يُعدّ العدّاء المذهل النروجي ياكوب إينغبريغتسن أحد أبرز المرشّحين للفوز بسباقي 1500 متر و5 آلاف م في أولمبياد باريس 2024، رغم الاخفاقات الكبيرة في عائلته.
بشيءٍ من الثقة الجريئة كالعادة، يقول إينغبريغتسن إن الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة باريس من المفترض أن تكون "نزهة في الحديقة".
لكن على النروجي أن يُغلق أوّلاً باب الخلافات مع عائلته التي كانت توثّق في برنامج تلفزيون الواقع أنها وحدة متماسكة تأكل وتتدرّب معاً.
يخضع والد ياكوب، يارت، الذي كان يُدرّبه وإخوته، للتحقيق في قضية عنفٍ منزليّ.
وسيدافع ياكوب (23 عاماً) عن لقبه في سباق 1500 م بعد فوزه في طوكيو، كما يستهدف الفوز في 5 آلاف م حيث سبق أن توّج باللقب العالمي مرتين.
قال لبودكاست "ذي إيغنايت" المتخصّص بألعاب القوى الأوروبية: "في حال لم أتعرّض لإصابةٍ أو مرض، أعتقد أن الأمر سيكون بمثابة نزهةٍ في الحديقة".
وتبدو ثقة النروجي كبيرةً بنفسه، على الرغم من أنه خسر آخر لقبين عالميين في سباق 1500 م.
أثبت ذلك بفوزه في سباقي 1500 م و5 آلاف م للمرة الثالثة توالياً في بطولة أوروبا، في حزيران الماضي في روما.
تابع في مقابلته: "لا أذهب إلى أي سباق وأنا أفكّر بالأمور التي فعلتها سابقاً".
وأضاف: "الفوز هو شيء سأبقى ألاحقه دائماً. إنه شعور رائع دائمًا أن أعبر خط النهاية أولاً، خاصة في سباق شديد المنافسة مع منافسين رائعين".
هذا الفوز في روما، جاء كعلاجٍ مثاليّ بعد إصابته في وتر أخيل في الشتاء.
عائلة منقسمة
كانت هناك أيضاً مسألة النزاع العائلي الذي ترك أثره في النروج.
قطع ياكوب وشقيقاه هنريك وفيليب، وهما أيضاً بطلان أوروبيان في سباقي 1500 م في 2012 و2016 توالياً، علاقتهم مع والدهم يارت في 2022.
اتّهم الثلاثيّ والدهم بالعنف المنزلي في تشرين الأوّل الماضي، ما أدّى إلى خضةٍ في النروج.
كتب الشقيقان في جريدة "فيردينز غانغ" المحلية: "نشأنا مع والد عدواني ومستبد، يستخدم العنف الجسدي والتهديدات كجزء من تربيته".
وتابعا: "لا يزال يتملّكنا الشعور بالانزعاج والخوف الذي شعرنا به منذ الطفولة".
فتحت الشرطة تحقيقاً في الادعاءات بالإساءة وقرّرت النيابة اتهام يارت (58 عاماً) بالعنف المنزلي ضد أحد أولاده.
وفقاً لمصدر مقرب من القضية، فإن الأفعال المشار إليها لا تتعلق بالثلاثي من الرياضيين المعروفين ولكن بولدٍ آخر أصغر منهم.
على مدى أربعة أعوام، من 2018 إلى 2022، زُعم أن يارت تعامل مع الطفل بخشونة وأهانه وهدّده وضربه على وجهه بيده أو باستخدام منشفة.
هكذا، انتهى "فريق إينغبريغتسن"، اسم سلسلة الوثائقيات التي رافقت حياة العائلة بين 2016 و2020.
في البرنامج، أجبر يارت أولاده على الجري حتّى 170 كلم أسبوعياً، ومنع فيليب من السفر في عطلةٍ مع حبيبته.
قال يارت للكاميرا: "لا أريد أن أكون رجلاً غاضباً. أريد أن أكون والداً".
وأضاف: "لكن إذا كنا بحاجة إلى رجلٍ غاضب لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم، أنا جاهزٌ للعب هذا الدور".
لكن بأي ثمن؟ حين عقد ياكوب قرانه في أيلول الماضي، لم يدعُ والده إلى الحفل.
يُجدّد هذا الخلاف ذكريات الآباء الذين كانوا يدرّبون أطفالهم وظهروا في الكثير من الأحيان كأشخاص عنيفين أو مُعتدين، من لاعبة المضرب الفرنسية ماري بيرس إلى لاعب الغولف الأميركي تايغر وودز، من دون أن ننسى الشقيقتين وليامس في كرة المضرب.
بعد انفصاله عن أولاده، صدم يارت الشارع الرياضي النروجي بتدريبه رياضياً آخراً، هو نارفي نورداس.
وأعلنت اللجنة الأولمبية النروجية عدم إعطاء يارت تصريحاً للمشاركة في أولمبياد باريس، كما حال العام الماضي في المونديال.
في المقابل، يستمر ياكوب في التمرّن مع شقيقيه في ما وصفه بـ"نظام فريد".
قال: "نحن الثلاثة مسؤولون عن تمريننا الشخصي. يُمكنك أن تقول أننا نُمرّن أنفسنا. في الوقت عينه نُمرّن بعضنا البعض".
وأردف: "إنها شبكة أمان كبيرة مع خبرة لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك".