النهار

ينتظر اللبنانيون المزيد من الفسحات الباعثة للفرح في ظل الأجواء الملتهبة، مهرجانات الصيف تشهد زحمة عارمة لأجل أمل ببقاء "وطن النجوم" ساطعاً، على الرغم من التحديات الجمة، وبعد الصيف يحين الموعد السنوي بيوم يكلل عام كامل من التحضير وهو ماراثون بيروت الدولي المحدد في العاشر من تشرين الثاني المقبل.

محطات عدة تسبق الحدث السنوي، منها لوجستي، وكذلك الاستعدادي الذي يشكل برنامج "542" أبرز مظاهره وكان قد أطلق بمشاركة 600 عداءة وعداء، إذ سيحظون بإعداد بدني ونفسي وطبي وغذائي لمدة خمسة أشهر، تحضيراَ للسباق ومساعدتهم على تخطي مسافته الكاملة البالغ 42,195 كيلومتراً. الحصص التدريبية تبلغ 3 مرات في الأسبوع وهي تبدأ لمسافة 2 كلم لمدة 20 أسبوعا وتصل تباعاً إلى 33 كلم في ختام البرنامج.

ورأت رئيسة الجمعية المنظمة للسباق "بيروت ماراثون" السيدة مي الخليل ان البرنامج التدريبي يعدّ من أهم الخطوات والأفكار المعتمدة في الجمعية "بهدف كسر حاجز الخوف والتردّد عند المشاركين ليكونوا متحصنين بالقدرة على الركض لمسافة طويلة"، وتابعت في اتصال لـ"النهار": "البرنامج (542) ليس مجرّد حصص تدريبية بل يحتوي على معاني أعمق حيث من شأنه ان يحدث التغيير في حياة الكثيرين نظراً للنظام المتبع فيه على المستويات الصحية في الدرجة الأولى والعقلية والبدنية والنفسية".

 

ولفتت الخليل الى ان "المعادلة الثابتة هيّ إنّ أي مشروع أو عمل ينبغي ان يقترن بالتطوّر وإلاّ سيتراجع أو يتبدد"، وتابعت "نحن كجمعية لدينا طموحات دائمة وكبيرة وتالياً علينا ان نبحث عن أفضل الأفكار وهذا يكرّس ان قاموسنا لا يحتوي على كلمة مستحيل".

وتطرقت "سيدة الماراثون" الى التحدّيات التي تواجه نشاط الجمعية السياسية والأمنية والتمويلية حتى، قائلة "التحديات التي نواجه تحتاج إرادة وصبر وقناعة بالدور والرسالة والقضية التي نؤمن بها وهيّ قضية الإنسان"، وزادت "ان برنامج (542) مجاني بالكامل"، وأكدت الالتزام بأعلى المعايير التنظيميّة خلال الحصص التدريبيّة سواء في بيروت أو المناطق".

 

وكانت الجمعية قد عقدت مؤتمراً صحافياً للإعلان عن البرنامج الذي انطلق قبل عشر سنوات، وأشارت خلاله منسّقة قسم التواصل في الجمعية نيفين قاسم الى ان السنوات التسع الماضية من البرنامج التي جاءت ثمرات نجاحاتها وافرة وكشفت عن مشاركة إجمالية لتاريخه تجاوزت 7 آلاف مشارك ومشاركة بينهم مدربين ونجوم حققوا الشهرة في عالم رياضة الركض محلياً وخارجياً ولفتت إلى أن البرنامج في نسخته الأولى سجّل مشاركة 40 عداء وعداءة بإشراف 5 مدربين فقط.

ثم كانت كلمة لمدير البرنامج إعرابي نائل الذي وصف البرنامج لهذا العام بالمتقدم والنوعي على صعيد الفقرات والحصص المتنوعة من تدريب بدني ونظام غذائي ويوغا بهدف إحداث تغيير جذري وفي أجواء عائلية ودعا الجميع ليكون الموعد في سباق ماراثون بيروت يوم 10 تشرين الثاني المقبل لأجل التنافس وتسجيل الأرقام القياسية كاشفاً عن وجود 500 فريق في لبنان وعدد من الدول الخارجية.