تأمل الرماية العربية في تصويب فوهة بنادقها ومسدساتها نحو المعدن الأصفر في أولمبياد باريس مع انطلاق المنافسات السبت واستمرارها 10 أيام.
ولا يخلو السجل العربي للرماية من الميداليات عبر التاريخ الأولمبي، حيث منح الكويتي فهيد الديحاني العرب أوّل ميدالية في أولمبياد سيدني 2000 بإحرازه برونزية الحفرة المزدوجة.
ثم حصل القطري ناصر صالح العطية على المعدن عينه في مسابقة السكيت خلال ألعاب لندن 2012، ونال الديحاني ببرونزية التراب.
وحصد الشيخ الإماراتي أحمد بن حشر آل مكتوم ذهبية الحفرة المزدوجة في نسخة أثينا 2004.
وفي دورة ريو دي جانيرو 2016، أحرز الراميان الكويتيان فهيد الديحاني وعبدالله الرشيدي ذهبية الحفرة المزدوجة (دبل تراب) وبرونزية السكيت على التوالي، لكنهما شاركا تحت العلم الأولمبي بسبب إيقاف الكويت. وفي دورة طوكيو 2020 (أقيمت في 2021)، حصد الكويتي عبدالله الرشيدي برونزية رماية السكيت.
مصر الأكثر تمثيلاً"
في باريس، ستكون البعثة المصرية الأكثر تمثيلا للعرب مع 11 رام ورامية، حيث تسعى لتحقيق أول ميدالية "للفراعنة" في الرماية عبر التاريخ الأولمبي.
تبرز مشاركة أميرة أبو شقة (سكيت) التي تمتهن العمل السياسي كونها ابنة رئيس حزب الوفد السابق بهاء الدين أبو شقة.
تقول عضو مجلس النواب في مصر البالغة 44 عاماً: "يشرفني أن أكون نائباً، وأمارس دوري الإشرافي والتشريعي، بالإضافة إلى كوني رياضية أمثل بلدي في كافة المسابقات الرياضية وأحقق البطولات والألقاب باسم مصر".
حصلت على ست ميداليات في سكيت للسيدات في البطولات الأفريقية، وذهبية في عام 2023 ما سمح لها بالمشاركة في أولمبياد باريس.
ويبدو عزمي محيلبة (33 عاماً) مرشحاً لإحراز ميدالية في منافسات سكيت أيضاً، بعدما ضمن مشاركته الأولمبية الرابعة توالياً، بفوزه بذهبية بطولة العالم 2022 في أوسييك، كرواتيا.
وتتألق عائلة محيلبة في ميدان الرماية حيث فاز شقيقه عبد العزيز بذهبية التراب في كأس العالم 2023، وتوّج عزمي بطلاً لأفريقيا أربع مرات في سكيت. إضافة إلى ذهبية بطولة العالم 2022، طوّق عنقه بالمعدن الأصفر في بطولة كأس العالم بالقاهرة 2024.
ومن قطر، يخوض سعيد أبو شارب (40 عاماً) مشاركته الاولمبية الأولى في منافسات تراب. بينما يملك راشد صالح العذبة (36 عاماً) خبرة كبيرة اذ سبق له أن شارك في الألعاب الأولمبية مرتين (2008 و2016).
من إنجازاته، تتويجه بذهبية سكيت للفرق المختلطة مع ريم الشرشني في بطولة كأس العالم 2024 في القاهرة، وذهبية بطولة آسيا للرماية 2023 في تشانغوون (كوريا الجنوبية).
راي باسيل أمل اللبنانيين
وتأهلت اللبنانية راي باسيل بعدما أحرزت ذهبية بطولة آسيا للرماية من الحفرة الأولمبية (فئة التراب) التي أقيمت في كوريا الجنوبية.
وستسعى باسيل في حضورها الأولمبيّ الرابع توالياً، الى تحقيق ميدالية لبلد الأرز طال إنتظارها كثيراً، علماً أن آخر ميدالية لبنانية كانت برونزية في أولمبياد موسكو 1980 بواسطة لاعب المصارعة الراحل حسن بشارة.
قالت باسيل (35 عاما) لوكالة "فرانس برس": "كل ما أود قوله إنني سأذهب لأرمي على الأطباق، وأؤدي ما باستطاعتي من دون توفير أي جهد، والنتائج ستأتي".
وستتمثل الكويت بكل من محمد الديحاني (40 عاماً) في السكيت وخالد المضف (46 عاماً) في التراب.
ويشارك المضف الذي يتخذ من أسطورة كرة المضرب المعتزل السويسري روجيه فيدرر مثالاً أعلى له، للمرة الرابعة في الألعاب بعد أعوام 2000 و2004 و2016، حيث حقق أفضل نتيجة له باحتلاله المركز الرابع (تراب) في سيدني عام 2000.
ومن الجزائر، يشارك الراميان عدول كسيلة (22 عاماً) وسمير بوشيرب (39) في منافسات بندقية هواء مضغوط 10 أمتار ومسدس هواء مضغوط 10 أمتار توالياً، والرامية هودى شعبي (38 عاماً) في مسابقة بندقية هواء مضغوط 10 أمتار، التي شاركت للمرة الأولى في طوكيو 2020.
ويشارك ببطاقة دعوة، العُماني سعيد بن علي الخاطري (39 عاماً) الذي التحق بمعسكر تدريبي في مدينة شاتورو الفرنسية لصقل مهارته في مسابقة تراب، وياسمين الريمي من اليمن (مسدس هواء مضغوط 10 م) التي اضطرت لإيقاف مسيرتها لأربعة أعوام بسبب الحرب.
تقول الريمي التي تستعد لمشاركتها الأولمبية الثانية لـ"فرانس برس": "أشعر بالفخر والاعتزاز كوني امرأة أمثّل اليمن، وأيضاً كوني لاعبة يمنية في هذا الأولمبياد. حلم أي رياضي".
وسيمثل محمد بن دلة (21 عاماً) ليبيا في مسابقة مسدس هواء مضغوط 10 أمتار، وتخوض التونسية ألفة الشارني (مسدس هواء مضغوط 10 م) مغامرتها الأولمبية الثالثة بعد عامي 2016 و2020. حققت أفضل نتيجة باحتلالها للمركز التاسع في ريو 2016.
وحجز المغربي إدريس حفاري (29 عاماً) مشاركته في مسابقات تراب بفوزه بذهبية بطولة إفريقيا، في حين يمثّل جورج الصالحي (49 عاما) المولود في تشيلي والمقيم في سانتياغو، بلده الأم فلسطين في مسابقة سكيت.
وعن مشاركته ببطاقة دعوة تحت راية العلم الفلسطيني وكونه أول من يمثل بلده في الرماية، قال: "هي خطوة تاريخية في هذا التخصص الرياضي...".
وستكون فلسطين حاضرة وممثلة رسمياً في الألعاب الأولمبية للمرة الثامنة منذ ألعاب أتلانتا 1996، وذلك على الرغم من الحرب المستمرة في غزة.