كما كان متوقّعاً، لم يكن نهائي كوباأميركا 2024، التي استضافتها الولايات المتحدة، بين الأرجنتين وكولومبيا(1-صفر) عادياً، حيث شهد الكثير من الفوضى التي دقّت جرس الانذار قبل نحوسنتين من انطلاق كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وتأخرانطلاق المباراة لمدة ساعة و22 دقيقة بسبب فوضى الجماهير التي اقتحمتالملعب بالقوّة، مما اضطر الشرطة إلى استخدام القوّة واعتقال العديد منالأشخاص الذين حاولوا دخول الملعب من دون تذاكر على ما يبدو.
وظلتالأبواب مغلقة لساعات عدة، وتدخل رجال الإسعاف لإنقاذ بعض المشجعين منحالات إغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة (نحو 34 درجة) وضغط الحشود. وعندماأعاد المنظمون فتح الأبواب، عاد دخول المشجعين مرّة أخرى في حالة منالفوضى.
كماشهدت المواجهة تدافعاً بين آلاف المشجعين الكولومبيين وضربهم لنظرائهمالأرجنتينيين، مما أثار القلق بسبب سوء التنظيم في الولايات المتحدة، قبلنحو سنتين من انطلاق الحدث الأبرز عالمياً.
وعاد لاعبو المنتخبين الأرجنتين وكولومبيا إلى غرف الملابس أثناء عمليات الإحماء على ملعب "هارد روك" في ميامي بعد التأخير.
وقالأفراد من جهاز الأمن لوكالة "فرانس برس" إن البوابات أُغلقت لأن المشجعيناقتحموا الملعب عندما فُتحت لفترة وجيزة، من دون معرفة ما إذا كان هؤلاءالأشخاص يحملون تذاكر أم لا.
واشتبكت الشرطة وأفراد الأمن مع المشجعين الذين حاولوا دخول الملعب قبل انطلاق المباراة.
وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" في مكان الحادث العديد من المشجعين يتلقون العلاج من المسعفين داخل الملعب.
وقالتشرطة ميامي في بيان إن "حوادث عدة" وقعت قبل المباراة في الملعب،مضيفة: "هذه الأحداث كانت نتيجة للسلوك الجامح للجماهير التي حاولت الوصولإلى الملعب".
تابعت: "نحن نطلب من الجميع التحلي بالصبر والالتزامبالقوانين التي وضعها ضباطنا... السلوك الجامح سيؤدي إلى طردكم و/أواعتقالكم. نحن لا نتسامح مطلقًا مع السلوك الجامح من كل الحاضرين".
لكن المشجعين وجهوا انتقادات الى المنظمين، حيث قال كاربارييي، أحد مشجعي الأرجنتين، إن المشجعين عوملوا مثل "الحيوانات".
وأضاف:"إنهم يعاملوننا مثل الحيوانات، ولا يوجد أي تنظيم على الإطلاق، ولا يوجدشيء، أعني أنهم لم يستعدوا لـ60 ألف شخص"، موضحاً "لا يوجد استعداد، الناسيفقدون الوعي".
ورداً على سؤال عما إذا كان الوضع خطيراً، قال: "100 في المئة. ما زلت أرتجف. أشعر كأنني بقرة".
ووصفمشجعون آخرون أجرت وكالة "فرانس برس" مقابلات معهم المشاهد الفوضوية عندبوابات الدخول، حيث اقتحم بعض المشجعين الملعب متجاوزين موظفي الأمن معتفاقم الإحباط.
وقال دافيد فرنانديس، وهو مشجع كولومبي من غينزفيل (فلوريدا): "كان الأمر جنونياً، كان الناس يحاولون كل الوسائل الممكنة للدخول".
وأضاف:"لم يرغبوا في الانتظار. لقد اقتحموا الملعب إلى الداخل. فُتحت الأبوابثلاث مرات، وكانت الأمور تسير على ما يرام لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق ثمبدأ العديد من الناس بالركض".
وأعربت روسي رياليس، وهي مشجعةأخرى، عن أسفها قائلة: "الناس يشعرون بالإحباط ونفاد الصبر، لذا يضغطون،إنها فوضى"، مشيرة إلى انزعاج الجماهير من عدم القدرة على الوصول إلىالملعب.
أضافت: "كان عليهم فتح الأبواب في وقت سابق للسماح للناس بالدخول في هدوء".
وتأتيمشاهد الفوضى في الوقت الذي يجري فيه التدقيق بشكل خاص في السلامة العامة،بعد أعمال العنف في المدرجات التي اندلعت في نهاية مباراة نصف النهائي بينكولومبيا والأوروغواي الأربعاء في شارلوت بكارولينا الشمالية.
وصعدلاعبو الأوروغواي إلى المدرجات واشتبكوا مع المشجعين الكولومبيين، زاعمينأن أفراد عائلاتهم تعرضوا للتهديد منهم عقب الخسارة 0-1.