إلا أنّ الحكم عاد وألغى الهدف بداعي التسلل بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد.
ونجح المنتخب الاسكتلندي في اقتناص هدف شرفي بعد ضربة حرّة وبمساعدة من مدافع "دي مانشافت" روديغر بعد أن وصلت الكرة إلى رأس جيمس فوريست، ارتطمت بالمدافع الألماني ومن رأسه نحو المرمى (88).
وتابع أصحاب الأرض مهرجان الأهداف وأضاف البديل إيمري تشان الذي استدعيَ بدلاً من ألكسندر بافلوفيتش المصاب بالتهاب اللوزتين قبل يومين فقط من انطلاق البطولة، وذلك بتسديدة رائعة من مشارف المنطقة (90+3).
بدوره، قال قائد منتخب اسكتلندا أندي روبرتسون: "اليوم كان مخيّباً للآمال للغاية لكنك تلعب ضد المنتخب المضيف وهذه هي المباراة الأولى... الأمور لا تستطيع أن تكون أصعب".
وأضاف: "سيكون يوم غد من أجل التعبير عن غضبنا تجاه أنفسنا وأن نشعر بخيبة الأمل. وبعد ذلك، عندما يأتي يوم الأحد، علينا أن نكون إيجابيين قبل أن نعود مرة أخرى".
وتقام المباراة الأخرى من المجموعة بين سويسرا والمجر السبت في كولن.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.