بعدما غزت صوره وشقيقه محمد وسائل التواصل الاجتماعي قبل ثلاثة أعوام في طوكيو وتحدّثت عنهما العديد من الوسائل الإعلامية الكبرى، يعود علاء ماسو إلى الألعاب الأولمبية مجدداً لكن هذه المرة وحيداً ضمن فريق اللاجئين، متطلعاً لزيارة والدته في تركيا بعد انتهاء النسخة الثالثة والثلاثين المقامة في باريس.
في أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام، تصدّر علاء وشقيقه محمد العناوين بعد عناقهما خلال حفل افتتاح الألعاب المؤجلة لعام بسبب تداعيات فيروس كورونا، الأول كأحد ممثلي فريق اللاجئين والثاني كممثل لسوريا.
يغيب محمد الذي اعتزل الترياثلون، عن الأولمبياد الباريسي الذي تخوضه سوريا ببعثة صغيرة ممثلة بستة رياضيين في ستة العاب، لكن علاء موجود في عاصمة الأضواء ضمن فريق اللاجئين المكوّن من 36 رياضياً، بينهم خمسة من سوريا التي شهدت منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدّى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
بالنسبة لابن الـ24 عاماً: "لا أؤمن حقاً بالأوطان. بالنسبة لي المكان الذي يمنحني شعور الانتماء هو المكان الذي أسميه وطني. رحيلي عن سوريا في عمر مبكر جداً، مع الاكتفاء برؤية الناحية المُظلِمة لسوريا حيث بدأت الحرب حين كنت في الحادية عشرة من عمري، هو أمر لم أشأ مواصلة التفكير به وأن أحمله معي"، وفق ما قال من باريس حيث يشارك في سباق 50 م حرة.
ماسو الذي اتخذ من ألمانيا موطنه بعد الهرب من سوريا عام 2015 بصحبة شقيقه الأكبر محمد في رحلة شاقة قطع خلالها "سبعة أو ثمانية" بلدان، يتطلع لرؤية والدته الموجودة في تركيا بعد قرابة قرن من الفراق.
"كانت بطلتي والآن أصبحت بطلها"
ويقول بهذا الصدد "والدتي هي التي كانت دائماً معي على جانبي الحوض عندما كنت صغيراً. كانت تقود بي إلى التدريب الصباحي والمسابقات في المدن (السورية) الأخرى. كانت بطلتي أيام الصغر والآن أصبحت بطلها".
وكشف ابن حلب: "بعد الألعاب الأولمبية، ما أن أحصل على جواز السفر الألماني والجنسية الألمانية، آمل أن أتمكن من زيارة والدتي في تركيا. الآن، بعدما أمضيت ثمانية أعوام في ألمانيا، يمكنني التقدم بطلب للحصول عليها (الجنسية). آمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الوقت".
ورأى أن: "الحصول على الجنسية الألمانية هو شيء يجب أن تفخر به لأنك تعلم أنك فعلت المستحيل تقريباً"، في إشارة منه إلى الشروط الصارمة في مسار الحصول على الجنسية.
علاقة ماسو بأحواض السباحة بدأت منذ أن عرّفه والده مدرب السباحة على هذه الرياضة عندما كان طفلاً، وحينها: "بدأت الشعور بعلاقة غريبة مع المياه... ليس فقط كمكان للعمل لكن كمان للاستمتاع. شعرت أن العلاقة التي جمعتني بوالدَيّ عادت قوية مجدداً بفضل المياه، لأني عندما نشأت كسباح، كانا الشخصان المتواجدين دائماً معي".
منذ مشاركته في أولمبياد طوكيو صيف 2021 حيث انتهى مشواره في التصفيات، اختبر ماسو المشاركة في بطولة العالم ثلاث مرات في بودابست 2022 وفوكووكا 2023 والدوحة 2024 في سباقي 50 و100 م فراشة، كما خاض غمار بطولة أوروبا.
وهدفه الآن في باريس: "تحقيق أفضل رقم شخصي ومركز أفضل من طوكيو"، من دون نسيان أنه يمثل من يراهم الآن كمواطنين له، والحديث عن اللاجئين: "قبل عامين كان هناك 65 مليون شخص نازح حول العالم. واليوم تجاوزنا بالفعل المئة مليون".
وأضاف: "هذا أيضاً اسم حملتنا الجديدة لفريق اللاجئين: واحد من 100 مليون. هذا يُظهر ما هي فكرة الفريق: إعطاء الأمل للنازحين وكل من أجبر على مغادرة بلده ووطنه لأسباب عديدة. لا توجد عقبة أكبر من ترك عائلتك وراءك والبدء من جديد في بلد مختلف بثقافة مختلفة".